عودة جولات الخير و لكن بصورة عصرية

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٠/يناير/٢٠٢٢ ١٨:١٠ م
عودة جولات الخير و لكن بصورة عصرية

تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله و رعاه- يوم أمس (الاثنين) بلقاء مشايخ محافظة شمال الشرقية، بحصن الشموخ العامر بولاية منح، حيث استعرض معهم عدد من الموضوعات التي تهم الشأن المحلي، واستمع في حوار مفتوح إلى مشايخ المحافظة؛ حيث طرحوا العديد من الطلبات والاحتياجات المتعلقة بولاياتهم . وتفضل جلالته في حديثه السامي بالتطرق إلى عدد من المواضيع ذات الأبعاد التنموية والاقتصادية والاجتماعية التي تمس تطلعات المواطنين، مؤكدا جلالته أن الحكومة ماضية قدما في كل ما من شأنه الارتقاء بالمواطن في كافة ربوع الوطن، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي؛ لينعم بحياة أكثر هناء ورخاء، منوها جلالته إلى أن الوصول بعمان إلى المكانة المرموقة التي تستحقها واجب وطني ينبغي أن يسهم فيه كل فرد من أبناء الوطن. كما أكد جلالته - حفظه الله ورعاه- على "أن الحكومة لن تألو جهدا في القيام بمسؤولياتها لتنفيذ مشاريعها الاستراتيجية بعزيمة وصبر وإصرار؛ لتشق النهضة العصرية المتجددة طريقها برسوخ وثبات.

وكان نفس الأمر تماما حينما تفضل جلالته - حفظه الله - وألتقى يوم الأحد الماضي بمشايخ ولايات محافظة جنوب الشرقية، وبنفس النهج استعرض معهم عدد من الموضوعات التي تهم الشأن المحلي، واستمع في حوار مفتوح إلى مشايخ المحافظة . واستعرض جلالته - حفظه الله ورعاه- جملة من الموضوعات التي تهم الشأن المحلي، مؤكدا في حديثه بأن السلطنة ماضية في تنفيذ خططها وبرامجها بمختلف المجالات رغم التحديات؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة، وبناء حاضر زاهر، ووأكد جلالته أنه على المحافظات والمجالس البلدية القيام بأدوارها التنموية الوطنية اللازمة في هذه المرحلة كما أريد لها أن تكون، ومضاعفة الجهود للنهوض بالمجتمع في كل ولاية " . و وجه جلالة السلطان المعظم بضرورة العمل بمبدأ التكاملية بين الحكومة والمواطنين لتنفيذ المشاريع الهادفة التي تخدم الصالح العام، وتذليل الصعوبات التي من شأنها أن تعوق مسيرة التنمية الشاملة. وأكد جلالته على أهمية ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودورها في تنشيط الحركة الاقتصادية، وتوفير فرص عمل في المحافظات، وذلك بالاستفادة من الميزة النسبية لكل محافظة، وتشجيعا منه شخصيا لأبنائه رواد ورائدات الأعمال لتأسيس مشاريعهم الخاصة؛ فقد أسدى توجيهاته الكريمة للجهات المعنية، ومنها: (وزارة المالية، هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بنك التنمية العماني) بتمويل البرامج الخاصة التي تعنى بهذا الجانب، وسوف توفر الحكومة الحوافز اللازمة لضمان نجاحها.

وكان حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- قد التقي كذلك قبل خمسة أيام (في 4 يناير الجاري) بشيوخ ولايات محافظتي الداخلية والوسطى بحصن الشموخ بولاية منح ، وكان من بين ما طرح أن أسدى جلالة السلطان المعظم توجيهاته السامية برفع المبالغ المخصصة لبرنامج تنمية المحافظات من عشرة ملايين ريال عماني إلى 20 مليون ريال عماني لكل محافظة خلال سنوات الخطة الخمسية الحالية 2025-2021 ابتداء من هذا العام ". كما وجه جلالته - حفظه الله ورعاه- بتكليف المحافظين بتقديم خطة تنفيذية سنوية للجهات المعنية حول كيفية استغلال هذه المخصصات وإيلاء مسؤولية متابعة الجهات الحكومية المختصة بتنفيذ المشاريع ذات البعدين الاجتماعي والخدمي في المحافظات للمحافظين " .

وهنا نشير إلى أنه ماذا نلاحظ وماذا نتعلم من ذلك .. نتعلم أن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - ينفذ وعدا قطعه على نفسه منذ اليوم الأول لتولى مقاليد الحكم، و هو أن يسير على خطى المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- فكما أعلنها جلالته في خطاب تولى العرش في 11 يناير 2020 حينما قال: "سنسير على خطى السلطان قابوس بن سعيد وسنحافظ على إنجازاته وسنبني عليها.. " فهذا هو العهد الذي قطعه جلالته وهو ماض على تنفيذه ليس في العلاقات الخارجية فحسب وإنما الداخلية أيضا ..

فجلالة السلطان هيثم بن طارق يسير على نهج وخطوات السلطان قابوس في السياسة الداخلية حقا وصدقا، فعلى سبيل المثال حينما نتأمل في كل ما سبق من لقاءات نرى أنها تؤكد اعتماد جلالته "سياسة اللقاء الحر المباشر بالمواطنيين" والتي كانت تعرف في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد - رحمة الله عليه- بـ "جولات الخير" حيث يستمع السلطان مباشرة إلى قضايا ومشاكل المواطنيين ويوجه فورا بحلها وذلك من خلال الوزراء والمسؤولين الذين يصطحبهم معه ليحيل لهم تلك المشكلات مباشرة لإتخاذ حلول ناجعة وفورية.. غير أن الفرق في هذا الأمر هو ما فرضته ظروف الزمان والمكان، ففي الماضي وفي عهد تولي السلطان قابوس - طيب الله ثراه - كانت الحياة مختلفة والظروف أبسط، فكان السلطان الراحل يلتقي بالمواطنيين في السيوح ومنها سيح الراسيات بولاية سمائل، وسيح البركات بمنح، وسيح الشامخات ببهلاء، وسيح السلام بأدم وغيرها.. وكانوا يفترشون الأرض، وكان الناس بسطاء واللقاء أسهل، بينما اليوم فالحياة أكثر تسارعا والأمور تغيرت وتطورت فأصبح اللقاء الحر المباشر ولكن مع فارق أنه في اجتماع عصري في أحد القصور السلطانية، كما جاء اللقاء بمشايخ وأعيان الولايات على اعتبار أنهم معبرون عن الشعب وعن ابناء ولاياتهم .

كما أن المتأمل لما جاء في هذه اللقاءات من قضايا طرحت وتوجيهات سامية يجد أنها أمور مصيرية حاسمة فجلالته يؤكد أن الحكومة لن تألو جهدا في القيام بمسؤولياتها لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية، وجلالته يوجه بضرورة العمل بمبدأ التكاملية بين الحكومة والمواطنين لتنفيذ المشاريع الهادفة التي تخدم الصالح العام، كما أكد جلالته على أهمية ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاستفادة من الميزة النسبية لكل محافظة، كما أسدى جلالة السلطان المعظم برفع المبالغ المخصصة لبرنامج تنمية المحافظات من 10 ملايين ريال إلى 20 مليون ريال عماني لكل محافظة.. وهذه كلها جميعا توجيهات تعد بحد ذاتها خطط للتنمية وتحتاج إلى تكاتف الجميع للعمل عليها بل تحتاج إلى وجود خطط أو فرق على تنفيذها الفعلي .. حفظ الله جلالة السلطان وسدد على طريق الحق خطاه و جعله زخرا للبلاد والعباد.