بقلم : سالم بن سيف العبدلي
يعتبر سوق مطرح من الأسواق التقليدية القديمة والتي حافظت على شكلها ومضمونها ورونقها منذ زمن بعيد وكل من يزور مسقط سواء من داخل السلطنة أو خارجها لابد له من زيارة هذا السوق التقليدي القديم والذي يعتبر واحدا من الأسواق العربية والإسلامية القديمة فهو يشبه نوعا ما سوق الخان خليلي في القاهرة والحميدية في دمشق ومراكش في المغرب وأسواق إسطنبول في تركيا من حيث التصميم والتاريخ وقامت بلدية مسقط بتجديده وتجميله أكثر من مرة ويمتاز السوق بطرقاته الضيقة ومحلاته ذات الطابع التقليدي القديم. يصل عدد محلات سوق مطرح أكثر من ألف ومئتان محل بالإضافة إلى أربعة وعشرون محلاً تابعاً لبلدية مسقط، تتوزع على عدة أقسام مثل سوق الشجيعية وهو مبنى مخصص لمحلات الخياطة وأدواتها، وسوق الصاغة الذي يختص ببيع الذهب والفضيات ومختلف أنواع المجوهرات، بالإضافة إلى سوق النساء وهو السوق المخصص لبيع الملابس والأقمشة والمقتنيات النسائية، وبيع السلع الكمالية بالجملة، وهناك سوق النور مهتم ببيع البضاعة بالمفرد والجملة، كذلك سوق خور بمبة وهو السوق العام الممتد من بوابة خور بمبة إلى بوابة مطرح (الدروازة) ,وأخيرا سوق العطارين الذي يباع فيه البخور والعطور واللبان والفخاريات العمانية. يمتاز السوق بتوفر أغلب السلع التقليدية والتراثية القديمة من سيوف وخناجر ومشغولات يدوية ومجوهرات بمختلف أنواعها بالإضافة إلى البخور واللبان والعطور التقليدية وتباع فيه الأزياء العمانية الرجالية والنسائية فهو يحكي قصة الماضي التليد وتاريخ موغل في القدم حيث يعتبر السوق من الأسواق القديمة عمره يتجاوز عشرات السنين كما ذكرنا ولا زلنا نتذكر بوابة السوق وممراته وسكة الظلام وعمارة طالب التي تعتبر من أقدم المباني في السوق. السوق يعتبر واجهه للسواح القادمين من الخارج خاصة أولئك الذين يزورون مسقط عبر السفن السياحية التي ترسوا في ميناء السلطان قابوس وكان في السابق يدار من قبل العمانيين أنفسهم إلا أنه بمرور الوقت سيطرت العمالة الوافدة عليه وإن كان بعض كبار السن ظلوا محافظين على تواجدهم فيه ، وفقد السوق هويته العمانية التي كان يمتاز بها ، لدرجة أن بعض الباعة الوافدين في السوق أصبح يعطي معلومات مغلوطة وغير صحيحة عن التاريخ العماني وعن السلطنة بشكل عام نظرا لجهله بهذا التاريخ فهو يجتهد في ذلك عندما يتلقى بعض الاسئلة من قبل السائحين. التعمين في هذا السوق أصبح ضرورة من أجل المحافظة على الهوية العمانية وتوفير فرص عمل للشباب العماني على أن يتم ذلك بالتدريج بحيث يبنغي إلزام أصحاب المحلات بتحقيق نسبة من التعمين لا تقل عن 30 % على أن تزداد هذه النسبة خلال السنوات المقبلة، وبالتالي يستطيع العماني أن ينقل الصورة الحقيقة عن السلطنة وتاريخها وعادات الشعب العماني وغيرها من المعلومات التي قد يحتاجها السائح الاجنبي.