سلطنة عمان تستعرض الفرص الاستثمارية المتاحة مع وفد تجاري نيذرلاندي

مؤشر السبت ٢٩/يناير/٢٠٢٢ ١٢:٢٩ م
سلطنة عمان تستعرض الفرص الاستثمارية المتاحة مع وفد تجاري نيذرلاندي

مسقط - الشبيبة

استقبلت غرفة تجارة وصناعة عمان (الخميس 27 يناير) وفدا تجاريا من مملكة نيذرلاند حيث تم استعراض الفرص الاستثمارية والتسهيلات المقدمة للمستثمرين مما من شأنه أن يسهم في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.

وقال الدكتور الفضل بن عباس الهنائي الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة عمان إن هذه الزيارة تأتي استمرارا للجهود المبذولة من الحكومتين في تعزيز العلاقات الاقتصادية، واستعراض آفاق التعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، حيث يلعب القطاع الخاص في البلدين دورا رائدا في تكوين شراكات اقتصادية ومشاريع تجارية.

وأضاف أن الإرث البحري العميق الذي يجمع البلدين أوجد آفاقا جديدة من التعاون والشراكات في قطاع الخدمات اللوجستية حيث تتطلع السلطنة للمزيد من الاستفادة من خبرة نيذرلاند خاصة في تطوير وتحديث الموانئ وتقديم الخدمات اللوجستية، وهو ما يتجلى في الشراكة الإستراتيجية بين ميناء صحار وميناء روتردام في نيذرلاند، كما أنه بإمكان الجانب النيذرلاندي الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للسلطنة على مسارات خطوط الشحن العالمية وقربها من الأسواق الناشئة في قارتي آسيا وافريقيا.

كما بين الرئيس التنفيذي للغرفة أن هناك مجالات أخرى للشراكة في مجال الطاقة المتجددة لاسيما طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى مجال الهيدروجين الأخضر، وجميعها تشكل فرصة للشركات النيذرلاندية العاملة في هذه القطاعات، إضافة للتعاون مع الشركات في مملكة نيذرلاند ذات الخبرة في تطوير تقنيات حديثة لتحلية المياه والزراعة المائية.

من جانبها قالت سعادة ستيلا كلوث سفيرة مملكة نيذرلاند المعينة لدى السلطنة إن هذا اللقاء يضطلع بمناقشة أهم مورد من الموارد الطبيعية وهو مورد المياه والذي من غيره تنتفي الحياة والعمران مبينة أن هناك ثلاث نقاط أساسية للمناقشة وهي مياه الشرب ومياه الزراعة وحلول إدارة المياه. وأضافت أن مملكة نيذرلاند تعد ثاني أكبر مصدر للسلع الزراعية في العالم وبالتالي فإنها امام تحد أساسي وتجربة رائدة في إدارة المياه خاصة وان حوالي ثلث أراضيها تقع تحت مستوى سطح البحر، ولدى نيذرلاند نظام ضخم من السدود وحواجز العواصف يساعد في الحفاظ على المياه بالاضافة إلى الاتجاه نحو معالجة المياه العادمة.

وتخلل اللقاء تقديم عدد من العروض المرئية حيث قدمت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه عرضا مرئيا استعرض تجربة السلطنة في إنشاء السدود من أجل تحقيق أكبر استفادة ممكنة من مياه الامطار والحد من اهدارها خاصة وأن السلطنة تشهد عددا من السيول التي تؤثر على ممتلكات الأهالي ومزارعهم من ناحية كما أن مياهها لا يمكن الاستفادة منها بالشكل الكافي وبالتالي تم تنفيذ عدد كبير من سدود التغذية الجوفية والسدود التخزينية والسطحية الاخرى. وبين العرض مصادر المياه في السلطنة والتي تشمل المياه الجوفية والأفلاج والآبار وأيضا تحلية مياه البحر.

كما قدمت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في السلطنة عرضا مرئيا تطرقت فيه إلى تاثير نقص المياه على منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا واستعرضت خلاله البرامج التي تعمل عليها (الفاو) والتي تشمل خططا استراتيجية للمياه ومراجعة سياسات الماء والغذاء واقتراح الخطط الاستثمارية واقتراح خطط زراعية بالنظر إلى موارد المياه وأيضا تطوير الزراعة بالبيوت الخضراء والعمل مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وجامعة السلطان قابوس على دراسات فيما يخص نظام الأفلاج.

وقدمت الشركة العامة لخدمات المياه والصرف الصحي عددا من العروض المرئية التي تناولت أحدث التقنيات المستخدمة في معالجة مياه الصرف الصحي وكيفية استخدام تلك المياه لجعل عمان أكثر اخضراراً وصحة والحفاظ على الصحة العامة. وسلط العرض الضوء على اختيار نظام المعالجة البيولوجية المتتابعة ذات التدفق المستمر، وأنظمة المفاعلات الغشائية والبيولوجية ليكون بديلاً للأنظمة التقليدية حيث تتلخص مراحل أعمال الصرف الصحي في مراحل معالجة مياه الصرف الصحي، والتي تتم عبر المعالجة الأولية "المعالجة الفيزيائية"، والمعالجة الثانوية "المعالجة البيولوجية التي تعد المرحلة الأساسية في المعالجة ومرحلة المعالجة الثلاثية، وهي مرحلة المعالجة النهائية للمياه والهدف منها هو تعقيم المياه وإزالة أي أجزاء صلبة أو عالقة، مما يزيد من نقاء المياه المعالجة. وتطرق العرض إلى المشاريع المستقبلية والتي تشمل شبكات امدادات المياه والاستفادة من المياه المعالجة والفرص المتاحة في قطاع المياه.

 كما قدمت شركة مجيس للخدمات الصناعية عرضا مرئيا تناول جهودها في تقديم حلول المياه في سلطنة عُمان من خلال سحب مياه البحر ومعالجتها لأغراض التبريد، وإنتاج مياه الشرب والتصنيع فائقة النقاء ومعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي حيث تتركز أعمال الشركة حالياً في منطقتي الإمتياز في كل من ميناء صحار والمنطقة الحرة بالإضافة إلى مدينة صحار الصناعية،وتعمل الشركة على تزويد الشركات والمصانع العاملة في مناطق الإمتياز بحلول المياه.

وتخلل اللقاء عدد من النقاشات التي تناولت إدارة مياه الصرف الصحي والمياه الزرقاء النقية والصرف الصحي المستدام واستعادة مياه الصرف الصحي وإدارة المياه المالحة كما تم تسليط الضوء على بعض الحلول الرقمية لإدارة المياه. كما شهد اللقاء عقد لقاءات ثنائية بين أصحاب وصاحبات الأعمال من الجانبين العُماني والنيذرلاندي لبحث إبرام الاتفاقيات والشراكات وتوسيع التعاون بين الجانبين.