بقلم : عيسى المسعودي
تحتضن منطقة الشرق الأوسط وتحديداً مدينة دبي معرض «إكسبو دبي 2020 « وتشارك السلطنة دول العالم في هذا المعرض كما شاركت في المعارض الأخيرة السابقة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف من خلال جناح خاص يساهم في التعريف بالمقومات المختلفة التي تتمتع بها السلطنة وأيضا إظهار السلطنة كوجهة سياحية واقتصادية والتعريف بالفرص الاستثمارية الجاذبة الموجودة في مختلف القطاعات من خلال مشاركة تسويقية وتعريفية ستستمر لمدة ستة شهور ، وبعد مرور ثلاثة شهور من بداية هذه المشاركة فقد تباينت الأراء حتى الأن فبعض من زار الجناح أكد على النجاح من حيث عدد الزوار وإعطاء الفرصة للشباب ورواد ورائدات الأعمال وبعض المختصين لزيارة جناح السلطنة وأيضا التعرف على مشاركة بعض الدول الأخرى في الإكسبو كذلك أشاد البعض من زار الجناح ببعض الفعاليات التي تم تنظيمها منذ بدء انطلاق الحدث وايضا المشاركة المتميزة لبعض المؤسسات الصغيرة في تنظيم الفعاليات وتخصيص ايام لتسليط الضوء على بعض المقومات المختلفة التي تتمتع بها السلطنة وهذا شي مهم بينما قال البعض ان جناح السلطنة يحتاج إلى طرح أفكار جديدة والأستفادة اكثر من وجود كل دول العالم في الإكسبو ومن عدد الزوار الذي يأتون من مختلف دول العالم لمتابعة هذا الحدث العالمي وأن لانكتفي بالتعريف بالمقومات السياحية والتاريخية فقط او بتعريف الزوار بالحياة العمانية بمختلف أشكالها وانواعها وماتتمتع به من مميزات ومقومات عديدة ورغم أنها مهمة إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب طرح أفكار أخرى لتحقيق نتائج إيجابية خاصة على المستوى الاقتصادي ينعكس إيجابياً على أهداف رؤية عمان 2040 وأن ننتقل من مرحلة التعريف بالمقومات السياحية والتاريخية إلى مرحلة أكثر واقعية وذات جدوى اقتصادية . كتبت مع بداية انطلاقة مشاركة السلطنة في هذا الحدث العالمي مقال بعنوان « إكسبو دبي تحدي جديد « وذكرت بعض النقاط الهامة والأقتراحات لتحقيق أكبر استفادة من هذه المشاركة لعل من اهمها طرح افكار ومقترحات جديدة تساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني واستثمار الفرص التجارية الموجودة في السلطنة والتركيز على جوانب مهمة في رؤية 2040 لعل من اهمها من وجهة نظري جذب الاستثمارات الأجنبية ودعم وتعزيز الاستثمار المحلي لاستغلال الفرص الاستثمارية والاقتصادية الموجودة لدينا في مختلف المحافظات والعمل على جذب الشركات المختلفة سواء الموجودة في دول المنطقة أو على مستوى العالم والدخول معهم في تعاون وشراكات تجارية نستفيد منها خاصة في القطاعات التي حددتها رؤية عمان 2040 ومع بدء العد التنازلي لاختتام فعاليات إكسبو دبي ولتحقيق بعض الأفكار والمقترحات وخاصة في الشأن الاقتصادي المرتبط برؤية عمان اقترح للقائمين على تنظيم جناح السلطنة دعوة بعض المستثمرين ومسؤولي الشركات في دول الخليج وبعض دول العالم لزيارة الجناح وتعريفهم بتفاصيل ومحاور الرؤية وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الموجودة في السلطنة وابرز القطاعات المستهدفة وكذلك تعريفهم بالمزايا والتسهيلات التي تقدمها الحكومة لتشجيع رجال الأعمال والشركات للحضور والاستثمار في السلطنة مع التأكيد على حضور مسؤوليين من جهاز الاسثتمار العماني ووزارة التجارة وغرفة التجارة وشرطة عمان السلطانية ومن بعض المؤسسات المعنية في هذا الجانب حيث ستشكل هذه الدعوة والحضور فرصة أيضا للاستماع إلى أراء وافكار المستثمرين والرد على استفساراتهم بشكل مباشر كذلك من الأمور المهمة في حالة دراسة هذا المقترح وتنفيذه أن يتم اختيار المدعويين بشكل صحيح ومبنى على معرفة بهولاء المستمثرين والشركات حتى تكون الفائدة كبيرة وان يكونوا من المسؤولين أصحاب القرار لأن هذا الموضوع من الأمور المهمة والتي تركز عليه رؤية عمان 2040 فالسلطنة تحتاج في المرحلة المقبلة كباقي دول العالم إلى وجود شراكات وتعاون مع مؤسسات وجهات اقليمية وعالمية لتنفيذ محاور الرؤية وخاصة في الجانب الاقتصادي واستثمار المقومات التي تتمتع بها البلاد كل هذه المقومات وغيرها تجعلنا متفائلين بتحقيق النتائج الإيجابية ولكن قبل ذلك علينا العمل بشكل أفضل وتنفيذ أفكار ومقترحات جديدة تنعكس إيجابياً على نجاح الرؤية التي تتطلب منا جميعاً العمل والتعاون وبذل الجهد للمشاركة في انجاحها . شاركت السلطنة خلال السنوات الفائتة في عدد من معارض إكسبو على مستوى العالم وبلاشك أنه كان لهذه المشاركة مردود وإيجابيات ولكن السلطنة تعيش مرحلة جديدة تتزامن مع نهضة متجددة تنظر للأمور بمعيار مختلف لذلك علينا أن نواكب هذه المرحلة وأن تكون لدينا رؤية مختلفة في كافة الأعمال والخطوات التي نقوم بها فمشاركتنا في إكسبو دبي 2020 أو أي ملتقيات أو معارض إقليمية وعالمية تنظم مستقبلا تتطلب تحديد أهداف مختلفة تماماً وتحقق أهداف ونتائج إيجابية تعود علينا بالمنفعة مع تقيم كل مشاركة وماذا حققنا فيها ؟ فمرحلة المشاركة من اجل المشاركة وصرف مبالغ بدون مردود إيجابي لن يخدمنا وأنما علينا التخطيط المسبق وتقييم المشاركات السابقة لتحقيق الافضل بحيث ننظر إلى مشاركتنا في هذة الأحداث العالمية على أنه استثمار يجب ان نحقق من خلالة مكاسب على كافة المستويات.وبلاشك أن سعادة المستشار محسن بن خميس البلوشي المفوض العام لجناح السلطنة يدرك العديد من هذه الأمور حيث يمتلك خبرة طويلة في هذا المجال ولكن المرحلة تحتاج إلى تعاون ودعم من مختلف المؤسسات لتنفيذ مثل هذه الأفكار والمقترحات ، نأمل من خلال الفترة المقبلة المتبقية من إكسبو دبي أن نشاهد ونتابع زيارات استثنائية ونوعية لمجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين لجناح السلطنة بحيث نقوم بواجبنا في المساهمة والمشاركة في انجاح تنفيذ رؤية 2040 فالمسؤولية علينا جميعاً دون استثناء لتحقيق النتائج الإيجابية.