أكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشرطة مُنجزٌ تدريبيٌ متجددٌ ومنارةٌ للعلم

بلادنا الثلاثاء ٠٤/يناير/٢٠٢٢ ١٤:٠٩ م
أكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشرطة مُنجزٌ تدريبيٌ متجددٌ ومنارةٌ للعلم

العمانية - الشبيبة

يتجسدُ حضور أكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشرطة في ذاكرة منتسبي شرطة عُمان السُّلطانية منذ اللحظات الأولى لانضمامهم لهذا الصرح الأكاديمي الذي يُعنى بالجانب التعليمي والتدريبي والتأهيلي منذ التحاقهم بالعمل في شرطة عُمان السُّلطانية للتشرف بالقيام بهذه المُهمة الوطنية والإسهام في الحفاظ على مكتسبات النهضة المُباركة وصون المُنجزات، ودفع عجلة التطور والتنمية في العهد المتجدد لعاهل البلاد المُفدى حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم القائد الأعلى /حفظه الله ورعاه/ لينعم المجتمع بالاستقرار والنماء.

ويُعدُّ الخامس من يناير من عام 1980م يومًا استثنائيًًّا وتاريخيًّا لمنتسبي شرطة عُمان السُّلطانية، فهو اليوم الذي تشرّف فيه منتسبو الشرطة بالزيارة السامية للمغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه - لافتتاح الأكاديمية، لتكون منارة علم وتدريب تسهم في صقل مهارات رجال الشرطة الذين عاهدوا الله أن يكونوا رجالا أوفياء حُراسًا للمبادئ، مُهمتهم السهر على راحة المواطن والمقيم على حد سواء، والسعي إلى تقديم الخدمة المناسبة لهم، والحفاظ على مُنجزات النهضة التي تحققت خلال خمسة عقود.

وقد شمل السُّلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- برعايته السامية تخريج فوج من الضباط المرشحين في ذلك اليوم وتقرر أن يكون اليوم السنوي لشرطة عُمان السلطانية حيث ألقى كلمة جاء فيها: "يُسعدنا أن نشارككم اليوم الاحتفال بافتتاح كليتكم التي هي إحدى منجزات شرطة عُمان السلطانية، التي تدل على مدى تطورها السريع في كافة المجالات والاختصاصات اللازمة لمواكبة النهضة التي تشهدها البلاد، إن هذه الكلية التي نفتتحها اليوم والتي جهزت بأحدث الأجهزة ما هي إلا نواة لكليات أخرى سنفتتحها في المستقبل بعون الله ليتخرج منها أبناء هذا الوطن متسلحين بالمعرفة الواسعة والكفاءة العالية التي تحتاج لها البلاد، أيها الرجال نرجو أن تكونوا دائما عند حسن ظن قادتكم وأسوة حسنة لمن يأتي بعدكم وفقكم الله".

وما تشهدهُ أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة من اهتمام ودعم من القيادة العامة للشرطة منذ تشكل ملامح هذا الجهاز الأمني ليؤكد دورها المُهم باعتبارها رافدًا علميًّا وتدريبيًّا لتأهيل مُنتسبيها وتزويدهم بالعلوم والمعارف الحديثة لتحظى شرطة عُمان السُّلطانية بمختلف تشكلاتها ومهامها واختصاصاتها بخريجين لديهم الكفاءة العالية للتعامل مع المرحلة الحالية وصولا إلى تحقيق الأهداف الوطنية.

"إنه لمن دواعي سرورنا أن نسلم اليوم الراية الخاصة بأكاديمية الشرطة لرجال من حماة أمن بلادنا عُمان الذين نفخر بهم، كما أننا سعدنا برعايتنا للمتخرجين من ضباط مرشحين وشرطة مستجدين، والله نسأل أن يوفقنا جميعا لخدمة وطننا الغالي".

بهذه الكلمات الخالدة دوّن المغفور له بإذن الله تعالى بعد ختام زيارته هذه الكلمات الخالدة، في سجل الشرف بمناسبة حفل تسليم الراية الخاصة بأكاديمية الشرطة والاحتفال بيوم الشرطة في ذلك العام الذي وافق الخامس من يناير عام 1988م.

ويسعى القائمون على أكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشرطة إلى تحقيق رؤية الأكاديمية، التي تهدف إلى الريادة في التعليم والتدريب والتأهيل والبحث العلمي لرفد منتسبي الشرطة بالمهارات والقدرة المهنية والعلمية التي ترتقي بالأداء وتحقق أمن وسلامة المجتمع، من خلال توفير البيئة العلمية والبحثية والتدريبية ووسائل الدعم اللازمة وتعزيز العلاقة مع المؤسسات المهنية والمجتمعية ذات الصلة بما يحقق أهداف شرطة عمان السُّلطانية.

وتعمل أكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشرطة على إكساب مُنتسبيها العلوم والمعارف في مرافق حديثة مجهزة بكافة الأدوات المتطورة التي تمكنهم من الاستفادة القصوى وتُعنى كلية الشرطة بتدريب وتأهيل الضباط المرشحين بدنيًّا وعسكريًّا وعلميًّا ليصبحوا مؤهلين للعمل في مختلف التشكيلات بإمكانات مهنية عالية بما يتوافق مع تطلعات المجتمع والتطورات المختلفة التي تشهدها الحياة الحديثة، وباكتمال مختلف مراحل التدريب يتم منح الخريجين شهادات علمية في القانون وعلوم الشرطة.

وتضمُ أكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشرطة مجموعةً من المعاهد التدريبية كمعهد تدريب الضباط الذي يُسهم بدوره في صقل مهارات ضباط الشرطة في مختلف تخصصاتهم وتشكيلاتهم كما تضم الأكاديمية معهد ضباط الصف ومعهد الشرطة المستجدين ومعهد الشرطة النسائية، ومجمع التطبيقات العملية بالإضافة إلى كلية الشرطة بمبناها الجديد مكتمل المرافق الذي يحتوي على قاعات دراسية مزودة بأحدث التقنيات التعليمية.

وتجسيدًا للنقلة التكنولوجية في شرطة عمان السُّلطانية فإن منتسبي الشرطة لديهم إمكانية الاستفادة من الموقع الإلكتروني لأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة الذي تم تصميمه ليواكب التطور المُتسارع الذي تشهده شرطة عُمان السُّلطانية في كافة المجالات ويتناغم مع دور الأكاديمية في مجال التأهيل العلمي ورفع المستوى الثقافي ليكون مُرتبطًا بالعلم والتعريف بأنشطة وفعاليات الأكاديمية وإصداراتها الثقافيّة.

وتقع على مُنتسبي الشرطة مسؤوليات كبيرة في تحقيق الأهداف الوطنية فور تخرجهم وإلحاقهم بمختلف التشكيلات والإدارات لدعم الجهود الحكومية في تحقيق الأهداف والاستراتيجيات لسلطنة عُمان في المحافظة على الأمن العام ومواجهة التحديات الأمنية المستجدة وفق الاختصاصات والمهام التي تُعنى بها كافة تشكيلات شرطة عُمان السُّلطانية، سعيًا إلى تقديم أفضل الخدمات بالإضافة إلى تطبيق الأنظمة والقوانين التي من شأنها تحقيق الأهداف الوطنية وترسيخ مبادئ الأمن والأمان إلى جانب التعاون البنّاء مع مختلف مؤسسات الدولة من حكومية وخاصة لمواكبة المرحلة الجديدة من مسيرة الوطن، وتوفير البيئة الآمنة لضمان استمرار عجلة التقدم والنمو والازدهار.

وتستشرف ُشرطة عُمان السُّلطانية آفاق النهضة المتجدّدة والرؤية العصرية لعُمان تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى /حفظه الله ورعاه/ لتُجدد العهد والولاء بأن تظل عينًا ساهرةً على أمن الوطن مسخرةً كافة إمكاناتها ومقدراتها للحفاظ على النهج المُستمر الذي تحرص عليه القيادة العامة للشرطة، لتقديم الخدمات بكفاءة واقتدار وبجودة عالية للمواطن والمقيم والزائر.

وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة يوم شرطة عُمان السُّلطانية الذي يُصادف الخامس من يناير من كل عام، فإن منتسبي شرطة عمان السُّلطانية ليفخرون بما تحقق من إنجازات لهذا الجهاز الشامخ، فقد صدقوا الوعد وأدوا الأمانة بكل إخلاص وإتقان، مُظهرين كفاءة عالية في التعامل مع المستجدات والأحداث النوعية وفق خطط عملية مدروسة تمكنهم من الأداء بفعالية قصوى سعيًا إلى تعزيز الجوانب الأمنية بما يحقق طموحات الوطن ومواطنيه مُستلهمين العزم من الإيمان بالله والولاء للسُّلطان للذود عن الوطن.