مسقط - الشبيبة
زارت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أمس الأحد (23/1/2022م) معامل إنتاج زيوت اللبان ومعامل إنتاج مضادات السموم بجامعة نزوى.
اطلعت خلالها على ما تتضمنه المعامل وما تقوم به من مشاريع وأبحاث علمية.
تأتي هذه الزيارة استمرارا لجهود الوزارة في تأصيل شراكة حقيقية وذات نتائج ملموسة في السوق بين القطاع الأكاديمي والبحثي وبين قطاع الصناعة وسوق العمل وذلك دعماً لتحويل الاقتصاد العماني إلى اقتصاد مبني على المعرفة؛ لتوظيف نتائج البحوث والأفكار المبتكرة في إنشاء شركات ناشئة تصل بمنتجاتها إلى السوق المحلية والعالمية.
رافق معاليها خلال الزيارة المهندس صالح بن محمد الشنفري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة، وطلال بن عيسى الحراصي من جهاز الاستثمار العماني، وهلال البوسعيدي من شركة أوليبان، والدكتورة مريم بنت بلعرب النبهانية المديرة العامة للجامعات والكليات الخاصة، والدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية المديرة العامة للبحث العلمي، وعدد من المسؤولين والباحثين.
كان في استقبال معالي الوزيرة والوفد المرافق لها الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي رئيس جامعة نزوى ومجموعة من الباحثين والأكاديميين والإداريين بالجامعة.
بدأ اللقاء بعرض مرئي قدمه الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي مدير مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بالجامعة، الذي أشار إلى أن جامعة نزوى تقوم بتمويل وتنفيذ العديد من البرامج البحثية وأوجدت مجموعة من النظم والسياسات لتطوير البحث العلمي بما يخدم التوجهات الوطنية في التنمية المستدامة، وذلك من خلال إنشاء عدد من المراكز والكراسي البحثية، ودعم وتشجيع المجموعات البحثية في كليات الجامعة الأربع، بالإضافة إلى استقطاب كادر بحثي وطني مؤهل، وبناء شبكة واسعة من الشراكات البحثية مع أرقى الجامعات العالمية، الأمر الذي أسهم في تصنيف الجامعة في المرتبة الثانية على مستوى جامعات السلطنة والأول على مستوى الجامعات والكليات الخاصة. كما حققت الجامعة المرتبة الأولى على مستوى جامعات السلطنة في تصنيف Nature Indexوالمرتبة الثانية خلال السنتين الماضيتين حسب مؤشرSCImago كما تم إدراج ١١ باحثا من الجامعة في قاعدة بيانات ستانفورد الأمريكية لأفضل ٢٪ من الباحثين في العالم الأكثر استشهادا بأبحاثهم، المنشورة مؤخرا وفق قاعدة بياناتScopus التابعة للناشر العالمي Elsevier.
وأوضح مدير مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية أن المركز جاء خدمة للأهداف الاستراتيجية البحثية للجامعة والتي تشترك مع الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي في سلطنة عمان في تحويل نتائج الأبحاث العلمية إلى منتجات ومشاريع مبتكرة ومستدامة تسهم في نمو الاقتصاد العماني. كما أوضح الحراصي أن فريق البحث بالمركز يعمل على مجموعة من المشاريع والدراسات المتعلقة باستكشاف مكونات البيئة العمانية والموارد الطبيعية وسبل الاستفادة من خصائصها الأحيائية والكيميائية في مختلف التطبيقات الاقتصادية والصناعية والزراعية بطرق مسؤولة تضمن استدامتها للأجيال القادمة. ويضم المركز حاليا فريق بحثي مكون من ٥٢ باحثا مفرغا بمختلف الدرجات العلمية بالإضافة إلى عدد من طلبة الدكتوراه والذين يستقبلهم المركز سنويا عبر برنامج الإشراف المشترك لطلاب الدكتوراه.
كما قدم الأستاذ الدكتور أحمد الحراصي نبذة عن أبرز الاكتشافات والأبحاث العلمية التي أنجزتها الجامعة في مجال دراسة النباتات والأشجار العمانية منها تسجيل براءة اختراع لتطوير طريقة تنقية أحماض اللبان من صمغ اللبان واكتمال مشروع الجينوم الكامل لشجرة اللبان واستعمال الجزيئات المتناهية الصغر لزيادة كفاءة اللبان كمضادات للالتهاب. واستعرض الدكتور أحمد الحراصي أبرز الاكتشافات التي حققها مركز الأبحاث حول تراكيب زيوت شجرة اللبان ووجوه الاستثمار العديدة التي يمكن استغلالها في إنتاج أدوية ومنتجات محلية تنافس عالميا في مجال الصناعات الدوائية والتجميلية وغيرها. إلى جانب ذلك أوضح الحراصي أن أبرز ما يميز النباتات العمانية هو نموها في بيئة ذات طبيعة حارة وجافة ما يجعلها تتميز بخصائص وتراكيب غير متوفرة في نباتات العالم الأخرى، ما يفتح المجال للباحثين والمستثمرين في إقامة مشاريع مبتكرة ومنافسة على مستوى عالمي. واستعرض الأستاذ الدكتور أحمد الحراصي قائمة بأبرز تلك النباتات وتراكيبها النادرة والمشاريع الاستثمارية الممكنة للاستفادة منها.
وأشار الحراصي في حديثه إلى نجاح مركز أبحاث جامعة نزوى في نشر تسلسل المادة الوراثية لجينوم البلاستيدات الخضراء لمجموعة من الأشجار المحلية، ودراسة أكثر من ٢٠٠ نوع من النباتات الطبية العمانية وفحص خصائصها الأحيائية والكيميائية، و إنشاء مكتبة للمركبات الكيميائية تضم أكثر من ٧٠٠ مركب طبيعي ومصنع، واستخدام الخلايا الجذعية في علاج الكسور بالتعاون مع المديرية البيطرية بشؤون البلاط السلطاني، وإنشاء بنك الجينات بالتعاون مع مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، وجامعة السلطان قابوس، يضم أكثر من ٢٠٠٠ نوع من الأحياء الدقيقة، إلى جانب إنشاء بنك البذور بالتعاون مع مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد) يضم مجموعة من المصنفات النباتية العمانية.
خلال اللقاء أكدت معالي الوزيرة على أهمية تكامل وتظافر الجهود بين الجامعات العمانية وجهاز الاستثمار العماني والجهات المعنية بريادة الأعمال خدمة للتوجهات الوطنية لرؤية عمان 2040 نحو اقتصاد مبني بالمعرفة، ووجهت بضرورة تنسيق الجهود عبر فريق مشترك بين جامعة نزوى وجهاز الاستثمار العماني والشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة ومجمع الابتكار بمسقط، للعمل على تحقيق التكامل بين القطاع الأكاديمي والصناعة وذلك منذ بدء تأسيس الأفكار لاستثمارات جديدة حتى يتم البدء مما هو موجود من اكتشافات وبراءات اختراع للباحثين، الإضافة إلى دعم الباحثين العمانيين في المشاريع الاستثمارية الجديدة ليسهموا في نقل المعرفة وتوطينها في سلطنة عمان.
في نهاية الزيارة قامت معالي الاستاذة الدكتورة رحمة المحروقية بجولة في مختبر الكيمياء التصنيعية، ومختبر الأشعة السينية البلمرة، ومختبر المايكروبايو لوجي، و بنك الجينات ومعرض الزواحف والحشرات، حيث اطلعت معاليها على أبرز التقنيات البحثية التي تضمنتها هذه المختبرات وأهم المشروعات والدراسات القائمة بها.
وتجدر الإشارة إلى أن جامعة نزوى عبر مركز أبحاثها تتعاون مع عدد من المؤسسات على المستوى المحلي منها جامعة السلطان قابوس، ومركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، وحديقة الأشجار والنباتات العمانية، وجمعية البيئة العمانية، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ووزارة الصحة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إضافة إلى شبكة عمل فعالة ونشطة بالتعاون مع المؤسسات والمراكز العالمية الرائدة في كل من ألمانيا، وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وإيطاليا، والسويد، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، وإيران وباكستان.