مسقط - الشبيبة
يعد التنوع الفريد الذي تحظى به المحافظات العُمانية في طبيعتها وتضاريسها وأجوائها سمة تضفي عليها قيمة حضارية و جمالية تجعل كل واحدة منها تنفرد عن غيرها بمميزات وخصائص تشكل وهجًا تراثيًا وتنمويًا يجسد المكامن التاريخية الراسخة والمعطيات العصرية الواعدة ، وتتلألأ محافظة مسقط كدرة تتوسط العقد الذهبي لمكانتها الجغرافية وسموها الحضاري ونهضتها الوارفة بشتى المنجزات والمقومات والمعالم البارزة ، وتتربع محافظة مسقط بولاياتها الست ( مسقط، مطرح، بوشر، السيب، العامرات، قريات ) على مساحة تصل إلى (4000) كيلو متر مربع، وتزخر بتنوع تضاريسي متفرد يجمع بين الجبال الشامخة، والتلال الرملية، والسواحل الممتدة، والسهول المنبسطة، في تجانس يتعاطى مع سمو الإنسان والعمران والردهات الطبيعية الخلابة .
تنمية متزنة
جاء المرسوم السلطاني (101/2020) مؤكدًا على مكانة تلك المحافظات بتعزيز صلاحيات مُحافظيها وتوسعة المهام والاختصاصات المنوطة بها؛ مما يجعلها تنتقل إلى مرحلة جديدة من التمكين والنمو والازدهار ، تحت مظلة متكافئة ومتزنة من العطاء والدعم الحكومي .
ومع الممكنات التي تحظى بها المحافظات نستبشر بأن مسارات واعدة ، وأهدافًا وخططًا طموحة تلوح في الأفق ؛ لتحقيق التنمية المستدامة، وخطوة مهمة ترنو لترجمة رؤية عمان الطموحة 2040 ، والعناية اللازمة لتنظيم وتنفيذ الأعمال، ومنهجة الأولويات من المشاريع والفرص السانحة، التي من شأنها أن تقود المحافظات إلى النمو المنشود وفق رؤية عمان 2040، وأن تتنافس المحافظات تنافسًا محمودًا فيما بينها لتقدم كل منها قدراتها وتبرز تفوقها لإيجاد تنمية مستدامة زاخرة بالقواعد المتينة في مختلف المجالات التنموية الصحية والخدمية والسياحية والتعليمية والرياضية والشبابية والأدبية وريادة الأعمال وغيرها من المجالات ؛ مستفيدة بذلك من موارد البشرية و المادية وموقعها والبيئات التي تتلاءم مع كل مشروع وعطاء .
رؤية واعدة
غالبًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية ذكيةٍ متقدٍ ، تبنى على أسس متينة باستثمار مكامن القوة والموارد والفرص، ومحافظة مسقط وضعت لها رؤية نحو "مسقط مستدامة مزدهرة نابضة بالحياة " جاءت مفرداتها لتتواكب مع التطلعات سلطنة عُمان الحاضرة والمستقبلية، لترسخ مسقط مفهوم الاستدامة في الحفاظ على منجزات الدولة وصونها ، والرقي بها للأجيال القادمة، ووضع المعايير والأسس عند تنفيذ المشروعات الاستراتيجية سواءً على مستوى المحافظة أو الدولة بما يضمن استدامتها وصلاحيتها وتقليل الهدر ، والترشيد في التكاليف.
وتتجلى رؤية المحافظة في عنصر الازدهار ، بتنمية وتطوير الخدمات والمرافق ، وانعاش الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية والشبابية والتنموية بما يحقق عوائد مضافة لمحافظة مسقط ، وتوليد الفرص لإنشاء بنى أساسية باستثمار الأصول لتحقيق التنافسية بين مختلف مدن العالم.
ومن ركائز رؤية المحافظة بأن تكون نابضة بالحياة ، حيوية تتفاعل مع البيئات المحيطة ، فالمدينة التي تعتني بتوفير بيئات مناسبة لحياة الفرد والجماعة والتعاطي معها تكون ذات جدوى للعيش والتعاطي، فمن العناصر التي تجعل المدينة نابضة بالحياة هي "أنسنة المدن" human-cities بتوفير المقومات اللازمة من المنتزهات الطبيعية والعامة والحدائق والملاعب وممرات المشاة، والأسواق ، وإقامة المهرجانات و الفعاليات والأنشطة، والعناية بإضافة المرافق الصحية والبدنية المجهزة وعمل ممرات المشاة والتنزه ، وتطوير الواجهات ، وتهيئة المواقع السياحية والشواطئ لخدمة مرتاديها، والعناية بالتشجير والبستنة وزراعة النباتات، والقيام بأدوار النظافة العامة وعمليات الإصحاح البيئي وإضفاء اللمسات الجمالية من المجسمات والواجهات وغيرها ، بما من شأنه أن يرفع من المعنويات الإيجابية للسكان اتجاه المدينة القابلة للعيش ، وتسخير كافة عناصر المدينة لإسعادهم.
أهداف استراتيجية
تستند الأهداف الاستراتيجية لمحافظة مسقط على أربعة محاور رئيسة تنطوي على أهداف فرعية : تبدأ من المجتمع وتنتهي إليه فهو يمثل الركيزة الذي تنطلق منها كل الرؤى وغاية الهدف المنشود في تجويد نمط الحياة وتوفير خدمات بلدية و إلكترونية داعمة ومتطورة بما لا يتعارض مع الهُوية العمانية وتعزيز القيم والأعراف الأصيلة ، كما يعد محور البيئة المستدامة هو أحد الأهداف الاستراتيجية للمحافظة الذي تستند عليه المشاريع الاستثمارية القادمة والذي يرمي إلى تطوير بنية حضرية ذكية ومستدامة نابضة بالحياة بما يتوافق وإدارة البيئة وصون مواردها الطبيعية والتخفيف من آثار التغيير المناخي ، إضافة إلى تنظيم النمط العمراني للمدينة مع الحفاظ على الهُوية العمرانية العمانية ، بينما يتمثل الهدف الثالث في محور التنمية الاقتصادية والذي يعزز من دور القطاع الخاص كشريك أساسي لتحقيق التطلعات والطموحات و يتأتى ذلك من خلال تسهيل أعماله، وتشجيعه، لينمو ويكون واحدا من أكبر اقتصادات العالم، ويصبح محركًا لتوظيف المواطنين، ومصدرًا لتحقق الازدهار للوطن والرفاة للجميع ، بينما يتمثل المحور الرابع في الحوكمة المؤسسية المتمثل في الأداء الحكومي الفعّال لخدمة المواطنين ، وتوفير بيئة تحفز على الابتكار والإبداع مع مواكبة المتغيرات العصرية.
رسالة وقيم
تأتي المنجزات وتتحقق الطموحات على قدر سمو الرسالة التي انطوت عليها ورسالة محافظة مسقط ترنو إلى أهداف سامية "نحو تعزيز رفاهية المجتمع ومواصلة التنمية المستدامة بتقديم خدمات متكاملة ضمن شراكة مجتمعية مع الحفاظ على القيم العمانية الأصيلة" ، وهي في ذلك تستند على منظومة قيم مؤسسية داعمة لتحقيق ذلك متمثلة في تعزيز قيم الانتماء والشفافية والاحترافية إلى جانب قيم المسؤولية المجتمعية وخدمة المستفيد.
آمال وطموحات
لا شك أن الآمال والطموحات كبيرة بالنسبة لرؤية محافظة مسقط كونها العاصمة الإدارية لسلطنة عُمان وذات الأبعاد التنموية والاقتصادية والاجتماعية ، وهي في ذلك لا تقتصر فقط على المحافظة على ماتحقق من مكتسبات ومنجزات، ولكن الطموح يرقى نحو إيجاد مجتمع أكثر ازدهاراً يحظى فيه المواطن إلى ما يصبو إليه، وبما يتماشى مع الأهداف الوطنية والاستراتيجية للبلاد، ومع التطلعات لمواصلة الإنجازات وتحقيق المزيد من التميز والإجادة والريادة في كافة مجالات الحياة المعاصرة، بالاستثمار الأمثل للموارد البشرية و الموارد الطبيعية ؛ في سبيل نقل السلطنة إلى نمو مستدام.
لقاءات شبابية
الجدير بالذكر بأنه وترجمة للتوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم –حفظه الله ورعاه- حول أهمية التواصل مع الشباب، فقد نظمت محافظة مسقط خلال الفترة القريبة المنصرمة سلسلة من اللقاءات استهدف فئة الشباب في مختلف ولايات المحافظة، وذلك بالتنسيق مع مكاتب أصحاب السعادة الولاة وفق برنامج زمني محدد.
وسعت المحافظة من خلال تلك اللقاءات إلى الاستماع إلى رؤى الشباب، وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم، وتعريفهم برؤية المحافظة، واستعراض المشاريع الإنمائية والخدمية بالولايات، وتوضيح أهداف الخطط التنفيذية للمرحلة المقبلة، بالإضافة إلى مناقشة الأفكار والتطلعات المطروحة من قبل شباب المحافظة.