الخليلي: الزكاة طهارة ونماء للنفس والمال

بلادنا الأحد ٠١/مايو/٢٠١٦ ٠١:٢٨ ص
الخليلي: الزكاة طهارة ونماء للنفس والمال

العامرات - عبدالله الرحبي

رعــــى المفتي العام للسلطنة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفل تدشين لجنة الزكاة بولاية العامرات، وذلك في حديقة العامرات العامة بحضور والي العامرات سعادة الشيخ د. يحيى بن سليمان الندابي وعدد من أصحاب السعادة وشيوخ ورشداء الولاية.

وألقى سماحة الشيخ راعي المناسبة كلمة قال فيها: إنها لفرصة أن يجمعنا الله سبحانه وتعالى في هذا البلد الطيب وفي هذه المظلة الوارفة، مظلة العبادة لله وأداء الواجب الذي فرضه في أموال الأغنياء للفقراء. وما أحوج الإنسان إلى أن يكون كثيف المراقبة لنفسه حريصا على المسارعة إلى طاعة ربه.
وأضاف سماحته أن الله سبحانه خلق الإنسان ليضطلع بأمانته وليقوم بتكاليفه، سواء كانت هذه التكاليف تتعلق بالعمل أو بالبدن أو بجانب المال فإنها جميعا تكاليف الله سبحانه وتعالى، ومن بين هذه التكاليف أداء الزكاة التي فرضها الله سبحانه في أموال الأغنياء ليدفعوها سخية بها نفوسهم إلى الفقراء حتى يسدوا حاجاتهم، وفي ذلك ردم للهوة التي تكون بين الجانبين، وفي ذلك أيضا جمع لقلوب الطائفتين. فلا ريب أن الإنسان ركز في قلبه حب المال «وتحبون المال حبا جما»، «وإنه لحب الخير لشديد»، فهذه طبيعة علمها الله سبحانه وتعالى في نفوس عباده، فلذلك أوجد هذا الدواء لأن الإنسان إن تحكمت في نفسه شهوة المال لم يبال بشيء، لم يبال بحاجات المحتاجين ولا بمرض المرضى، ولم يبال بأي حالة يكون عليها الناس، وإنما كل همه في أن يجمع المال من أي باب كان من غير أن يفرق بين باب مشروع وآخر غير مشروع.

طهارة ونماء

وقال سماحته: لقد جعل الله سبحانه وتعالى في الإنسان تأجيجا لمشاعر الرحمة في نفوس الأغنياء حيث يشعرون بالرقة أمام إخوانهم الفقراء لأن الإنسان إن اعتاد على أمر أصبح ملكة في حياته، فعندما يعتاد السخاء والإنفاق لا ريب أنه يصبح بذلك يسارع بجهده إلى هذا الإنفاق لأنه يتألم أيما ألم عندما يجد الناس في حاجة، ولذلك جاء القرآن الكريم بما يدل على أن هذه الزكاة هي طهارة، فقد قال الله تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها»، وقد سميت زكاة ومعناها الطهارة أو النماء وكلا الأمرين معتبران في شريعة الإسلام، فالزكاة هي طهارة للنفس وهي نماء لفضائلها كما أنها طهارة للمال أيضا ونماء له بما يجعل الله سبحانه وتعالى فيه من البركة، وقد دعا الله سبحانه إلى الإنفاق في جميع الأحوال مع تذكير الناس بما آتاهم من نعم وقد قال تعالى: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم»، فمن الذي يزهد في هذا الخير العظيم ومن الذي لا يريد أن يستكثر من نعم الله سبحانه عليه؟ حيث يؤجر في مقابل درهم ينفقه سبعمائة ضعف وليس ذلك فحسب فالله سبحانه يضاعف لمن يشاء مع تلك الأضعاف أضعافا كثيرة أخرى.
وأوضح سماحته أن الله سبحانه يدعو إلى الإنفاق في مقام التذكير بمغادرة هذه الحياة عندما يغص الإنسان بنزول الموت به، حيث يقول تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم وأولادكم عن ذكر الله ومن يفعــل ذلك فأولئك هم الخاسرون، وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم المـــوت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين، ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون»، وذكر بالإنفاق في مقام التذكير بالمنقلب الذي ينقلبه الإنسان إلى الله عندما يتخلـــى عنه كل ما أوتيه في الحياة الدنيا «ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم»، فعنــــدما يتخلى عن الإنسان ماله الذي أوتيه في الحياة ويتخلى عنه أهله وتتخلى عنه عشيرته ويتخلى عنه مجتمعه وكل من صحبه في الحياة ففي هذه الحالة يذكر بضرورة الإنفاق قبل أن ينقلب إلى ربه، إذ يقول تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون».

جهود اللجنة

كما ألقى د. سيف بن سالم الهادي كلمة مماثلة تحدث فيها عن الجهود التي ستبذلها لجنـــة الزكاة بولاية العامرات خلال الفترة المقبلة لتقوم بأداء واجبها المناط إليها، وقال: هناك كوكبة رائعة من أبناء الولاية استعدوا أن يقدموا جهودا مضنية من أجل أن تصل أموال الأغنياء إلى الفقراء ومن أجل أن يردموا الهوة بينهم حتى يعود المجتمع وقد تكاتف مع بعضه البعض وقد بدت بين أفراده ألفة ومودة ورحمة.
وأوضح أن لجنة الزكاة بالولاية سوف تحصر جميع من يستحق الزكاة وسوف تلبي رغبة من يريد من الأغنياء لتصل إلى الفقراء بأمانة تامة وصدق.
كما أشار إلى أن اللجنة اتفقت مع محلين للذهب بهما صندوقان حيث تقوم المرأة الراغبة بالزكاة بوزن ذهبها وتحدد الزكاة عن طريق الصائغ وتضع الأموال في الصندوق ومن ثم تقوم اللجنة بتوصيل الأموال إلى الفقراء.
وحث الجميع على المشاركة في اللجنة وأن يتفضل الذين أنعم الله عليهم بنعمة المال بالتواصل مع اللجنة حتى تتمكن من تحقيق الأمنية التي يتمنونها وهي تأدية حق نعمة الله عليهم، وشكر في ختام كلمته الأفراد والمؤسسات الداعمين للجنة.