تقرير اخباري ليبيا تترقب عملية تحرير سرت عقب اتصالات بين المجلس الرئاسي الليبي مع الجيش والقيادات العسكرية

الحدث الأحد ٠١/مايو/٢٠١٦ ٠١:٢٥ ص

طرابلس –
كشف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج النقاب عن أن المجلس بالتنسيق مع وزير الدفاع في حكومة الوفاق العقيد المهدي البرغثي، بدأ الاتصال بجميع قيادات الأركان والقيادة العامة للجيش وبكل القيادات العسكرية في الشرق والغرب والجنوب، لوضع الترتيبات اللازمة لمباشرة عملية تحرير سرت (من داعش)، وخاصة تحديد المتطلبات المالية والفنية العسكرية، وكذلك إيجاد غرفة مشتركة للعمليات تضمن مشاركة القوات المسلحة الليبية في كافة أنحاء البلاد.

وقال السراج في كلمة وجهها للشعب الليبي عبر القنوات الفضائية الليبية ليل الخميس «إن الانقسام السياسي في البلاد أدى إلى حالة عدم ثقة بين الليبيين، ولذلك نسعى ونتطلع إلى تنظيم الجهود من أجل خوض معركة الوطن للقضاء على داعش في سرت والمناطق المجاورة وبمشاركة جميع الأطراف»، محذراً بـ«أنه لن يسمح بأن تكون معركة تحرير سرت خاضعة للمساومات السياسية والمكاسب الآنية، لقد آن الأوان لاجتثاث داعش من كل أنحاء البلاد» بحسب بوابة الوسط الإخبارية الليبية.

واعتبر السراج أن شرعية المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عنه «نابعةٌ ومستمدةٌ من توافق الليبيين، وقد جاءت بعد حوار ليبي- ليبي دام قرابة العام والنصف، شهدت فيه البلاد فرقة وصراعات وانقسامات في مؤسسات الدولة، بما انعكس سلباً على الوطن ووحدة أراضيه، واجتمعنا مع الفرقاء والمشككين في جدوى الاتفاق السياسي ونتائجه، في محاولات لتقريب وجهات النظر».

ودعا رئيس المجلس الرئاسي «مجلس النواب كطرف من أطراف الاتفاق السياسي ضرورة استكمال استحقاقاته كونه الجسم التشريعي الوحيد في البلاد»، كما طلب من كافة الأجسام المنبثقة من الاتفاق السياسي «الالتزام بالصلاحيات الممنوحة لها دون أي تجاوز، من شأنه إرباك المشهد وزيادة التوتر والخلاف»، منبهاً «لم يعد هناك وقت لنضيعه في مناورات سياسية لذلك نعمل دون كلل أو ملل لاستكمال الاستحقاقات الواردة في الاتفاق السياسي».

وأشاد السراج بلجنة استلام مقرات الدولة بالتنسيق مع لجنة الترتيبات الأمنية ووزارة الداخلية «حيث تمكنت من استلام عدد من المقار، والباقي خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث تكون وزارة الداخلية وحدها المعنية بتأمينها»، مشيراً إلى «تواصل المجلس الرئاسي مع القيادات العسكرية والتشكيلات المسلحة في كل مكان، ولمسنا حرصهم وجديتهم في المساهمة معاً لبناء دولة المؤسسات والقانون».

يذكر أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية وصل إلى العاصمة طرابلس بحراً في التاسع والعشرين من الشهر الفائت ويتخذ من قاعدة بوستة البحرية مقراً لها ويسعى لتسلم مقرات الوزارات حتى يتمكن من إدارة شؤون البلاد.

يشار إلى أن المجلس تسلم حتى الآن مقرات سبع وزارات، وهي المواصلات والحكم المحلي والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية والخارجية والأوقاف والشؤون الإسلامية والتخطيط.

على الصعيد الميداني، اعلن الجيش الليبي الأربعاء الفائت أن المعركة ضد داعش والتنظيمات الداعمة لها قد حسمت في مدينة بنغازي وسيعلن تحريرها من هذه التنظيمات بمجرد تطهيرها بالكامل من الألغام والمتفجرات، كما اعلن الجيش انه في انتظار الأوامر للتوجه إلى سرت الخاضعة لتنظيم داعش لتحريرها بعد تطهير درنة من التنظيم.
ودعت الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، الجماعات المسلحة في بيان في وقت سابق، إلى عدم القيام بأي حملات على مدينة سرت الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش لحين إنشاء قيادة عسكرية موحدة.
وجاء البيان وسط إشارات إلى أن فصائل من شرق وغرب ليبيا ربما تستعد للتقدم نحو سرت رغم أنه تم الإعلان أكثر من مرة عن عمليات مشابهة في الأشهر القليلة الفائتة دون تنفيذها.
ويسيطر داعش على سرت منذ 2015 واستغل صراعا بين تحالفين فضفاضين من الفصائل المسلحة دعم كل منهما حكومتين متنافستين في ليبيا، ليستولي على شريط طوله 250 كيلومترا من الساحل حول المدينة الواقعة على البحر المتوسط بين قاعدتي قوة الشرق والغرب.
وتأمل الدول الغربية في أن تتمكن حكومة الوحدة الوطنية التي وصلت إلى طرابلس الشهر الفائت، من إقناع الجماعات المسلحة الليبية بالتعاون ضد التنظيم المتشدد.
وقال المجلس الرئاسي الذي يقود حكومة الوفاق الوطني إنه يرحب بالتحركات من الجماعات المختلفة والقوات المسلحة لمحاربة الدولة الإسلامية في سرت لكنه حذّر من أن هجوما غير منسق قد يؤدي لحرب أهلية.

وقال المجلس في بيان إن في غياب التنسيق والقيادة الموحدة فالمجلس يعبّر عن قلقه من أن المعركة في سرت ضد تنظيم داعش ستكون مواجهة بين تلك الجماعات المسلحة، وأضاف أن مثل هذا الصراع سيكون في مصلحة داعش.

وأضاف البيان أن المجلس بالتالي بصفته القائد الأعلى للجيش يطلب من كل القوات والجماعات المسلحة الليبية الانتظار لحين تعيين قيادة مشتركة لعملية سرت.

وترسخ حكومة الوفاق نفسها بالتدريج في العاصمة لتحل محل الإدارة التي أعلنت من جانب واحد في العاصمة.

لكنها لم تتمكن من الحصول على تصديق مجلس النواب وهو البرلمان الموجود في الشرق وسط معارضة من حلفاء قائد قوات الشرق خليفة حفتر.
ويخشى حلفاء حفتر من أن الحكومة الجديدة لن تتمكن من توفير الحماية للجيش وعارضوا بندا يعطي الحكومة سلطة التعيينات العسكرية.
وحقق الجيش في الشرق مكاسب ملحوظة على الأرض في مواجهة الإسلاميين ومعارضين آخرين في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.
وقال الجيش أمس الأول الخميس إنه على أتم الاستعداد لمعركة سرت وينتظر الأوامر من حفتر.
وقال شهود لرويترز إن العشرات من العربات المدرعة وعربات الإسعاف تحتشد للعملية.

وظهرت تقارير وصور على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الفائتة تظهر كتائب من مدينة مصراتة في الغرب وهي تحتشد لعملية في سرت أيضا.

ولم يتسن الوصول على الفور لأفراد من غرفة العمليات العسكرية في مصراتة لتأكيد تلك التقارير لكن قادة من المدينة أكدوا من قبل أنهم يعتزمون شن هجوم.

وتتسم كتائب مصراتة بالقوة العسكرية منذ لعبت دورا بارزا في الحملة التي دعمها حلف شمال الأطلسي للإطاحة بمعمر القذافي في 2011. وتخلت فصائل من مصراتة عن العمليات البرية ضد تنظيم داعش في سرت العام الفائت لكنها واصلت تنفيذ ضربات جوية على المدينة.

ونفى مسؤولون عسكريون في شرق ليبيا وجود أي تنسيق مع القوات في مصراتة بشأن هجوم جديد على سرت.