صابر الرباعي: الفنانين أوائل من تضرروا جراء جائحة (كوفيد - 19)

مزاج الأحد ٠٩/يناير/٢٠٢٢ ١٧:٣٨ م
صابر الرباعي: الفنانين أوائل من تضرروا جراء جائحة (كوفيد - 19)

مسقط - خالد عرابي

أحيا الفنان التونسي والنجم العربي صابر الرباعي على مدى يومي الخميس والجمعة الماضيين حفلين رائعين على مسرح دار الفنون الموسيقية بدار الأوبرا السلطانية مسقط مفتتحا بهما الموسم الحالي ليكون خير افتتاح بحق، فقد أبدع الرباعي وصدح بصوته العذب وموسيقى فرقته الرائعة على المسرح وتنقل بسلاسة وعذوبة موسيقية ما بين أغانية الجديدة والقديمة ومنها: "ما تخافيش مني، ببساطة، يا عسل، أجمل نساء الدنيا، على نار، ألف سلامة عليك، عزة نفسي، وما بين مزيانة، ع الطاير، غشاش بكاش، عز الحبايب، أتحدى العالم، ضاقت بيك، خلص نارك، سيدي منصور، برشه برشه، على جرى وغيرها، وكانت درة تاج هذه الأغاني الأغنية الجديدة التي غناها وقدمها خصيصا لسلطنة عمان وهي أغنية "تحية لسلطنة عمان" وهي من ألحانه ومن كلمات كمال القبيسي، وتوزيع طارق عاكف، والتي لاقت قبولا وتفاعلا كبيرا من الجمهور نظرا لكلماتها الجميلة وموسيقاها الراقية.

وقال الرباعي في كلمة وجهها لجمهوره من على خشبة دار الفنون الموسيقية بدار الأوبرا السلطانية مسقط: "تحية إلى السلطنة.. شرف كبير لي أن أكون ضمن المشاركين في موسم دار الأوبرا السلطانية مسقط بسلطنة عمان للمرة الثانية، وفي هذا المكان الجميل والرائع، وشرف أكبر أن أفتتح هذا الموسم بصحبة مجموعة من أمهر العازفيين والفنانيين التونسيين.. إنه لشرف كبير لكل تونسي ولكل عربي أيضا" . وأكد صابر قائلا: "الحمد لله أن هناك دول وأناس في وطننا العربي يحافظون على مكانة الفن وأصالته من خلال هذا المسارح الكبرى من خلال هذا الفضاء الجميل المتقن، خاصة وأنه به إدارة تصر على المحافظة على مستوى من الفن الراقي الجميل سواء غنائي أو أوبرالي أو مسرحي.. وهذا مسألة تحسب لسلطنة عمان عموما ولدار الأوبرا السلطانية مسقط خصوصا لأننا نحتاج في زمننا هذا إلى هذا الفن الراقي العريق بدلا من الأغنية الاستهلاكية" .

وأضاف الرباعي قائلا: "شكرا لإدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط على دعوتها الكريمة لي في هذا الموسم حتى استمتع وأياكم بكل لحظة أكون فيها على هذا المسرح، وتحية من بلدي تونس إلى كل الشعب العماني الشقيق، وتحية موصولة إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله و رعاه- ولكل أعضاء حكومته الموقرين ومتمنيا لسلطنة عمان دائما الازدهار والاستقرار والتقدم والرخاء والرقي المستمر.. عاشت الأخوة والصداقة التونسية - العمانية ". وقال الرباعي أتمتى أن نحافظ على مستوى الأغنية العربية من التخبط وانحدار المستوى، خاصة وأن هناك موجات من الفن الهابط تظهر أحيانا وتحاول أن تسيء للأغنية العربية، و لكن في نفس الوقت و بالنسبة لي شخصيا لست ضد ظهور انماط جديدة من الفن و لكن شريطة ألا تكون من الفن الهابط و ألا تؤثر على الذوق العام.

نحن تعبنا والإنسانية تعبت

وللإجابة على أسئلة للـ "الشبيبة" حول مدى تأثير الواقع الذي فرضته جائحة كورونا (كوفيد-19) على الغناء وتأثير ذلك على الفنان في ظل الجمع ما بين الشعور العودة الآن للفن والموسيقى والطرب وما بين بعض الخوف جراء إجراءات (كوفيد- 19) قال الرباعي: " بصراحة نحن تعبنا والإنسانية تعبت، ولست أنا أو أنت وحدنا، ولعلنا نعرف أن كثير من الناس والفئات تضررت من هذه الجائحة وبالطبع منهم بل و ربما أولهم الفنانيين.. فالإنسانية كلها تضررت ولم يعد بإمكان أحد تنظيم برامج أو برنامج لأي فترة مقبله، لأننا لا نعرف ماذا سيحدث، ومن ثم أصبحنا حبيسي هذه الإجراءات الاحترازية والتي لابد أن أن نلتزم بها.. وبالنسبة لي حينما وصلتني الدعوة من دار الأوبرا السلطانية مسقط لإحياء هذين الحفلين ، فإنني فعلا في البداية ترددت نوعا ما .. هل أقبلها أم لا؟ و هل سيتم إقامة هذين الحفلين أم لا ولكن في النهاية قبلت الدعوة، وفعلا كنت - وبالتأكيد القائمين على الدار- على أعصابنا طوال الشهرين الماضيين ، وماذا لو حدثت في الأمر تطورات غير متوقعة، والحمد لله وصلنا السلطنة وأقمنا الحفليين ونتمنى استمرار الموسم وبلا توقف -إن شاء الله - ولكن يبقى أن هناك حرص كبير من دار الأوبرا السلطانية مسقط على تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية من وجود مسافات للتباعد الاجتماعي وتوفير المعقمات وارتداء الكمامة وغيرها.. ولكن نتمتى أيضا أن ينتهى هذا الأمر اي جائحة كورونا قريبا بإن الله وألا تطول هذه الجائحة لأنها اثرت سلبا ومن كثير من النواحي على حياة البشرية جمعاء.

وأما عن عودته للغناء على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط فقال الرباعي: قال بالنسبة لي شخصيا فإن العودة للغناء على مسرح دار الأوبرا السلطانية شرف كبير، وذلك بعد بضع سنوات فالغناء على مسرح بحجم دار الأوبرا السلطانية وكذلك على مسرح أي دار أوبرا مثل مصر أو تونس وأي دولة عربية هو شرف كبير بالنسبة لي ولأي فنان عربي، فدور الأوبرا هذه والأماكن الراقية والمحترمة التي تحافظ على الفن والأصالة والرقي العربي، فكل فنان يصعد على هذه المسارح هو هدف من الأهداف التي يرسمها في حياته والتي يتمنى الوصول إليها ومن ضمنها دار الأوبرا السلطانية، وهي كذلك تمثل إضافة كبيرة لرصيده الفني، وأعود وأكرر أنه شرف كبير بالنسبة لي وجودي اليوم على مسرح دار الأوبرا السلطانية وأتمنى أن تتكرر لأنني أعرف أن الجمهور العماني والعربي من أبناء الجاليات العربية المقيمة بالسلطنة يشتاقون للغناء الطربي الأصيل ولهذه الموسيقى الراقية وللأماكن التي تحافظ على هذا المخزون من الغناء خصوصا وأنه رصيد كبير ومهم لأبناءنا وللأجيال القادمة، ووجود أناس مثل القائمين على دار الأوبرا السلطانية يحافظون على هذا الثراء هو أيضا قيمة كبيرة و ثراء مهم جدا .

لا يوجد تسرع

وعن سبب التميز لديه قال أن هناك حرص على الأغنية العربية الأصيلة وأنه لا يوجد تسرع فيكون هناك محاولة لأن "تطبخ الأغنية على نار هادئة" بحيث لا يكون هناك تسرع، كما يتم العمل على تطريز الأغنية بطريقة محترفة ويتم إنتاج أغنية تنتزع "الآه" من داخل الفنان بكل سهولة. وأكد على أنه كونه من مدرسة الأصالة الفنية فقد علمه ذلك أن يكون متأنيا ودقيقا في اختياراته الفنية، مؤكدا على أن الفنان إذا شعر يوما ما أنه وصل إلى القمة، فأنه يكون "غلطان" وستكون البداية لانهياره، وأكد الفنان صابر الرباعي قائلا: حتى الآن بالنسبة لي كل حفل فني أقدمه في حياتي يكون وكأنه أول حفل بالنسبة لي فالحرص والخوف هو نفسه، لأنني أحترم الجمهور الذي أمامي، ولأنني ما لم احترم هذا الجمهور فإنه لن يحترمني، فالاحترام يكون متبادل، والفنان حينما يحرص على أغانيه و"بروفاته" واختياراته يجد فعلا التقدير والاحترام من الجمهور، ولذا فأنا أحرص دائما على أدق التفاصيل في الأغاني التي أقدمها .

وعن الجمع ما بين كونه مطرب وما بين التلحين قال: أن أكتفي بالحاني فلا، ولكن أنا بالنسبة لي إذا عرضت عليه أغنية ما فإذا شعرت بها وجاء اللحن مباشرة قمت بعمله وقمت بعمل اللحن الخاص بها، وإذا لم يحدث ذلك فلا يتم، ولكن عموما أعتقد لا يمكن أن يقوم فنان أو مطرب بتلحين كل أعماله لنفسه وإنما عليه أن يحرص على التنوع وعلى التعاون مع ملحنين مختلفين فهذا يأتي بنوع من التنوع والجودة وأيضا لا مانع ما بين أن يكون هناك مطرب يلحن بعض الأغاني لنفسه.

وعن مدى إمكانية الغناء باللهجة العمانية أو التعاون مع أحد الشعراء أو الفنانيين العمانيين فقال: "أنا أرحب بذلك وشرف لي وهذا يسعدني جدا وشرف لي أن أدعم الخزينة الفنية بالنسبة لي بأغاني من سلطنة عمان ومن التنوع الموسيقي العماني والايقاع الفني للسلطنة".

وأشار إلى أن واحدة من الميزات الإيجابية التي ميزت الفنانيين التونسيين أنهم جيدون جميع اللهجات العربية، ولذا فإن الفناننين التونسيين ومنهم الفنانة الراحلة ذكرى و لطيفة وغيرهما غنوا لجميع اللهجات العربية، وأرجع ذلك ‘لى أن تونس ملتقى للحضارات منذ القدم.

وعن غزو بعض الأنماط الموسيقية الغربية الوافدة للساحة العربية ومدى تقبله أو رفضه لها قال: هي مرحب بها، فأن نستعمل أنماط موسيقية مثل الراب والمهرجانات وغيرها فليس مشكلة، لكن شرط ألا تتعدى الخطوط الحمراء وهي الكلمات الهادفة ذات المعنى وأن تكون محترمة. وأكد قائلا : "ولكن علينا جميعا أن نتكاتف من أجل الحفاظ على أغنيتنا العربية الطربية الأصيلة وأن نحافظ على موسيقانا الهادفة" .