مسقط -
«لو كان فيسبوك دولة لزاد عدد سكانها عن الصين أكبر دول العالم»
مرت هذه الجملة كثيراً عبر وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الفائتة بعد أن كشف فيسبوك عن نتائجه الربعية التي وصلت إلى أكثر من خمسة بلايين دولار للعائدات وبليون ونصف للأرباح وذلك بعد وصول أعداد مستخدميه بحسب رئيسه التنفيذي مارك زوكربرغ إلى 1.65 بليون مستخدم نشط شهرياً.. هل تتخيلون أن ربع سكان الكرة الأرضية هم ناشطون فيسبوكيون.
وماذا عن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى؟
400 مليون مستخدم للإنستجرام، 350 مليون مستخدم لمنصة فكونتاكتي التي تحتل المرتبة الأولى في الدول الناطقة بالروسية، 320 مليون مغرد على منصة تويتر الشهيرة يستخدمون ما يصل إلى 35 لغة مختلفة، 300 مليون مستخدم لمنصة جوجل بلس وفق إحصائيات قديمة تعود لأكثر من عامين نظراً كون شركة جوجل العملاقة لا تحبذ نشر أرقامها علناً، 100 مليون مستخدم يومي لمنصة لينكد إن التي تستأثر بالنصيب الأوفر من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المخصصة للتوظيف، 100 مليون مستخدم لشبكة بينترست غالبيتهم من النساء الذين يعتمدون على هذه المنصة العالمية للبيع والشراء، 100 مليون مستخدم سناب شات الذي يعد آخر تجليات وسائل التواصل الاجتماعي والذي يعد بالكثير بحسب المراقبين. كل هذه الأرقام بالطبع لم يحتسب فيها 1.3 بليون شخص هم سكان الصين الشعبية الذين يستخدمون نسخاً محلية من برامج التواصل الاجتماعي لشركات لا تعلن بياناتها علناً.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل نحن فعلاً في عصر الإمبراطوريات الجديدة؟ إمبراطوريات افتراضية تنتشر على امتداد الكرة الأرضية وتتحدث بكل لغات العالم الحية، هل هو عصر استعماري من نوع جديد؟ ماذا لو أراد زوكربرغ أن يمرر فكرة ما باستخدام إمبراطوريته البليونية، هل يستطيع أحد أن يقف في وجهه؟
علينا الاعتراف أنه عصر جديد فعلاً لكن أين نقع نحن فيه، هل نؤثر أم نتأثر؟ هل نحن فاعلون؟ أسئلة كثيرة يجب علينا أن نطرحها على أنفسنا ونحاول الإجابة عليها بشيء من المصداقية قبل أن نخرج نهائياً من تاريخ البشرية دون أن نترك أثراً ولو صغيرا كما فعل أجدادنا قبل عشرات السنين.