د. صباح السليمان: منحي وسام الإشادة السلطانية دلالة على اهتمام جلالة السلطان بالعلم والعلماء

مزاج الأحد ١٦/يناير/٢٠٢٢ ١٧:٥٩ م
د. صباح السليمان: منحي وسام الإشادة السلطانية دلالة على اهتمام جلالة السلطان بالعلم والعلماء

مسقط - خالد عرابي

تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله و رعاه ـ فمنح وسام الإشادة السلطانية من الدرجة الثانية لعدد من الشخصيات العمانية؛ تقديرا من لدن جلالته– لإنجازاتهم العلمية والبحثية، وإسهاماتهم المجتمعية الفاعلة، وكرمت الأستاذة الدكتورة صباح بنت أحمد بن عبدالوهاب السليمان ومنحت الوسام في مجال البحث العلمي والابتكار والثورة الصناعية الرابعة .. "الشبيبة " حاورتها لتحدثنا عن هذا التكريم المهم وماذا يعني لها و لمن تهديه .. وقد أهدت الدكتورة صباح هذا التكريم والوسام لكل طالب علم يستمتع بدراسته وينتظر يوم تخرجه للإبداع وتجنيد علمه في خدمة وتطوير عمان المستقبل.

- في البداية ماذا يعني لكي منحك هذا الوسام رفيع المستوى، خاصة مع كونه من جلالة السلطان - حفظه الله ورعاه- شخصيا؟

- بالطبع أشعر بعظيم الفخر وجزيل الامتنان وخاصة لأن هذا التكريم جاء من جلالة السطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه – هذا ويشعرني بالتحدي مع نفسي لإخراج الطاقات الكامنة الموجودة بداخلي والتي لا أعرف حدودها حتى الآن، وأنا تغمرني السعادة بمنحي وسام الإشادة السلطانية من السلطان المفدى – أبقاه الله- وهذا إن دل فإنه يدل على إهتمام حضرة صاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه- بالعلم والعلماء والباحثين وتثمين جهودنا و دعمه لنا وأن هناك متابعة حثيثة لإنجازات العمانيين من أعلى السلطات في السلطنة، وينعكس ذلك الاهتمام في رؤية سلطنة عمان المستقبلية 2040 التي يشرف عليها مباشرة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم المعظم - أيده الله - في تعزيز الاهتمام بالإبتكار والبحث العلمي ومخرجاته، والتركيز على مستقبل عمان المشرق وعلى إعداد الشباب العماني لهذا المستقبل، وتنمية قدراتهم وإعدادهم للمنافسة، والتركيز على البنية التحتية والاستثمار البشري والمعرفة. إن هذا من شأنه خلق شباب عماني واع بأهمية العلم، و قادر على تنمية عمان وتجنيد علمه في خدمة وتطوير الوطن، و وضع الخطط والإستراتيجيات الواضحة حتى تكون السلطنة في قائمة الدول المتطورة المتقدمة.

و ماذا يعني هذا التكريم لك كإمراة عمانية؟

لكوني أمرأة يكون الوضع مختلفو فهو يعني جانب و بعد آخر وهو ما نالته وما تناله المرأة العمانية من تقدير ومن أعلى قامة و قيمة في الدولة أنه اهتمام و تقدير من جلالة السلطان شخصيا – حفظه الله ورعاه- و بالتأكيد مثل هذا الاهتمام السامي ينعكس على الاهتمام بالكرأة في شتى المجالات و القطاعات بالدولة .. كما يعني هذا التكريم شموخ المرأة العمانية بما تحمله في جيناتها من تحد وتميز، ودورها الكبير في تنمية هذا الوطن وعزيمتها في الاستمرار في دفع الدفة وبناء عمان لتكون الأفضل على جميع الأصعدة.

حينما يمنح شخص ما مثل هذا الوسام الرفيع فبالتأكيد هناك اسهامات قام بها .. هل لكي أن تحدثينا عن بعض من اسهاماتك العلمية والعملية خاصة و أنك أستاذة أكاديمية قديرة؟

بالتأكيد يصعب للفرد الحديث عن ذاته، و لكن إذا أردنا أن نتحدث بشكل علمي عن منجزات علمية قمت بها فأستطيع أن أعددها على عدد من المجالات، ومنها مثلا في مجال الإنتاجية العلمية، حيث قمت بنشر 180 ورقة في مجلات علمية محكمة تتعلق بالجوانب البيئية والهندسية. كما قمت بكتابة عدة فصول منشورة في كتب علمية عالمية تتعلق بالجوانب البيئية. وتولية رئاسة تحرير كتاب تم نشره من قبل مؤسسة النشر العالمية سبرينجر (Springer)، هذا الكتاب خاص بمتلازمة مرض المباني في المباني العامة وأماكن العمل. وقمت بعمل مراجعة لكتب علمية مع المشاركة في تحرير عدة كتب باللغة العربية. كما أنني قمت بالتدريس الجامعي وتخريج أجيال من المهندسين والمهندسات والإرتقاء بالعملية التعليمية، كفاءات قادرة علميًا على العطاء وبناء المجتمع العماني، ورفع إسم السلطنة في جميع المحافل الدولية. نجدهم الآن في أماكن عديدة في السلطنة يقدمون أفضل ما لديهم من علم وعزيمة، وينشرون إسم سلطنة عمان في أي مكان يعملون به. وقمت بالإشراف على مشاريع طلبة البكالوريوس وكذلك رسائل الماجستير والدكتوراة وتخريج كفاءات علمية متخصصة تساهم في خدمة وتطوير سلطنة عمان. وأيضا قمت بتشجيع البحث العلمي، ودعم الإبتكار، وتدريب الطلبة على أساليب البحث العلمي في مجالات الهندسة والبيئة، وتخريج كفاءات قادرة على إجراء البحوث العلمية وتحقيق رؤية سلطنة عمان المستقبلية 2040 التي يشرف عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم المعظم -حفظه الله ورعاه- في تعزيز الإهتمام بالإبتكار والبحث العلمي ومخرجاته. كما قمت باجتذاب المنح الممولة والدعم المادي للمشاريع المختلفة، وإجراء الأبحاث العلمية مع الحرص على تشجيع الطلبة خصوصا الطلبة في الأعوام النهائيّة وطلبة الدراسات العليا، للعمل معي في هذه الأبحاث، وإعطاء فرصة لهم للنشر، وظهور أسمائهم في هذه الأبحاث.

وهل لكي أن تحدثينا عن بعض الجوائز التي حصلتي عليها سواء الإقليمية و الدولية؟

أيضا يمكن القول يصعب حصر الجوائز ، و لكن إذا أردنا أن نتحدث عن بعض منهاو فقد وفقت و بفضل من الله ومنهة في الحصول على عدد من الجوائز ومنها: جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في مجال العلوم البيئية للدورة 35، في مجال العلوم البيئية لعام 2018 بدولة الإمارات العربية المتحدة، إمارة عجمان. كما وفقت في الحصول على جائزة قطر للاستدامة ، جائزة البحوث الخضراء لعام 2018 من مجلس قطر للمباني الخضراء . ووفقت في الحصول على جائزة الإنجاز مدى الحياة في مجال الهندسة البيئية من مؤسسة فينس الدولية في الهند لعام 2016م، في مجال جائزة الإنجاز مدى الحياة لعام 2016 م. و وفقت أيضا في الحصول على الجائزة الوطنية لمجلس البحث العلمي لعام 2015م، مجال الطاقة والصناعة، من مجلس البحث العلمي بالسلطنة عمان، في الجائزة الوطنية لمجلس البحث العلمي لعام 2015م . ووفقت في الحصول على جائزة الطاقة الدولية النمساوية لعام 2015م . ووفقت في الحصول على جائزة جامعة السلطان قابوس التشجيعية لأحسن دكتور أكاديمي في كلية الهندسة لعام 2015م ، "جائزة الأكاديمي المتميز". بجامعة السلطان قابوس . و الحصول على جائزة خليفة التربوية لعام 2013م، الدورة السادسة (دولة الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي)، مجال التعليم العالي، فئة الأستاذ الجامعي المتميز في البحث العلمي على مستوى الوطن العربي. والحصول على جائزة المنظمة العالمية للسلامة لعام 2011م (الولايات المتحدة الأمريكية) وذلك للمساهمة الدولية ورئاسة تحرير كتاب يحمل عنوان "متلازمة مرض المباني في المباني العامة وأماكن العمل" وقد تم نشر هذا الكتاب من قبل مؤسسة النشر العالمية سبرينجر "Springer". والحصول على جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية، الدورة الثالثة. المركز الأول لجائزة أفضل البحوث في مجال الإدارة البيئية لعام 2008م عن البحث "الإدارة البيئية للتلوث البحري: تقنية جديدة للكشف عن التلوث النفطي وعمقه". ووفقت في الحصول على جائزة جامعة السلطان قابوس التشجيعية لأحسن دكتور أكاديمي في كلية الهندسة لعام 2007م "جائزة الأكاديمي المتميز". والحصول على أفضل ابتكار بيئي في مسابقة التصميم البيئي الدولية لعام 2006 والتي نظمتها دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة بين 30 إبريل وحتى 3 مايو 2006. وهذه الجائزة منحت إلى الطلبة (جامعة السلطان قابوس، الفريق الأول) الذين قمت بالإشراف على مشروعهم الذي يحمل عنوان: "السفينة الذكية". كما شرفت بمنحي شهادة الشرف التقديرية من قبل مجلس الدولة للحضور المتميز والمشاركة بعرض ورقة علمية في ندوة التلوث البيئي (الأسباب والأضرار) والتي نظمها مجلس الدولة في الفترة بين 27 وحتى 28 مارس 2006. والحصول على جائزة جامعة السلطان قابوس التشجيعية لأحسن باحث علمي متميز في كلية الهندسة لعام 2005م. وجائزة المركز الأول لأحسن ورقة بحثية قدمت في المؤتمر العالمي لحماية البيئة في إيرلندا (دبلن) لعام 2004م. والحصول على المركز الأول في مسابقة التصميم البيئي الدولية لعام 2004 والتي نظمتها دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة بين الثاني وحتى الخامس من مايو 2004. وهذه الجائزة منحت إلى الطلبة (جامعة السلطان قابوس، الفريق الأول) الذين قمت بالإشراف على مشروعهم الذي يحمل عنوان: "إدارة المياه الشديدة الملوحة الناتجة عن عمليات تحلية مياه البحر". وشرفت أيضا بتكريمي ومنحي جائزة وشهادة الشرف التقديرية من قبل وزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه بسلطنة عمان للانجازات المتميزة في مجال العمل والإعلام البيئي بمناسبة عام البيئة 2002 م.

قمتي بتمثيل السلطنة في العديد من المحافل الدولية .. فهل لكي أن تكلمينا عن بعض منها؟

التميز كواحدة من ضمن قائمة الباحثين 2% الأفضل على مستوى العالم على حسب جامعة ستانفورد الأمريكية لمدة عامين متتاليين (2020، 2021)، كان التميز في النشر العلمي عالميًا من خلال غزارة الإنتاج من جهة ومن خلال كم الاستشهادات من مختلف دول العالم من جهة أخري. و الحصول على الزمالة الأكاديمية العالمية للعلوم (TWAS) للتميز في النشر العلمي عالميًا (تقدم العلوم في البلدان النامية، إيطاليا. و كذلك الحصول على العديد من الجوائز إقليميًا وعالميًا، وتعزيز السمعة الأكاديمية لجامعة السلطان قابوس، ورفع اسم السلطنة في جميع المحافل.

وأضافت د. السليكان قائلة: أيضا تم استخدام أبحاثي المنشورة كمرجع علمي من قبل الباحثين والمهتمين بالقضايا البيئية والهندسية على المستوى العربي والعالمي. وقد تطرقت هذه الأوراق إلى العديد من المجالات البيئية المختلفة مثل: تلوث الهواء في البيئة الخارجية، وتلوث الهواء في البيئة الداخلية، وطرق الحد من مشاكل تلوث الهواء، والاعتبارات البيئية في تخطيط المدن، وخصائص طبقة الانعكاس الحراري وتأثيراتها على صحة الإنسان، ودراسات المردود البيئي، والنماذج الرياضية وتطبيقاتها، ودراسة الأتربة العالقة، ومصادر الطاقة المتجددة وإستخداماتها، وتلوث البيئة المائية، واثر تلوث الهواء على التآكل الجوي للمعادن، وتلوث الهواء الناتج عن حركة السيارات، ودراسات أماكن ردم النفايات، ودراسات الإعلام البيئي والتربية البيئية.

وقالت : أيضا تم دعوتي كمتحدثة رئيسة في عدة مناسبات كان الحضور فيها من جميع أنحاء العالم. . وقمت أيضا بتقديم أوراق العمل المتعلقة بالبيئة من خلال المؤتمرات المرموقة المحكمة، وورش العمل البيئية، وكتابة التقارير التقنية ذات العلاقة بالبيئة، مع حضور المؤتمرات والندوات وورش العمل ذات العلاقة بقضايا البيئة. وقمت بمشاركة الطلبة في المسابقات المختلفة والتي يتم تنظيمها على المستوى المحلي والدولي ورفع إسم سلطنة عمان من قبل الطلبة في جميع المحافل التي شاركوا فيها. وتوليت كرئيسة تحرير لأعداد خاصة من قبل المجلات العلمية الدولية. وأيضا كعضوة بالعديد من هيئات تحرير وتحكيم المجلات العلمية الدولية. وقمت أيضا بالمشاركة في العديد من ورش العمل والأنشطة التي تهدف إلى المحافظة على طبقة الأوزون التي تم تنظيمها بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ورفع اسم السلطنة على المستوى الدولي. وكذلك القيام بمشاريع علمية تعاقدية وأعمال استشارية لجهات متعددة على المستوى العالمي والإقليمي منها برنامج منظمه الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ( (UNIDO، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ((UNEP، والجمعية الكويتية لحماية البيئة.

الجدير بالذكر أن معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي، وزير ديوان البلاط السلطاني قام مؤخرا بتسليم الأوسمة خلال استقبال معاليه لهؤلاء المكرمين بمكتبه وضمت الشخصيات المكرمة كل من: الأستاذة الدكتورة صباح بنت أحمد بن عبدالوهاب السليمان في مجال البحث العلمي والابتكار والثورة الصناعية الرابعة. والدكتور عبدالله بن محمد بن سيف السعدي في مجال البحث العلمي والابتكار والثورة الصناعية الرابعة . والأستاذ الدكتور خليفة بن سيف بن سلطان الجابري في مجال الصحة . والشيخ سهيل بن سالم بن عبدالله المخيني في مجال المبادرات الأهلية والمسؤولية الاجتماعية، والاقتصاد، وسوق العمل والتشغيل، وأناب عنه في استلام الوسام ابنه الشيخ أحمد بن سهيل بن سالم المخيني.

كما تم منح الوسام و تكريم كل من: الدكتور محمد بن علي بن محمد البرواني في مجال سوق العمل والتشغيل والاقتصاد . والفاضل صالح بن محمد بن عامر الشنفري في مجال البيئة والثروة الطبيعية (الأمن الغذائي) . والفاضل حارب بن عبدالله بن سالم الكيتاني في مجال البيئة والثروة الطبيعية (الغاز المسال) والفاضلة حنينة بنت سلطان بن أحمد المغيرية في مجال التنمية الإدارية والمؤسسية (العمل الدبلوماسي).