"قصف حلب".. يؤجل أحلام السلام في سوريا

الحدث السبت ٣٠/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٢٠ م
"قصف حلب".. يؤجل أحلام السلام في سوريا

عواصم – ش – وكالات
هدد التصعيد الأخير في مدينة حلب، مسار الهدنة في سوريا، وعمل على تعقيد المساعي الدولية والإقليمية لدفع عملية السلام إلى الأمام، وربما يقود استمرار الوضع الراهن إلى تجميد أو تعطيل تلك المساعي.

20 غارة جوية
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد نفذت 20 غارة جوية على الأقل في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب يوم أمس السبت، والذي يعد اليوم التاسع على التوالي لعنف وقصف متبادل أسفر عن سقوط قرابة 250 قتيلا من المدنيين.
ولم يذكر المرصد على الفور هل كان سلاح الجو السوري أم سلاح الجو الروسي هو الذي شن الغارات. وأوضح المرصد أن قصفا نفذته القوات الحكومية في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالمدينة منذ 22 أبريل أسفر عن مقتل 140 شخصا بينهم 19 طفلا. وأضاف أن قصف مقاتلي المعارضة لمناطق تحت سيطرة الحكومة خلال نفس الفترة أسفر عن مقتل 96 شخصا بينهم 21 طفلا.

تعقيد الموقف السياسي
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عادل العدوي رأى في الغارات الأخيرة على حلب تعقيد للموقف السياسي في سوريا، وأوضح في تصريحات لموقع "24" الإخباري الإماراتي أمس السبت، أن ما حدث في مدينة حلب من قصف على مستشفى وغيرها من الأماكن وسقوط عشرات المدنيين، سوف يعقد المسار السياسي في سوريا، ويجعل المعارضة السورية بكافة أطيافها رافضة لأي حوار مع نظام لا يحترم وقف إطلاق النار ويريد إبادة شعبه. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه يجب على مجلس الأمن أن يعقد جلسة طارئة لبحث وقف إطلاق النار والهجمات التي شنتها القوات النظامية السورية في مدينة حلب، حيث يقف العالم الآن صامتاً أمام كارثة إنسانية صعبة للغاية، مطالباً وقف تلك الجرائم البشعة.
من جانبها؛ رأت صحيفة “التايمز” البريطانية أن "هدف هذه الحملة العسكرية يتعلق بمفاوضات السلام في جنيف، إذ تحاول القوات الحكومية تطويق المدينة وطرد مسلحي المعارضة من الأحياء التي يسيطرون عليها شرقي المدينة". واعتبرت أن نجاح القوات الحكومية في الفوز بحلب وشمال سوريا وإحكام السيطرة على دمشق واللاذقية يعني "طبقا لبعض المعايير أن الأسد سيربح الحرب".

تأخير مباحثات السلام
ممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجريني، اعتبرت أن "استئناف الاشتباكات في سوريا، لن يجلب غير إزهاق مزيد من الأرواح، وستكون سببًا في تأخير مباحثات السلام"، داعيةً إلى فرض ضغوطات للأطراف السورية في هذا الخصوص. وأوضحت موجريني، في بيان لها، مساء أمس الأول أن ازدياد أعمال العنف في سوريا، تقوّض اتفاق وقف الأعمال العدائية، مشيرةً أن هجمات الحكومة السورية على محيط محافظة حلب، وشرقي العاصمة دمشق، في الفترة الأخيرة، تهدد محادثات السلام.
وتعتبر محافظة حلب وريفها في الشمال السوري مركزاً لتجمع معظم التشكيلات والقوى العسكرية المتقاتلة على الأرض السورية، إذ يسيطر تنظيم "داعش" على أجزائها الشرقية وصولاً إلى مدينة مارع والحدود التركية. بينما تسيطر القوات الكردية على الجزء الغربي انطلاقاً من عفرين وصولاً إلى مطار منج العسكري وتل رفعت. كما تسيطر القوات الحكومية وحزب الله والميليشيات عراقية على أجزاء من الريف الشمالي انطلاقاً من السجن المركزي والمدينة الصناعية، وصولاً إلى نبل والزهراء.

هدنة على جبهتين
وفي الأثناء؛ توقف القتال يوم أمس السبت على جبهتين في سوريا بعد دخول اتفاق أمريكي روسي حيز التنفيذ، كما ذكرت مصادر متطابقة وذلك في تهدئة لا تشمل حلب (شمال) حيث ادى تجدد القتال بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية قبل أسبوع إلى مقتل أكثر من 230 مدنيا.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي أن "نظام تهدئة يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة.. يطبق اعتبارا من الساعة الواحدة (22,00 ت غ) صباح يوم (السبت) 30 أبريل".
واضافت ان وقف الاعمال القتالية هذا جاء "حفاظا على تثبيت نظام وقف العمليات القتالية المتفق عليه".
من جهته، قال مدير المركزي السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "هناك هدوء في اللاذقية وفي الغوطة الشرقية ولا يوجد قصف حتى اللحظة". وأعلنت وكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي عن "بدء اجراءات تهدئة" في المنطقتين "اعتبارا من منتصف ليل الجمعة".
وكان الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا دعا الخميس روسيا والولايات المتحدة عرابتي الهدنة السارية منذ 27 فبراير إلى اتخاذ "مبادرة عاجلة" لاعادة تطبيقها. وبعد ساعات اعلن عن اتفاق بين الدولتين الكبريين على "نظام تهدئة" يسري ابتداء من فجر أمس السبت في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق وفي ريف اللاذقية شمالا.

الانتهاكات مستمرة
من جهته، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا مايكل راتني في بيان ان الاتفاق هو "اعادة الالتزام العام بشروط الهدنة.. وليس اتفاقات محلية جديدة لوقف اطلاق النار". واضاف راتني ان "الانتهاكات المستمرة والهجمات على المدنيين في حلب شكلت ضغطا كبيرا على الهدنة وهي غير مقبولة". وتابع "نتحدث حاليا مع روسيا للاتفاق بشكل عاجل على خطوات للحد من العنف في هذه المنطقة كذلك".
وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نريد التركيز على تعزيز وقف الاعمال القتالية واستمراره وتاكيده بما يجعلنا قادرين على انهاء المعارك". وأكد مصدر امني في دمشق لفرانس برس ان تجميد القتال يأتي "بناء على طلب الأمريكيين والروس الذين التقوا في جنيف لتهدئة الوضع في دمشق واللاذقية". واضاف ان "الأمريكيين طلبوا ان يشمل التجميد حلب، لكن الروس رفضوا ذلك".

*-*

5 مقاتلين أكراد قتلوا في تفجير انتحاري في شمال شرق سوريا
القامشلي – ش – وكالات
قتل خمسة عناصر من القوات الأمنية الكردية أمس السبت في تفجير انتحاري استهدف حاجزا لهم في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا، وفق ما افاد مسؤول كبير وكالة فرانس برس.
وقال القائد العام لقوات الامن الداخلي الكردية (الأساييش) جوان ابراهيم لفراس برس إن "انتحاريا فجّر حزامه الناسف في حاجز لقوات الاساييش" عند مفترق شارع الوحدة القريب من مقار القوات الحكومية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
وأسفر التفجير، وفق قوله، عن سقوط "خمسة شهداء واربعة جرحى من قوات الاساييش". وأوضح ابراهيم ان الحاجز الذي تم استهدافه "يعد نقطة تماس بيننا (الاساييش) وبين قوات الدفاع الوطني"، مشيرا إلى أن القوات الحكومية حاولت مرارا السيطرة عليه.
واشار ابراهيم إلى ان "التحقيقات لا تزال جارية" لتحديد الجهة المسؤولة. ويأتي التفجير بعد نحو عشرة ايام على اشتباكات عنيفة بين الأساييش والقوات النظامية السورية أودت بالعشرات، وانتهت باتفاق ينص على عودة الهدوء إلى المدينة وتبادل المعتقلين.
وخلال تلك الاشتباكات، تبنى تنظيم داعش تفجيرا انتحاريا استهدف يومها ايضا حاجزا لقوات الاساييش. وأثبت المقاتلون الأكراد انهم الاكثر فعالية في قتال تنظيم داعش ونجحوا في طرده من مناطق عدة في شمال سوريا.
ويتقاسم الأكراد وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي منذ العام 2012 حين انسحبت قوات النظام تدريجا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وبعد انسحاب قوات النظام، اعلن الأكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في مناطق كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة)، اطلق عليها اسم "روج آفا" (غرب كردستان). وفي مارس الفائت أعلنوا النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.