بقلم : سالم الحبسي
بلادُ العُربِ أوطاني / مِنَ الشَّامِ لِبغدانِ
ومن نَجدٍ إلى يمنِ / الى مِصرِ فتطوانِ
فلا أحدٌّ يُباعِدُنا / ولا دينٌ يُفرقنا
لسانُ الضاد يَجمعُنا / بغسانِ وعدنانِ
تتجلى في كأس العرب التي تقام بالدوحة "بلاد العرب" التي حفظناها عن ظهر قلب منذ نعومة أظافرنا ونحن على مقاعد الدراسة والتي نعيشها اليوم بعد خمسة عقود بكل اتراحها وافراحها التي مرت علينا.. كلها تذوب وتنصهر عندما يجتمع العرب في موطن واحد.
لقد وعدت قطر فأوفت .. وتحدت الزمن ونجحت في أن تذيب الحديد .. وفي استاد البيت كان "بيت الكرام ومنزل الأضياف" ليس كرم الضيافة فحسب فالكرم الحاتمي عنوانهم.. وليس ابتسامة وبشاشة الوجوه في الاستقبال والتعامل اليومي فحسب وليس تجملا فهم يرون الابتسامة في وجه أخيك صدقة.
أدق التفاصيل في كل أجزاء " دوحة العرب" بكتارا حياة وتاريخ الشعوب العربية في مشهد بانورامي وخلية نحل إعلامية تتحرك وترصد اللحظة باللحظة.. حديقة البدع والتي تحمل عنوان الابداع..وسوق واقف الذي يقف شاهدا على الالتحام العربي مع كل الاطياف في كأس العرب التي تسجل حضورا متميزا ومنفردا في نسختها الذهبية العاشرة بختم قطري تاريخي.
"١٦ منتخبا عربيا " يشاركون في النسخة العربية الذهبية بجوائز قيمتها اكثر من "٥٠ مليون دولار" وهذا ليس جديدا في قطر.. فقد تعودت الإدارة القطرية بأن ترفع من قيمة البطولات وتصنع لها علامة رياضية مميزه تتفوق على العلامة التجارية لسيارات المرسيدس..!!
" ١٦ نشيداً وطنياُ عربياً " في الافتتاح البسيط الذي أقل مايمكن ان يقال عنه بأنه إفتتاح خرافي" طاف بأعلام الدول العربية ترفرف فوق هام السحب في رسالة عميقة للعالم بأن العروبة تجمعنا ولا أحد يباعدنا ولادين يفرقنا ولسان الضاد يجمعنا.
تقشعر الابدان في اقل من "٥ دقائق" عندنا تسمع الأذن العربية نشيدها الفلسطيني الأبي في افتتاح الاناشيد الوطنية العربية وفي ختامها تأكيدًا على التضامن العربي لقضيتنا العربية ومصيرنا المشترك.
اذا قلنا بأن القطرييين اليوم أبدعوا فلن نعطيهم حقهم واذا قلنا إنهم أوفوا وانجزوا كذلك فإننا نختزل عملهم في كلمات لاتوفيهم حقهم الحقيقي.. فيكفي بأنهم أعادوا صياغة " بلاد العرب" في وطن رياضي واحد.. فكل تحيه لهامات السحب العاشقة للابداع وبهذه الهامات "قطر ستبقى حرة تسموا بروح الاوفياء" ..فأرتقي هام السماء وملائي الدنيا ضياء واسعدي وانعمي بالرخاء.
سالم الحبسي