هل نحن بحاجة إلى حاضنات أزياء؟

مزاج الاثنين ٢٠/ديسمبر/٢٠٢١ ١٣:١٩ م
هل نحن بحاجة إلى حاضنات أزياء؟

مسقط - الشبيبة

أن توجه السلطنة نحو تسليط الضوء على الصناعات الإبداعية من خلال وزارة الثقافة والشباب والرياضة ومختبرات صياغة خارطة الصناعات الإبداعية ،يعتبر خطوة تنم عن وعي الحكومة بالدور القوي الذي يمثله هذا القطاع الحيوي والذي يعتبر ركيزة من ركائز الدخل الوطني ومحور مهم في عجلة الإقتصاد المحلي ، وليس بالغريب على حكومة السلطنة إهتماهمها بشتى القطاعات حسب خطط مدروسة ورؤية مستقبلية واعدة ، وعلينا جميعا كأفراد ومجتمع أن نكون مكملين لهذا الدور ومساندين بتقديم خبراتنا ومجالات دراستنا كيد تبني عمان المستقبل وتحقيقا لرؤية عمان 2040.

الصناعات الإبداعية وأهميتها

تُسهم الصناعات الإبداعية بما يزيد عن 90 مليار جنيه إسترليني (110.5 مليار دولار) في اقتصاد المملكة المتحدة، وفقًا لآخر إحصاءات عام 2014.

وتشير الأرقام إلى أن القطاع ينمو بمعدل يقرب من ضعف معدل نمو الاقتصاد ككل في المملكة المتحدة، حيث يستطيع توليد 9.6 مليون جنيه إسترليني (نحو 12 مليون دولار) في الساعة.

ومن خلال هذا المقال سأضع قطاع الأزياء تحت المجهر ، كقطاع إمتهنته وخبرته من عام 2006م ، حين إتخذت قراري بالاهتمام بهذا المجال وربطه بالموروث العماني الغني ، في محاولات وجهود ذاتيه لفريق ليالي الأصالة ، للنهوض بهذا القطاع وإدارجه ضمن خارطة الموضة ، من خلال مسابقات ليالي الأصالة لتصميم الأزياء والتي استفادت منها نحو أكثر من 700 موهبة عمانية بالتدريب والتمكين محليا من خلال الدورات القصيرة والمعارض المحلية والمسابقات الدولية ، وبالتدريب دوليا في مركز ميلان للموضة في إيطاليا .

لقد كان لهذا النجاح شركاء كثر من المجتمع المحلي ، ورعاة أساسيين لهم الفضل بعد الله في إكمال مسيرة ليالي الأصالة من القطاع الخاص وقطاع البنوك والإعلام الذين آمنوا بالفكرة والرؤية وكانوا خير داعم لهذه المواهب في تمكين مخرجات الأصالة بتوفير فرص التدريب دوليا، وفرض التمكين محليا ، ويظهر ذلك جليا في مخرجات المشروع ومشاريعهم التي رأت النور بعد صقل مواهبهم بافتتاح مشاريعهم الخاصة التي رفدت سوق الأزياء بأسماء لمعت محليا ودوليا.

ماهي الموضة

لقد تم تعريف الموضة كظاهرة في بداية القرن العشرين ، عندما ظهر مصطلح "تسريب".

وذلك وفقًا للأمريكي ثورستين فيبلن والألماني جورج سيميل ، فإن صناعة الأزياء كانت تهدف في الأساس إلى عزل النخبة عن الجماهير ، والتي تحاول دائما أن تكون مختلفة عن الناس العاديين.

وهنا تظهر جميع التوجهات والصرعات الجديدة في الطبقات العليا من المجتمع والمشاهير ، وتنتهج الطبقات الوسطى وباقي أفراد المجتمع نهجهم وتقليدهم وتبني الابتكارات وتطويرها.

ولتوضيح المفهوم اتجاهات الموضة (تتسرب) بشكل هرمي ، وتنتقل إلى فئة "السلع الاستهلاكية".

وتعود دورة حياة الموضة بالظهور مرة أخرى بتحدي آخر وخلق شيء جديد وعصري ، و النخبة تبرز مرة أخرى ،في عملية ما يسمى "دورة الاستهلاك المرموقة" ، والتي لا ولن تتوقف.

أسبوع الموضة

هو حدث في صناعة الأزياء ويستمر لأسبوع واحد تقريبا،وفيه يسمح لمصممي الأزياء والعلامات التجارية أو "بيوت الأزياء" عرض أحدث مجموعاتهم في عروض الأزياء ويسمح للمشترين ووسائل الإعلام بإلقاء نظرة على أحدث الصيحات. والأهم من ذلك، أن هذه الأحداث تعلم الصناعة ماهو دارج أو غير دارج لهذا الموسم.

تقام أسابيع الموضة الأبرز في عواصم الموضة الأربعة في العالم : مدينة نيويورك ولندن وميلانو وباريس. وتعقد بعض أهم أسابيع الموضة في العالم في أستراليا وبنغالور وجاكرتا وبرلين وبانكوك وبرشلونة وسيول وطوكيو وساو باولو ولوس انجليس ولودز وروما ودبي وهونغ كونغ وبوينس آيرس وسنغافورة ووتورونتو ودالاس ومدريد.

يعقد أسبوع الموضة مرتين في العام ، الأول في فبراير (لعرض مجموعات الخريف والشتاء للعام المقبل) والثاني في سبتمبر (لعرض مجموعات الربيع والصيف للعام المقبل) ، وأسباب في هذا التصنيف :

أولا: الإرتباط بأصل الحدث ، فالمصممون يعرضون الأزياء التي ستباع في المتاجر بعد ستة أشهر ويأخذ المهتمين وعشاق الموضة وقتهم في الإطلاع على كل الصيحات واختيار ما يناسبهم.

ثانيا : لمنح المصممين الوقت الكافي لتصنيع قطع الملابس وتوزيعها على المتاجر العالمية في الوقت المناسب، وهنا قد توفر بعض العلاماتالتجارية الكبرى خيار الشراء الفوري او عبر الإنترنت.

لماذا تهتم الصحافة بأسابيع الموضة؟

كانت هذه الظاهرة الترفيهية مقتصرة على الطبقة الأرستقراطية والملوك فقط، بعد ذلك أصبح «مَسير الأزياء» حدثاً شائعاً في العصر الحديث لفرنسا، وباتت كافة المتاجر المهتمة بالأزياء وجذب أكبر قطاع من المتهمين بالملابس إليها، تقوم بهذا الممشى لتسويق سلعها.

على الرغم من الحفلات والأجواء الحافلة بالملابس الغريبة وأزياء أسلوب الشارع التي تغزو المدينة المقام بها العرض في خلال هذه الفترة، إلا أن أسبوع الموضة له أهمية كبيرة في الصناعة، فإن أسبوع الموضة مخصص للعمل وهذا يعني تقليدياً أن مشتري المتاجر يأتون لمشاهدة عروض الموسم القادم ويقدمون الطلبات.

بينما يستخدمه محررو مجلات الموضة والأزياء في التنبؤ بالاتجاهات ومعرفة الأشكال والقطع التي يريدون إبرازها في منشوراتهم، إنها تساعد على إطلاق الأفكار للافتتاحيات وميزات الموضة للأشهر الستة القادمة.

صناعة الأزياء

صناعة الأزياء تطلق على ما هو عصري ويلبي الإحتياجات الشخصية للفرد لتشمل التالي:

• الملابس اليومية والعملية وملابس المواسم والمناسبات

• مجوهرات (مجوهرات ومجوهرات مقلدة)

• المكملات (حقائب اليد ، القبعات ، ساعات المعصم ، الأحزمة ، جوارب ، قفازات ، إلخ)

• مستحضرات التجميل والعطور

• السلع المنزلية (الأطباق ، والفراش ، والكتان ، والسجاد).

يتمثل إنتاج كل ما سبق في قطاع معين من الاقتصاد - ما يسمى "صناعة الأزياء" ضمن الصناعات الإبداعية،و يشمل هذا القطاع تصنيع وبيع البضائع محليا ودوليا، حيث تشير الإحصاءات إلى أنه مع مرور الوقت ، سوف يتوسع عدد منتجات الأزياء تدريجياً، لتدخل العديد من المنتجات الجديدة في خضم تسارع التكنولوجيا .

كما وقد شهدنا كيف توسعت صناعة الأزياء وتطورت من المنتجات الساسية إلى المنتجات العصرية بسبب تطور نمط الحياة وزيادة دخل الفرد وانفتاح المجتمعات بسبب الطفرة التكنولوجية وتأثير إجتياح شبكات ومنصات التواصل الإجتماعي.

مراحل تطور صناعة الأزياء

لقد مرت صناعة الأزياء بالعديد من المراحل التطويرية ، فعلى سبيل المثال حتى نهاية القرن التاسع عشر ، لم يكن هذا الاتجاه موجودًا رغم ان مفهوم الموضة كان موجودًا ونشيطا.

بعدها بدأ مصنعو الملابس والإكسسوارات أنشطتهم من تسعينيات القرن التاسع عشر ، الى أن تحولت خلالها الشركات الصغيرة إلى إنتاج حقيقي واسع النطاق،وبدأ ظهوروإنتاج مجلات الأزياء والموضة.

وفي خمسينيات القرن الماضي ظهر مسارا جديدا للاستهلاك العام مما أدى إلى ضروة التنبؤ بالظواهر العصرية ومع وجود شركات متخصصة في تحليل المنتجات والاتجاهات في عالم الازياء والموضة ظهرت متطلبات الانتاج الواسع للملابس وهذا ما أدى لاتخاذ قرارات بشأن عمليات الشراء بالجملة والانتاج، وبالتالي وجود الشركات المصنعة للمواد الخام بات ضروريا .

وتحقيقا لكل ذلك واستجابة لحجم الطلب حدثت تغييرات كبيرة وكثيرة ففي الستينيات من القرن العشرين قسمت الموضة الى فرعين أساسيين ( الملابس الراقية ) و (الملابس الجاهزة) وهذا ما أخذه المشاهير من المصممين على عاتقهم مثل (، وكوكو شانيل وهوبرت دي جيفنشي ، وإيف سان لوران وكريستيان ديور وغيرهم) حيث قادوا عالم الموضة وصنعوا خارطة الأزياء عالميا .

ومنها يأتي ذكر وتعريف مصطلع التعددية في البيئة العصرية (الذي ظهر في التسعينيات)، وهو وجود نمط واحد والالتزام بالتقسيم والتحكم في سرعة تغيير خطوط الموضة وتجديد إحيائها ، حسب معايير تسنها الشركات التي تقود الموضة حول العالم ، مما يعني أن فرص الشراء لم تعد تقتصر على الاثرياء والنخبة كما في السابق ، وظهور العديد من المصممين الشباب قلل من هيمنة المصممين المؤثرين على الموضة، وخلق تنافس كبير وشديد جعل من عالم الأزياء والموضة محط أنظار العديد من شركات التسويق والدعاية .

وهنا نود التركيز على انه وحتى نهاية القرن العشرين ، إقتصرت صناعة الأزياء على أوروبا ، ثم في القرن الحادي والعشرين اكتسبت الأزياء طابعًا عالميًا ، حين قدم المصممون من مختلف البلدان إبداعاتهم وافكارهم ليكون لذلك تأثيره الواضح على الثقافات الشرقية ، وهذا ما نلحظ انعكاسه غي السلع الاستهلاكية محليا وعالميا.

الأزياء في سلطنة عمان

إن الأزياء في سلطنة عمان ليست بالعنصر الجديد أو الدخيل ، فمنذ القدم كان لأفراد المجتمع العماني دورهم الفاعل في هذا المجال ، ويظهر ذلك جليا في تنوع خطوط الأزياء حسب التنوع الجغرافي لمناطق السلطنة وتأثرها بالكثير من العوامل والتي من ضمنها التجارة والهجرات ، وتنوع الأعراق الذي يبدو جليا في بعض الأزياء في السلطنة .

ومن الجميل والمشرف حفاظ المجتمع العماني على هوية الزي التراثي رغم ما أدخل عليه من تطوير في النقوش والخامات المستخدمة والتي في رأيي الشخصي ضروري جدا لإستدامة الزي وتناقله للاجيال القادمة، ونلمس ذلك في إهتمام الجيل الحالي بإقتناء وإرتداء الزي التقليدي الأصيل في مختلف المناسبات والفعاليات.

للزي طبعا هويته الراسخة والتي لن تتغير مهما أدخل عليه من تحديث أو تطوير كما يرغب البعض في تسميته ، وللباحثين والمهتمين بالتراث مراجعهم للبحث من خلال الكتب والمتاحف التي حافظت على الزي التقليدي الأصلي ، ولكن ما يقدمه مصممي الأزياء بإستيحائهمم من الموروث هو جهود فريدة ومحاولات تثبت اعتزازهم بهوية الزي العماني ومتانة تاريخه وأصالته.

هذا الاستنباط أو الإستيحاء ، يثبت أصالة الفرد العماني وسعيه للحفاظ على خطوط رسمتها أجيال سابقة والتي تعتبر مدرسة في توظيف الأزياء بما يتلائم وطبيعة المنطقة وجغرافيتها.

بالرغم من إهتمام الحكومة الواضح بالزي والموروث ، والدور الذي أسهمت به هيئة الصناعات الحرفية من خلال تمكين الحرفيين والنهوض بمستوى الصناعات التقليدية ، الا إن الأزياء لم تحظى بالمكانة الاقتصادية الحقيقية، وهذا ما سمح للدخلاء بالتطوير الغير منسق لعدم وجود أطر تحدد خطوط هذا التطوير ، وهو أيضا ما فتح نافذة لمحاولة إدراج الزي التقليدي في جوانب بعيدة عن الاستيحاء والإبداع وإنما قص ولصق في غير محله.

مقومات الحفاظ على الموروث التقليدي

إن من مقومات الحفاظ على التراث وفي نفس الوقت إبتكار أزياء عملية بلمسات تراثية :

1. وجود مراكز لتعليم المواهب فن تصميم الأزياء بطريقة إبداعية ، ترسم حدود التصميم وتوسع مدارك الإستيحاء والسير على خطوط الموضة العالمية ، ليخرج المجتمع بفئة من المصممين المتسلحين بمواهب مصقولة توظف التنولوجيا في خدمة الطابع العماني .

2. وجود مصانع محلية تلبي حاجة مصممي الأزياء من المواد الخام والمعدات ، حتى لا يلجأ المصمم إلى اقتناء المتوفر بطريقة زهيدة أو الطلب من مصانع خارج البلاد .

3. إيجاد معاهد تقدم دورات قصيرة للراغبين في تعلم فن تصميم الأزياء ، وتقدم كذلك دورات في خطوط الموضة العالمية وتاريخ الأزياء .

4. قيام العديد من مسابقات الموضة والتصميم وخلق روح التنافس والإبداع بين المواهب المحلية .

5. تبني فكرة ملتقيات الموضة في السلطنة واستضافة دور الأزياء العالمية لتقديم ورش عمل وملتقيات لتبادل الخبرات ومواكبة خطوط الموضة .

6. فتح باب الإستثمار في قطاع صناعة الأزياء ، حيث تعتبر السلطنة الأشهر في المنطقة من ناحية تنوع الأزياء .

7. وجود مصانع لتطوير وتسريع إنتاج الاكسسوارات المحلية على سبيل المثال (صناعة الخنجر العماني) فمع تسارع التكنولوجيا وإختلاف توجهات وأولويات الجيل القادم ،سيصبح من الصعب وجود حرف يدوية بالطرق التقليدية.

8. فتح المجال لوجود جمعيات أو نوادي لتصميم الأزياء ، فقد أثبتت التجارب أن اسهام المجتمع المحلي من خلال الجمعيات الأهلية له دور كبير الى جانب الدور الذي تقدمه الحكومات، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر مجلس الأزياء البريطاني (British Fashion Council) ،الذي تأسس في عام 1983م ، وهو منظمة غير ربحية تعمل على تسخير القوة الجماعية للصناعة لتمكين النمو المستدام وتقوية الأزياء البريطانية في اقتصاد الأزياء العالمي،والغرفة الوطنية للأزياء الإيطالية (Camera Nazionale Della Moda) تأسست في عام 1958 ، وهي أيضا جمعية غير ربحية تنظم وتنسق وتشجع تطوير الأزياء الإيطالية، وهي مسؤولة عن استضافة أحداث الموضة وعروض ميلان.

9. تقنين مجال الصناعات الإبداعية وتصميم الأزياء من خلال وجود مظلة مرجعية ، من خلالها تسن القوانين ،وتحفظ حقوق الملكية الفكرية للمصممين والمبدعين.

هل نحن بحاجة لحاضنات أزياء؟

إن مفهوم الحاضنات نشأ في فترة معينة من عمر العالم ، ويهدف إلى إحتضان المواهب في مجال معين وتسعى الحاضنة إلى رسم خط سير المحتضن وتسليحه بالأدوات الازمة ، ليتمكن من الانخراط في سوق العمل بعد إعداده بالشكل الصحيح.

ونتطرق هنا لمفهوم حاضنات الأعمال حسب هارفرد بزنس ريفيو(Harvard Business Review)

"هي مؤسسات تساعد الشركات الناشئة في التأسيس والإنطلاق عن طريق مجموعة من الخدمات مثل الإستشارات والخبرات والدعم الفني وتأمين المكاتب والعلاقات العامة والتمويل وغيرها ، قد تكون حاضنات الأعمال تابعة لمؤسسات حكومية أو خاصة سواء كانت تهدف للربح أم كانت مؤسسات غير ربحية"

تأسست أول حاضنة أعمال في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1959م من قبل جوزيف مانكوسو في نيويورك ، ومن أشهر حاضنات الأعمال اليوم (واي كومبينيتور) (Y Combinator) والتي ساهمت في إطلاق أكثر من 300 شركة ناشئة ناجحة ، و 500 ستارت آب المختصة في توفير التمويل الإبتدائي و (تيك ستار) (TechStars) التي تركز على الإرشاد والتوجيه وتقديم الخبرات.

غالبا ما تكون هذه الحاضنات لفترات محددة وعدد محدد ، لينتقل بعدها المحتضن لفترة الفطام والوقوف على قدميه وتشغيل فكره وإبداعه وتسخير موهبته لمواصلة المشوار.

ومن أهم ما تقدمه الحاضنة ، التوجيه والإرشاد والدورات التدريبية وفرص التعاقد مع شركات وتبادل الخبرات ، أما فيما يتعلق بالدعم المادي فمن رأي الشخصي إن لم يكن في مكانه الصحيح وأسلوبه الصحيح فسيصبح شبكة يقع فيها المحتضن ولن يتمكن الخروج منها ، ورغم الهدف النبيل من الدعم المادي ولكنني أعتقد أن المادة في يد من لا يحسن تصريفها سجن للإبداع وقيد يطوق عنق المبدع.

وفي قطاع صناعة الأزياء ، أرى الحاجة الملحة لوجود (إعتراف ) بأهمية القطاع واسهامه كرافد لدخل البلاد أهم من وجود حاضنات تجعل مصممي الأزياء يدورون في حلقة تعيدهم في كل مرة لنقطة البداية.

فعدم وجود مظلة أو خطوط واضحة باهداف القطاع ، دفن الكثير من المواهب وأهدر الكثير من أموال الدولة في مصانع خارجية (لأقتناء المعدات والمواد الخام ).

إن وعي الكثير من الدول بدور هذه القطاعات الأبداعية ساهم في نقلها لمرحلة مسرعات الأعمال وهي هنا تهدف إلى مواكبة الطفرة التكنولوجية العالمية غيرت مفهوم العولمة ، لجعل الشيء مناسبا أو مفهوما وفي متناول مختلف دول العالم.

كما أن مسرعات الأعمال تتفوق عن الحاضنات في إنها تقوم على قبول الأفكار الخاصة بالمشروع الذي يحقق ربح جيد ،وتعمل على تكوين شراكة بالتعاون مع صاحب الفكرة تكون في حدود 10% او 20% حسب الإتفاق فيما بينهما.

قطاع الأزياء كصناعة محلية

أن من الضرورة للنهوض بهذا القطاع ، أخذه على محمل الجد ، وأعتباره بنفس أهمية باقي القطاعات ، وان يكون القائمين على تطوير القطاع من ذوي الخبرة في المجال فحين نتحدث عن الأزياء ومواكبة الموضة والملتقيات العالمية للموضة نجد ان السلطنة غير مدرجة أساساً في خارطة الموضة ، وليس ذلك لشح المواهب والجهود الفريدة ولكن لعدم إعطاء القطاع أهميته في الوقت الذي نجد الكثير من الدول تعتمد إعتماد كبير على قطاع الأزياء بنسبة كبيرة لدخل البلاد ، ونجد هناك من يرى أن مشاركات السلطنة عالميا ،تقتصر على الزي التقليدي في الفعاليات الثقافية واحتفالات العيد الوطني ، علما بأنه وفي أعراف الموضة العالمية ،الزي التقليدي لا ينم عن إبتكارات وإبداعات المصمم ، فالمصمم لم يبتكر الزي التقليدي .

لذا فمن الأهمية تمكين القائمين على القطاع وضرروة فهمهم لخارطة الموضة العالمية وتوجهات أسابيع الموضة والعمل الحثيث على استضافة الفعاليات والملتقيات في المجال والإستعداد لها بالطريقة المشرفة لأسم السلطنة، كما ولا ننسى التقيد بالأطر والقوانين التي تسنها شركات الموضة العملاقة التي تقوم بتنسيق فعاليات الموضة عالميا، حسب مواسم الموضة العالمية والجداول المدرجة والمتفق عليها .

إعداد : سماح بنت منصور الوهيبية

المراجع :

https://www.britishfashioncouncil.co.uk/

https://www.cameramoda.it/

https://ara.womensshelterofhope.com/

https://www.alroeya.com/