السياسة العمانية.. كل شيء بحكمة ومقدار

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٦/ديسمبر/٢٠٢١ ٠٨:٢٠ ص
السياسة العمانية.. كل شيء بحكمة ومقدار
خالد عرابي

بقلم : خالد عرابي

لطالما وما زلت بحق وصدق ويقين قاطع ومن كل قلبي وعقلي و يقيني مولع بالسياسة العمانية الحكيمة و الرصينة والهادئة، والتي تعلمت منها على المستوى الشخصي الكثير، لدرجة أنني أشعر أنها غيرت حياتي رأسا على عقب فأكسبتني الكثيييير من الأشياء والإيجابيات التي التي انعكست وبكل صدق وأمانة إيجابا على حياتي الخاصة والعامة .

وبالأمس وبينما أقرأ البيان العماني للإعلان عن الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة إلى السلطنة اليوم، وبالطبع وقبل أيام قليلة كانت زيارة دولة وتاريخية ناجحة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله و رعاه- إلى دولة قطر الشقيقة وإجراء جولة من المباحثات الناجحة مع أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة - حفظه الله و رعاه- وحققت العديد من النتائج المثمرة على البلدين والشعبين الشقيقين..

وقبلها بنحو أربعة شهور فقط وفي يوليو الماضي أيضا زيارة دولة وتاريخية ونالت وبصدق قدرها وقيمتها وتقديرها السياسي والإعلامي فكان لها صداها العالمي إنها الزيارة التاريخية وزيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله و رعاه- إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، كيف حققت هذه الزيارة التاريخية التي كانت أول زيارة خارجية لجلالة السلطان هيثم بن طارق منذ توليه مقاليد الحكم في يناير 2020 ..

وأنا أتأمل بالأمس بيان الإعلان عن زيارة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلطان إلى السلطنة اليوم، وتوقيت الزيارة غلب على تفكيري الحس الصحفي وسألت نفسي سؤلا: لو أردت أن أكتب عنوانا مختصرا شاملا ودقيقا يصف السياسة العمانية في ظل هذه الزيارات الخارجية و الترحيبية للسلطنة ولحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه-، والتي تعكس إجمالا وتفصيلا سياسة السلطنة عموما، والتي لا يدرك جوهرها ولا حقيقتها إلى من عاش وأحبها وانغمس فيها ليدرك بعضا من تفاصيلها وذكائها وحنكتها وحمكتها، وجاء معي ويعلم الله بما أكتب و أقول- وجملة واحدة وتفصيلا وبدون محاولات هذا الوصف الذي ذكرته في العنوان: "السياسة العمانية.. نموذج فريد للتوازن والتواضع، وكل شيء بحكمة ومقدار" .. و بكل صدق وأمانة أيضا حاولت بعدها أن أجد عنوانا آخر أو أغير في هذا العنوان والوصف فصدقوني لم أجد أفضل من هذا ووجدت أنه –ومن وجهة نظري- أنه التوصيف المناسب والحقيقي للسياسة والحكمة والتعامل والتعاطي العماني مع مختلف القضايا والمستجدات وإجمالا السياسة العمانية الداخلية والخارجية .

فلطالما تأملت في القرارات والبيانات والسياسة العمانية جملة وتفصيلا ولطالما وجدت أنها وبحق يسودها وبصدق نوع رهيب من الحكمة والحنكة وإتخاذ القرارات بدراسة بهدوء وتأني وتوازن وحكمة وعقلانية وموضوعية، ولذا فيا سبحان الله تأتي دائما في محلها وناجحة رصينة ومحققة للنتائج المرجوة ولم يخالفها الصواب ..

فعلى مستوى الزيارات التي تمت سواء الخارجية أو التي استقبل فيها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله و رعاه- حتى الآن لنجد أن أول زيارة تاريخية له إلى الشقيقة المملكة العربية السعودية، ثم الزيارة التالية إلى دولة قطر الشقيقة، وغدا استقبال لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان .. إنها بحق زيارات ومباحثات وتاريخية مدروسة بكل حكمة عناية واقتدار .

إن ما يحدث اليوم على مستوى السياسة العمانية ليشعرني بأنها ثابتة متينة ورصينة، و أنها لم تختلف ولم تتغير - قيد أنملة- عن السياسة التي رسمها واختط معالمها وملامحها السلطان الراحل المغفور له بإذن الله تعالى قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ، والتي أعلنها بكل فخر وصراحة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله و رعاه – حينما أعلنها للعالم في خطابه التاريخي خطاب تولي العرش في فبراير الماضي حيث قال: " لقد عرف العالم عمان عبر تاريخها العريق والمشرف كيانا حضاريا فاعلا ومؤثرا في نماء المنطقة وازدهارها واستتباب الأمن والسلام فيها تتناوب الأجيال على إعلاء رايتها وتحرص على أن تظل رسالة عمان للسلام تجوب العالم حاملةً إرثا عظيما وغايات سامية تبني ولا تهدم تقرب ولا تبعد وهذا ما سنحرص على استمراره معكم وبكم لنؤدي جميعا بكل عزم وإصرار دورنا الحضاري و أمانتنا التاريخية".. وها هو اليوم يؤكد ويبرهن ذلك وبالدليل القاطع وبالفعل فيا سبحان الله ما أشبه اليوم بالبارحة الأمور تتحقق وحتى الزيارة التاريخية الأولى التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- تكون للشقيقة المملكة العربية السعودية وهذا ما حدث تماما مع السلطان الراحل "رحمة الله عليه" حيث كانت أول زيارة وتاريخية خارجية له إلى المملكة العربية السعودية ..

إنها بحق السياسة العمانية الحكيمة والمتأنية والهادئة والرصينة التي تتأمل وتفكر وتنجز وتتخذ القرارات دون طنين أو ضجيج .. والتي قد يرى البعض أنها صامتة أو هادئة زيادة عن اللزوم، ولكن ليقول من يقول ولينتقد من ينتقد، فمن الناجح ومن الكاسب ومن المحقق للأهداف والذي تلقى قراراته بكل قبول وترحاب والمرحب به عالميا في النهاية؟ إنها سلطنة عمان وقيادتها ..

حفظ الله سلطنة عمان قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء وحفظ الله أمتنا ودولنا وشعوبنا العربية جمعاء، ولكن أتمنى أن يتعلموا من السياسة العمانية التي تعمل بحكمة وفي صمت وهدوء ودون طنين أو ضجيج فتعطي طحين فاخر عكس التي تعمل في طنين وضجيج بلا طحين.