شكراً للمتطوعين

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٦/ديسمبر/٢٠٢١ ٠٨:٢٥ ص
شكراً للمتطوعين
محمد بن رامس الرواس

بقلم : محمد بن رامس الرواس

«العمل التطوعي ببساطة هو اليد التي تصنع العطاء للوطن وللجميع دون مقابل»

منذ العام 1985م وبالتحديد في 5 ديسمبر من كل عام تحتفل الجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم العالمي للمتطوعين وتقوم خلاله بالإشادة بجهودهم من أجل تعزيز قيمتهم بالمجتمعات وتوجيه الأنظار اليهم خاصة لتلك الفرق التطوعية التي تضم جموع المتطوعين المساهمين حول العالم لتحقيق التنمية المجتمعية بمحيطهم الإقليمي ، هذا بجانب انها تعتبرهم شركاء حقيقيين في برامج العمل الخيري، فهم أيادي بذل وعطاء يجب ان نشد عليها لأجل قيامها بمزيد من الجهد والعمل في مجالها بوتيرة أكبر واقوى.

إن ثقافة العمل التطوعي بالسلطنة هي بالأصل فطرة إنسانية ، وتوجيه رباني دعا اليه ديننا الحنيف حث عليه المولى عزوجل بالقرآن الكريم ، وأشاد بمن يقوم به نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، والحديث عن العمل التطوعي بعُماننا الحبيبة ذو شجون وهو يمثل تعاضداً وتلاحماً في وجوده على ارض الواقع ،والقيام به جسد جملة من المهام رسخت القّيم العُمانية والإنسانية بالمجتمع منها انه صنع صوراً للتحول للحقيقي في المجتمع ، فمنذ التجربة الأولى لجمعيات المرأة العُمانية بالولايات في مطلع عصر النهضة المباركة وقيامها بالأعمال التطوعية الخيرية للأسر والمحتاجين والمعوزين ، فكانت وريادتها في هذا المجال التطوعي الخيري بذرة مباركة ،فلقد اصبح اليوم لدينا بالسلطنة ما يزيد عن 66 جمعية خيرية تشتمل على كافة مناحي العمل الخيري وتفرز لنا آلافاً من الشباب المتطوعين .

لقد كانت التجربة الأكثر اثارة في العمل التطوعي بالسلطنة تلك التي أعلنت بكل جدارة ان السلطنة بشبابها ومتطوعيها قادرة بفضل المولى عز وجل لانجاز مهامها التطوعية بأفضل ما يكون ، كانت تلك تجربة إعصار جونو 6 يونيو 2007م الذي ضرب فيه المتطوعون العمانيون أروع الامثال ، وسطروا أجمل التضحيات ، لقد كانت تجربة عُمانية خالصة دُونت فيها وعنها مئات القصص والحكايات الواقعية في شتى مجالات العمل التطوعي وفي مقدمتها المعونة ، وحفظ البيئة ، ونشر أوجه العطاء والبذل للوطن، وليس ببعيد عنا اعصار شاهين هذا العام الذي برزت وتجسدت فيه معاني العمل التطوعي في ابهى حللها وهي ترسخ اللحمة الوطنية حين تنادت الفرق التطوعية وأهل الخير من كل حدب وصوب بالسلطنة للتخفيف عن إخوانهم المتضررين ، ووقفت هذه الفرق بجانب الأجهزة الحكومية كتفاً بكتف تساندها حتى زال الأثر وبقت المحبة والتالف تحكى ما حدث، لذا أصبح للعمل التطوعي بالوطن أدوار شتى ومهام أكثر شمولية ونتائج عظيمة بالمجتمع لأنه جسد ترسيخ قيمه وأهمية التكافل المجتمعي من خلال العمل التطوعي عند الازمات ،فأصبح العمل التطوعي ملهماً للإرادة لدى الشباب العُماني باتجاه بذل الجدية والالتزام والتضامن ، ولقد قدم العمل التطوعي جهوده الملموسة والمبذولة أثناء التصدي لكوارث عصفت بأجزاء من الوطن وجوائح المت به ، فبرز المتطوع العُماني كنموذج للمتطوع بامتياز عندما تمسك بفطرته وقيم دينه ومجتمعه فجسد أفضل الصور وظهر بأوفى القّيم المجتمعية وأنجز مهامه الجليلة كالمعتاد.

ختاماً أن مثل هذه المناسبات الدولية في الخامس من ديسمبر تُعد فرصة لتسليط الضوء على جهود الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية وتكريمها وشكرها والاشادة بجليل اعمالها ودعم التدابير التي تقوم بها لانهم شركاء في التفاعل ومساندة المجتمع ونشر ثقافة التطوع لان هدفهم النبيل ومقاصدهم الخيرة هي التخفيف قدر المستطاع لأية معاناة يشعر بها المجتمع.