دراسة توضح خطر الاختفاء الكلي للأسماك المحلية

مزاج الاثنين ٣١/يناير/٢٠٢٢ ٠٩:٠٨ ص
دراسة توضح خطر الاختفاء الكلي للأسماك المحلية

مسقط - الشبيبة

أكدت نتائج البحث الاستشاري المشترك بين جامعتي السلطان قابوس وجامعة شيراز الإيرانية حول أسماك المياه العذبة العمانية بأن التنوع البيولوجي للأسماك المحلية في خطر الاختفاء الكلي والسبب يعود إلى استقدام أسماك البلطي في مياه سلطنة عمان لسبب او لآخر.

وهذا البحث المشترك ممول من قبل شركة الموارد للاستشارات الجيولوجية، كما شارك فيه كل من الدكتور سعود بن مسلم الجفيلي- أستاذ مشارك بقسم العلوم البحرية والسمكية بكلية العلوم الزراعية والبحرية في الجامعة، والدكتور حميد إسماعيلي من جامعة شيراز.

تعد أسماك البلطي من أسماك المياه العذبة الاستوائية التي تستوطن إفريقيا وجنوب غرب الشرق الأوسط. كما يعد البلطي الأحمر البطن والبلطي الأزرق والبلطي النيلي والبلطي الموزمبيقي من أكثر أنواع البلطي شيوعًا والمستخدمة في الاستزراع المائي. ومنذ ثلاثينيات القرن الماضي تم استقدام ونشر أسماك البلطي بأنواعها في جميع أنحاء العالم من أجل المكافحة البيولوجية للنباتات المائية غير المرغوب فيها والقضاء على يرقات البعوض واستخدامها كطعم لبعض المصايد وكأسماك للزينة. كما تم الترويج لها مؤخرًا كغذاء ومصدر مهم للبروتين الذي يمكن أن يوفر الأمن الغذائي للبلدان النامية. ونظرًا لتحملها الشديد للظروف البيئية المختلفة والقاسية في المياه العذبة وتحملها الكبير للملوحة، إضافة لمعدلات التكاثر والنمو المرتفعة لديها وقدرتها على مقاومة الأمراض، فإن أسماك البلطي تعد مناسبة جدا للاستزراع المائي وللمردود الاقتصادي السريع. ومع ذلك، فإن استقدامها لغير موطنها وإدخالها في المسطحات المائية الطبيعية المفتوحة منها خاصة، قد تسبب في العديد من المشاكل البيئية الرئيسية في جميع أنحاء العالم، مما هدد الموائل المحلية وتنوع الكائنات المائية المحيطة خاصة الأسماك المحلية وكميات تواجدها وأحجامها من خلال التنافس غير المتكافئ على الغذاء والمسكن أو الموئل، إذ تعد أسماك البلطي من الأسماك العدائية جدا بالرغم من شكلها الجميل والجذاب. كذلك تسببت في تدمير الموائل بإدخال الأمراض والطفيليات، أيضا تسبب استقدامها في بعض البلدان إلى التلوث الجيني لبعض الأسماك المحلية مما تسبب في اختفاء بعض الأنواع المحلية منها. وهكذا، خلص المختصون في أسماك البلطي إلى أنه على الرغم من الفوائد المحتملة أو الملحوظة للمجتمع البشري الاقتصادية في البيئة المغلقة، الا إن استزراعها أو نشرها في المياه العذبة المفتوحة يعد كارثة بيئية للأسماك المحلية والتنوع البيولوجي.

 تم إدخال البلطي النيلي غير الأصلي، وربما أنواعه المهجنة أو سلالاته، إلى المياه الطبيعية في سلطنة عمان (الوديان والعيون المائية) لمكافحة البعوض في أوائل التسعينيات من القرن الماضي. ومن خلال الزيارات الميدانية للعديد من الأودية العمانية والعيون المائية فقد تبين للباحثين بأن هذا الضيف أصبح النوع السائد فيها وقلص أعداد الأسماك المحلية من ناحية الحجم والعدد والنوع.

هناك أودية أصبح من النادر جدا رؤية الأسماك المحلية فيها. بالإضافة إلى أن التنوع السمكي يكون أكثر وبشكل ملحوظ في الأودية والعيون التي لم يصل إليها البلطي بعد. وإن كان سبب استقدام أسماك البلطي لافتراس يرقات البعوض والحد من انتشار مرض الملاريا فهناك أبحاث تشير بأن أسماك "الصد" العمانية أيضا تهاجم يرقات البعوض وبالكفاءة نفسها. وتوصي الدراسة بوجوب منع استخدام المياه العذبة المفتوحة لاستزراع البلطي كما توصي بعدم التخلص من أسماك البلطي غير المرغوب فيها في الوديان والمياه الراكدة وتقييد استقدام أسماك البلطي كأسماك للزينة.