وقف شامل لإطلاق النارفي سوريا اليوم

الحدث الأحد ٠١/مايو/٢٠١٦ ٠١:٣٠ ص
وقف شامل لإطلاق النارفي سوريا اليوم

موسكو – – وكالات

ذكرت وكالة ايتار تاس نقلاً عن مصدر لم يتم كشف النقاب عنه أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل في سورية اعتبارا من اليوم السبت. وقالت وكالة «تاس» إن «يوم الصمت» سيشمل في المقام الأول محافظات حلب واللاذقية ودمشق، التي شهدت قتالا مكثفا ضد الجماعات المسلحة في الآونة الأخيرة.

يذكر أن روسيا وأمريكا توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في البلاد التي تعاني من ويلات الحرب في فبراير الفائت، إلا أن الاتفاق لم يكن يشمل القتال ضد التنظيمات الإرهابية المصنفة من قِبل الأمم المتحدة مثل داعش وجبهة النصرة المنتمية لتنظيم القاعدة. ونقلت وكالات أنباء روسية أمس الجمعة عن المعارض السوري قدري جميل قوله إن «نظام الصمت» في سوريا الذي اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة سيطبق في حلب ودمشق واللاذقية.

استئناف قصف حلب

من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول بالدفاع المدني ووسائل إعلام سورية رسمية إن ضربات جوية على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وقصفا لمناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب استؤنف أمس الجمعة بعد هدوء لفترة وجيزة عند الفجر. وقال المرصد إن طفلا واحدا على الأقل قتل وأصيب خمسة أشخاص في ضربات جوية أمس الجمعة على مناطق خاضعة للمعارضة.

جاءت الضربات في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه وسائل إعلام روسية رسمية عن الاتفاق على «نظام تهدئة» برعاية موسكو وواشنطن يطبق لمدة 24 ساعة في دمشق والمناطق المحيطة بها ولمدة 72 ساعة في اللاذقية. وقال بيبرس ميشال المسؤول في الدفاع المدني بمناطق خاضعة للمعارضة في حلب إن المدينة شهدت عدداً من الهجمات الجوية صباح أمس وقع كثير منها قرب مساجد وإن إحداها أصابت عيادة طبية في حي المرجة. وقال التلفزيون السوري الرسمي إن عدداً من الأشخاص أصيبوا واشتعلت النيران في مبنى نتيجة قصف لأحياء خاضعة للحكومة في حلب أمس الجمعة.

وقال المرصد إن الغارات الجوية على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب أسفرت عن مقتل 123 مدنياً بينهم 18 طفلاً خلال الأيام السبعة الفائتة.

وأضاف أن 71 مدنياً بينهم 13 طفلاً قتلوا في قصف شنه مقاتلو المعارضة على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بالمدينة خلال الفترة نفسها. وأشار إلى أن ثمانية مدنيين آخرين بينهم ثلاثة أطفال قتلوا في قصف شنته الحكومة على مناطق خارج سيطرتها في حلب.

هجوم مرتقب

من جهة أخرى كشف مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة بجنيف ألكسي بورودافكين النقاب عن أن الجيش السوري بدعم من سلاح الجو الروسي يخطط للهجوم باتجاه دير الزور والرقة.
وذكّر بورودافكين امس الجمعة أن الهدنة لا تشمل تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من المجموعات الإرهابية، مشيراً إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي ينص على ضرورة محاربة المتطرفين.
ونقلت شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية عن المندوب الروسي قوله «هكذا تعمل القوات المسلحة السورية بدعم من القوات الجوية الروسية، ونتيجة هذا العمل تم تحرير تدمر، والآن يجري الإعداد لعمليات هجومية لاحقة باتجاه دير الزور والرقة. ضد هذه المجموعات بالذات».
وأكد بورودافكين أن نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا يشمل الفصائل التي انضمت إليه رسميا عبر المركز الروسي للمصالحة في حميميم أو الهيئات الأمريكية في عمان فقط، وقال «إذا لم تقم الفصائل المسلحة غير الشرعية بهذا فلا يحق لها أن تشكو أن نظام وقف الأعمال القتالية ينتهك ضدها». وأشار بورودافكين إلى تقدم معين في فصل فصائل المعارضة المسلحة عن «جبهة النصرة» وانضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية في البلاد.
يذكر أن القوات الجوية الروسية المنتشرة في سوريا منذ الثلاثين من سبتمبر الفائت تقدم دعماً جوياً للقوات السورية في قتالها ضد التنظيمات الإرهابية في البلاد.

اتهامات

في الوقت نفسه أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها بشأن إنزال عسكريين أمريكيين في سوريا دون تنسيق مع حكومة البلاد، معتبرة ذلك خرقاً لسيادة سوريا. وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي امس الجمعة رداً على إنزال 150 عسكريا أمريكيا في مدينة رميلان بشمال شرق سوريا، «إذا تحدثنا عن موقف وزارة الخارجية فإننا بالطبع لا يمكن ألا نشعر بالقلق بشأن عدم تنسيق مثل هذه الخطوات الأمريكية مع الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية. إن ذلك خرق للسيادة»، بحسب قناة «روسيا اليوم». كانت سوريا قد أدانت أمس الأول الخميس بشدة «العدوان» السافر المتمثل بدخول 150 جنديا أمريكيا إلى أراضيها في رميلان، مؤكدة أن هذا التدخل «مرفوض وغير شرعي» وجرى دون موافقة الحكومة السورية.

مصدر كردي

كان مصدر أمني كردي، لم تتم تسميته، قد كشف الأربعاء الفائت في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية النقاب عن وصول 150 جنديا أمريكيا إلى منطقة عسكرية في مدينة الرميلان بريف الحسكة الشرقي الواقع تحت سيطرة «وحدات الحماية الكردية». وأشار المصدر إلى أن بين هذه القوات مدربين وأمنيين تابعين للاستخبارات الأمريكية، وهم الآن تحت حماية قوات الأسايش.
يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أعلن يوم الاثنين الفائت عن عزم بلاده إرسال قرابة 250 جندياً إضافياً إلى سوريا من أجل تقديم الدعم للقوات المحلية في مكافحة تنظيم داعش.‏‏

مخاطر كبرى

من جانبه حذّر يان اجلاند كبير مستشاري ستيفان دي ميستورا والمعني باجتماعات ممثلي المجموعة الدولية المنبثقة عن مؤتمر ميونيخ والمختصة بالشان الإنساني في سوريا، من أن مخاطر كبرى تتهدد الوضع الإنساني في سوريا خلال الساعات والأيام المقبلة، وقال إن حياة المدنيين في خطر، وأن المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى المحاصرين والمحتاجين في خطر، إضافة إلى أنه يتم قصف العاملين في المجال الإنساني ويجري استهدافهم. وقال اجلاند إن الاجتماع الذي عقد مساء أمس الأول في جنيف لممثلي المجموعة الدولية لدعم سوريا حول الشأن الإنساني قام بتقييم ما جرى من بداية العام وحتى الآن، وكشف عن أنه تم الوصول بالمساعدات حتى الآن إلى أكثر من 50 % في المناطق المحاصرة، ممن يجب أن تصل اليهم المساعدات، بينما وصلت إلى حوالي 11.6 % للموجودين في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وأضاف أن اجمالي من وصلت اليهم المساعدات بلغ حوالي 778 ألفا و175 محتاجا سوريا في الأشهر الأربعة الفائتة، وأن هذا التقدم قد لا يدوم إذا استمر القصف واستهداف العاملين في المجال الصحي والإغاثي، وأشار إلى أن حملة تطعيم الأطفال السوريين ضد الأمراض المعدية باتت هي الأخرى في خطر، حيث هناك حاجة للوصول إلى مليوني طفل ثلاث مرات.

تصعيد فتاك

من جهته قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين أمس الجمعة إن تصاعد وتيرة العنف في سوريا حيث تهاوى اتفاق هدنة هش وانهارت محادثات السلام قد يؤدي إلى مستويات جديدة من الرعب وإن كل الأطراف أبدت «استخفافا شنيعا» بحياة المدنيين. وحث زيد في بيان كل الأطراف على التراجع عن العودة إلى الحرب الشاملة وقال «كان وقف الأعمال القتالية ومحادثات السلام أفضل سبيل وإذا تم التخلي عنهما الآن فأخشى مجرد التفكير في مدى الرعب الذي سنشهده في سوريا.
«يعود العنف إلى المستويات التي شهدناها قبل وقف الأعمال القتالية. هناك تقارير مزعجة للغاية عن حشود عسكرية مما يشير إلى استعدادات لتصعيد فتاك».
وتهدف محادثات السلام في جنيف إلى إنهاء الحرب التي فجرت أسوأ أزمة لاجئين في العالم وسمحت بصعود تنظيم داعش وجذبت قوى إقليمية وعالمية للتدخل لكن المفاوضات أخفقت وانهار وقف الأعمال القتالية الذي أتاح إجراءها.

ودمرت غارات جوية في وقت متأخر من يوم الأربعاء مستشفى وقتلت العشرات بينهم أطفال وأطباء في هجوم على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب. وقال مسؤول أمريكي إن الحكومة السورية شنت الهجوم بمفردها على ما يبدو.