شواهد وصروح ثقافية تعكس العمق الحضاري لسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية

بلادنا السبت ٠٤/ديسمبر/٢٠٢١ ١٨:٥١ م
شواهد وصروح ثقافية تعكس العمق الحضاري لسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية

العمانية - الشبيبة 

تتميز العلاقات بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية في بُعدها الثقافي كونهما ذاتَي جذورٍ تاريخيّةٍ وحضاريّةٍ واحدةٍ، حيث امتداد الرقعة الجغرافية الواحدة ببيئاتها وتنوعاتها وتعدد مناخاتها وطقوس معيشتها طبقًا للظروف المناخية والجغرافية بصورة عامة.

 

وأوجد هذا التنوع والتعدّد على مرّ العصور والأزمان تعاقب حضارات عديدة تمتد إلى أعماق الـتاريخ وتصل بشواهدها الحضارية إلى وقتنا الراهن لتشكل معالم تراثية وثقافية ذات خصوصيات متفردة ومهمة احتواها سجل المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) كمنجزات قيّمة من تأريخ وتراث وثقافة الحضارات الإنسانية.

ففي هذا الشأن الثقافي الفكري الإنساني تحدث عددٌ من المسؤولين والمهتمين من الكتّاب والأدباء من سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية الشقيقة في تصريحات لوكالة الأنباء العُمانية عن التواصل الثقافي والتاريخي المشترك بين الدولتين الشقيقتين، مؤكدين على عمق العلاقات الاستثنائية الرائدة في هذين المجالين اللذين أسّسا ومنذ أمدٍ بعيدٍ التوافق الأخوي المشترك؛ فقد قال سعادةُ خالد بن سالم السيل الغساني المستشار بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: إن العادات والتقاليد والأعراف والفنون التراثية المختلفة وسلوك وأسلوب حياة المعيشة التي تميز بها أهل تلك البقعة الجغرافية أوجدت لدى تلك القبائل والشعوب التي تنحدر من أصول واحدة، ثقافة مشتركة في عمومها، رغم تفرّد وخصوصية البعض منها تبعًا لنمط معيشة كل منها واختلاف بيئاتها مضيفًا إلى أنها ثقافة تأصّلت وتجذّرت مع مرور الوقت واكتست طابعًا مميزًا لإنسان تلك المنطقة، وامتدت لتصل تأثيراتها إلى بقاع شتى من العالم.

ووضح سعادتُه أن حجم البرامج والأنشطة والخطط والفعاليات الثقافية المبرمجة وفقًا لأحكام وظروف خاصة، بشكل ثنائي بين البلدين الشقيقين أو ضمن منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، شكّل أسسًا مثالية لتمتين وتجديد وتطوير وتبادل المعلومات والخبرات، ووثق بالتالي عُرى العلاقات التأريخية وأصّلها وربطها فيما يمكن أن يشكل منظومة ذات ديمومة واستمرارية قادرة على إحداث الفارق الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف المشتركة من مثل هذه البرامج والفعاليات وضمان جودتها واستمراريتها.

وذكر أن حجم المواقع السياحية والتراثية وتعدّد الفنون الشعبية وتنوّع البرامج والأنشطة التي تقام في كلي البلدين علاوة على القاعات المهيّأة والمكتبات ودور العرض والمتاحف ومراكز الابتكار العلمي وسواها كفيل بجعل العلاقات الثقافية بينهما أكثر قدرة على إيجاد مزيد من الفرص الإيجابية للشباب على وجه الخصوص وعموم المشتغلين والمهتمين في أنشطة وأعمال المبادرات الثقافية والعلمية والمجتمعية، وبالتالي انعكاس ذلك على المجتمعين.

وقال سعادةُ خالد بن سالم السيل الغساني المستشار بوزارة الثقافة والرياضة والشباب إن الزيارةَ التاريخيةَ للمقام السامي لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه / إلى المملكة العربية السعودية خلال شهر يوليو الماضي، بدعوة كريمة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية تعدّ الزيارة الرسمية الأولى لجلالةِ السُّلطان /أعزّه الله/ منذ توليه الحكم وجاءت لتؤكد على كل ذلك وتحثُّ على إيجاد كل ما من شأنه أن يعزّز ويقوّي العلاقات الثنائية في شتى المجالات، لتشكل حدثًا تأريخيًا مهمًّا على صعيد العلاقات الأخوية العمانية / السعودية وعلى مختلف المستويات والصُعد.

وأضاف سعادته أن الزيارةَ السّامية لجلالةِ السُّلطان /أبقاه الله/ وسّعت من أبواب تمتين وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وفتحت آفاقًا أكثر سعةً ورحابةً في تبادل المصالح والخبرات والاستفادة من الإمكانات المتاحة لدى الشعبين الشقيقين نظرًا لما يحظيان به من مقدرات ثقافية ورصيد حضاري ممتد، علاوة على المكانة الروحية للمملكة العربية السعودية الشقيقة مهد الديانة الإسلامية وقبلة الأمة الإسلامية من خلال احتضانها المقدسات الإسلامية كافة لاسيما الكعبة المشرفة وقبر رسول الأمة سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، بالإضافة إلى ثقلها الاقتصادي والسياسي في العالم .

 

وأشار إلى أن المتابع للمشهد سيكتشف عما قريب القفزة التي ستتحقق في مجالات التعاون والشراكة في مختلف جوانب الحياة نظرًا لما تحظى به هذه العلاقة من دعم ودفع من قبل الإرادة السياسية في البلدين وسيمثل المنفذ الحدودي بين البلدين المتوقع افتتاحه قريبًا، فتحًا كبيرًا في انسيابية الحركة والتبادل بين الشعبين وبالتالي زيادة حجم المشروعات والبنى الأساسية والتكاملية، علاوة على ما سيُسهم به في سهولة وتيسير وسرعة وسلاسة الحركة والتنقل بين الجانبين للمشاركة وتنظيم الفعاليات والبرامج الثقافية والاجتماعية المختلفة، الأمر الذي سيعني بشكل أو بآخر تعاونًا فعّالًا في الميادين الثقافية سيتحول تاليًا بدعمٍ ورعايةٍ من قيادتي البلدين وحفاوةٍ وترحيبٍ كبيرين من قبل أبناء الشعبين، إلى نتاجٍ معرفيٍّ ونشاطٍ فكريٍّ ملحوظٍ في المنطقة نظرًا لما يتمتع به البلدان من إمكاناتٍ ومقوماتٍ قادرة على قيادة وإدارة عجلة كل ذلك.

من جانبه أكد الناقد والإعلامي السعودي محمد بن عبد الله بودي، رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي، والأمين المساعد لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب على أن العلاقات السعودية العمانية تضرب جذورا في أعماق التاريخ، فكلا الشعبين الشقيقين امتداد لأصل واحد تجمعهما عقيدة واحدة ومصير مشترك وجوار حميم يزدان بالترابط والتلاحم والتراحم، ويمثل النسيج الاجتماعي والنسيج الثقافي من أبرز مظاهر هذا العمق الرصين.

فالعلاقات الاجتماعية وروابط الرحم والنسب تتمثل في الأسر السعودية وخؤولتهم من الأسر العمانية وكذلك الأسر العمانية وخؤولتهم من الأسر السعودية، والعديد من المكوّن السكاني في المملكة العربية السعودية هم من أصول عمانية وكذلك في سلطنة عُمان العديد من المكون السكاني من أصول سعودية، فهذا التمازج يمثل روح الجسد الواحد الذي يمثله الإنسان في دول الخليج العربي بوجه عام وفي المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان بوجه خاص.