بقلم : علي بن راشد المطاعني
اللفتات الإنسانية والاجتماعية التي تطل عبرها السيدة الجليلة حرم حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم على المجتمع تجد إهتماما واسعا وإستحسانا طيبا من الجميع ، ولعل استقبالها للطفلة رغد اليحيائية ذات الأربعة عشر ربيعا في بيت البركة يحمل في طياته العابرة ومعاني كثيرة ودلالات مهمة يتعين التوقف عندها والنظر إليها مليا ثم استخلاص المعاني المستترة خلف الكلمات والحروف.
فهكذا إطلالات كريمة هو حقيقة أن المرأة العُمانية تجد اهتماما متعاظما من السيدة الجليلة ، ثم إن الكوادر العُمانية الشابة من ناحية أخرى والتي تسعى جاهدة للتميز والإبداع ستجد كل العون والعضد والمساندة والمؤازرة حتى بلوغ الغايات الشاهقة والسامقة.
وبما أن الوقفة التي وجدتها الطفلة رغد من السيدة الجليلة جعلتها حديث الناس وحديث الشارع ومحل ثناء وإشادة في مواقع التواصل ااإجتماعي وكل وسائل الإعلام على اختلافها ، وبالقطع فإن السيدة الجليلة بذلك قد أسهمت في صقل موهبة الصغيرة وأضفت إليها ثقة بالنفس عالية كانت في أمس الحاجة إليها لتمضي قدما في طريق الإبداع الطويل ، وسيغدو الحدث بمثابة إلهام كتبه التاريخ في جبين الوطن بمداد من نور ليبقى ساطعا ومنيرا أبدا وليؤكد للناشئة من أبناء وبنات عُمان بأن الموهبة ستجد من يرعاها ويتعهدها حتى تزهر وتطرح على الملأ شذاها القائل للناس في كل مكان بأن هؤلاء هم أبناء عُمان وقد انطلقوا في دروب المجد لأن السيدة الجليلة قد فتحت الطريق أمامهم معبدا وسالكا للمشي لمن أراد وللعدو لمن يرغب.
كما أن زيارات السيدة الجليلة التفقدية والتشجيعية لشباب وشابات عُمان العاملين في مشروعاتهم الخاصة واطلاعها ووقوفها على المؤسسات الاجتماعية ، الأمر الذي يضفي اهتماما بهذه المكونات المجتمعية وتشد من أزرهم وهم يحفرون بأصابعهم وأظافرهم المجردة في صلد الجبال لبناء مستقبلهم دون انتظار لقطار الوظيفة العتيق ، بل المضي قدما لتنمية ملكة المبادرة لإيجاد الفرص وطرق أبواب المستقبل الموصدة وبعنف حتى تتهشم.
ومن ذلك نخلص لحقيقة أن الزيارات التي تقوم بها السيدة الجليلة تُعد أكبر تحفيز لرواد الأعمال والقيادات النسائية على اختلاف مؤسساتها الإجتماعية والتطوعية لتقدم خدمات عظيمة للمجتمع العُماني ، بل أصبحت هذه المؤسسات الإجتماعية نموذجا لتضافر الجهود وتكاتف أبناء المجتمـــــع بكل أطيافه والتفافه حول المبادرات النبيلة التي تهدف إلى رفد الجهود التي تقوم بها الحكومة لتخفيف الأعباء عن كاهل الكثير من الفئات المحتاجة من أسر الضمان الإجتماعي وذوي الدخل المحدود وكل المتعففين رغم مرارة الحاجة .
الأمر الذي يبعث على الإرتياح لهذه الزيارات التي تقوم بها السيدة الجليلة لمشاريع ريادة الأعمال والمؤسسات المجتمعية التي تؤدي دورا حيويا للمجتمع والتي حان الوقت لإضفاء المزيد من الإهتمام بها وتكثيف الدعم لها.
ولعل إشادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ـ في لقائه مع شيوخ ولايات محافظتي الداخلية والوسطى بأداء ودور المؤسسات الإجتماعية كجمعيات المرأة وتوجيهه بالمزيد من الدعم لها لأداء دورها بشكل أكبر وبما يتناسب مع أهميتها للمجتمع ، وكتأكيـــــــــد على ما تمثله هذه الجمعيات ومراكز تأهيــــــل ذوي الإعاقة العامة والخاصة من أهمية يتطلب النهوض والإرتقاء بها.
الاهتمام السامي والزيارات التي تقوم بها السيدة الجليلة وتلمسها لحاجات هذه المؤسسات وكيفية تفعيل دورها في المجتمع في المرحلة المقبلة يتواكب مع متطلبات الغد الآتي ،من حيث تمكين المرأة وذوي الإحتياجات الخاصة للمزيد من المشاركة والحضور الفاعل في كل مفاصل الحراك المجتمعي.
نامل أن يستوعب أبناء عُمان ورواد الأعمال على وجه الخصوص أنهم دوما وأبداً في حدقات عيون القيادة ، كل الذي يتعين عليهم فعله هو المضي بأقصى طاقاتهم وجهدهم في دروب الإبتكار والإبداع ، ثم أن عليهم من بعد ذلك أن يعلموا علم اليقين أن جهدهم أبدا لن يضيع سدى.