بقلم : علي بن راشد المطاعني
عندما ينال الطيران العُماني جوائز دولية من مؤسسات عالمية مختصة بالطيران، وإشادات دولية من منظمات مختصة في العالم معنية بهذا الأمر، فإن ذلك يُعد علامة من علامات نجاح الناقل الوطني إزاء الخدمات التي يقدمها لمسافريه في كل الوجهات الدولية التي يصل إليها في أجندة رحلاته التي تزداد عاما بعد الآخر لربط سلطنة عُمان بالعالم والعكس صحيح.
فهذه المنظمات الدولية وتلك المؤسسات العالمية وعندما تمنح شهادات إستحقاق لشركات الطيران في دول العالم فإنها ودون شك خضعت لكل الإشتراطات والضوابط الصارمة وإجتازت بنجاح المعايير الدولية الموضوعة في تقييم جودة الخدمات وإجراءات السلامة وما تقدمه للمسافرين من خدمات مميزة عبر القارات ولتحفيز شركات الطيران لتقديم الأجود للمسافرين فضلا عن تخفيف وطأة ومشاق السفر وتحويلة لرحلة ممتعة تستحق أن تُعاد مرات ومرات على ذات الناقل.
الأمر الذي يفرض علينا أن نفخر بناقلنا الوطني وبما حققه من منجزات على كل المسارات المحلية والإقليمية والدولية، ومن ثم تعزيزه عمليا من خلال تفضيله على غيره بداية لأنه الأفضل، ومن ثم لأنه يمثلنا في الفضاءات المفتوحة بكل فخر، فهذا أقل القليل الذي يتعين علينا تقديمه وإذ نحن ندلف إليه من باب الوطنية المزدان بألوان العلم العُماني.
فقيمته المضافة تمتد لتلامس بحنو كل أوصال الوطن، وبإعتباره السفير الأعلى مقاما، والأسمى هامة، والذي يتحدث عنا وعن تاريخنا وحضارتنا بلسان عربي مبين في كل أرجاء المعمورة، إضافة لما يقدمه بيانا وعيانا من دور في تعزيز السياحة في البلاد وجلب الوفود السياحية من ارجاء الأرض وعلى وجوه الضيوف سحنات رضا وإبتسامة سعادة وضحكات مسرة.
بلاشك أن تعظيم دور الناقل الوطني في منظومتنا الوطنية والإقتصادية والسياحية والإعلامية أكبر من أن نشمله في هذه العجالة، بل أن ما نفعله هو همسة فقط من قصائد مدح تستحق أن تكتب بماء الذهب وتعلق على جبين الوطن وهو يمضى ميمما وجهه شطر المجد، وكما نعلم فإن السباق بين شركات الطيران في العالم لنيل باقة من باقات التقدير العالمي لهو محموم وعنيف، وتسعى الشركات بغير هوادة للحصول حتى على زهرة واحدة من أزاهير تلك الحديقة الغناء لتعزز من مكانتها لدى المسافرين عالميا ولتقنعهم بأنها الأحق بالتفضيل.
غير أن تلك الأماني المشروعة لن تتأتى إلا عندما تقترن بالخدمة المميزة والأداء الرفيع وفي شتى ضرورب ومناحي هذا الحقل مترامي الأطراف بدءا من بيع التذاكر مرورا بمراكز الإتصال وإنعطافا بالإستقبال وبمستوى بشاشته وإناقته قبل وداخل الطائرة والمقدم من أطقم الطائرات بكل الحب والترحاب وإذ هم أصلا ماضون في تقديم كل ما بجعبتهم من الأطايب والمسرات لضيوفهم الأعزاء وإرضاء لأذواقهم المتباينة معبرين في أدب جم عن قيم المواطنة الرفيعة المغروسة كعطاء يوجب الشكر لرب العالمين في جينات كل العُمانيين إزاء الترحيب بضيوفهم.
فعندما يفوز الطيران العُماني بلقب أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط لعام 2020 لفئات رجال الأعمال والدرجة السياحية، علينا أن ندرك هنا أن القليل من الشركات يحظى وينال هذا الشرف الرفيع، فصعوبة الحصول على هكذا جوائز تكمن في أنها تأتي عبر التصويت المباشر والحر من قبل خبراء السفر والسياحة والعاملين في مجالات الطيران والفنادق.
وعندما ينال الطيران العُماني تصنيف خمس نجوم في تدقيق إجراءات السلامة الوقائية على إجراءات كوفيد 19، حرصا منه على سلامة المسافرين وصحتهم في السماوات المفتوحة، فإن ذلك التقدير الدولي يعكس ما يبذله الطيران العُماني من جهود وإلتزامه بقيم السلامة في كل الأوقات، إضافة لغيرها من الجوائز وشهادات الإستحقاق الدولية من جهات صانعة لشؤون الطيران وموجهة لشركاته لتقديم الأفضل لمرتاديها، لذا فإن تباري شركات الطيران للفوز بهذه الجائزة وتلك الشهادات ليس إلا لكي تتوج ملكة يشأر إليها بالبنان عندما تحلق عاليا وعندما تحط في سلاسة وإحترافية على مطارات عواصم دول كوكب الأرض، فهذه الشهادات هي وسام الريادة والسيادة في هذا الميدان المبهر.
بالطبع فإن الطيران أضحى عنوانا وإعلانا وإعلاما للدول ولا أسطع، فالخدمات الجليلة التي يقدمها للدولة لاتقل أهمية عن الخدمات الأساسية في حياة الناس كالكهرباء والصحة والتعليم، وبأت من المؤكد على أي دولة ترغب في تعزيز ورفد القطاع السياحي لديها ولا تملك ذراع طيران قوي وفاعل يضطلع بنقل السياح من وإليها فإن جهودها تلك ستذهب أدراج الرياح حتما، بل يمكن القول أنها لن تبنى مجدا سياحيا بدون هذه الأداة عالية المقام.
عليه فإننا نتفهم تماما حقيقة أن كل شركات الطيران في العالم تمر بمخاضات وتحديات تفرضها الظروف الإقتصادية والصحية التي يشهدها العالم بين الحين والآخر، غير أن هذه العثرات الطارئة يمكن تجاوزها من خلال تأكيد الثقة فيها ورفدها بكل المعينات الممكنة والمستحيلة أن جاز التعبير لكي تبقى، وحتما ليس بالنأي عنها وتوجيه سهام النقد المسموم لظهرها في وقت هي في أمس الحاجة لأهلها لأعانتها في أوقات الشدائد والمحن، والتي لا تلبث أن تتجاوزها لأن أبناء وطنها كانوا عند حسن الظن، ذاك مايسمى بالوفاء.
نأمل أن تكلل كل الجهود النبيلة الرامية للنهوض بالطيران العُماني وغيره بالتوفيق والسداد وان ننظر إليه كمنظومة متكاملة وكذراع إقتصادي وسياحي ذا الجدوى والأهمية، وأن نعمل أبدا لتعزيزة بكل الطرق لكي يستمر في أداء دوره الوطني كنجاح وجناح طائر لسلطنة عُمان في السموات المفتوحة وموطئ قدم لا يقدر بثمن في مطارات العالم..