عبد الحكيم الصالحي: نريد خشبة مسرح حقيقية

مزاج الثلاثاء ٣٠/نوفمبر/٢٠٢١ ١٣:١٠ م
عبد الحكيم الصالحي: نريد خشبة مسرح حقيقية



حوار - سارة سعود السرحنية*

عبد الحكيم بن سالم الصالحي خريج جامعة السلطان قابوس بكالوريوس تربية رياضية وأخصائي نشاط ثقافي في جامعة السلطان قابوس بعمادة شؤون الطلبة، يعشق التمثيل ويُعبر عن حبه للمسرح بأنه "فصيلة دمه"، عرفنا عبدالحكيم منذ بداية الفن العماني الحديث في مسلسلات كثيرة مثل «درايش» وغيرها. وما يميز عبدالحكيم أنه يعالج القضايا الواقعية بنوع من الدعابة ومازال الصالحي يتميز بالحس الفكاهي في مناقشة قضايا المجتمع ، وطرح أهم المواضيع التي تهم الرأي العام بلباس من نكتة ، يحدثنا عن أبرز إنجازاته وأعماله ورؤيته عن واقع المسرح العماني في السطور القادمة.

بداية المشوار

في سنته الجامعية الثانية اعتلى الصالحي لأول مرة خشبة المسرح في جامعة السلطان قابوس بدأها بـ "سكتش" وتلتها عروض مسرحية بعدها مشاركات على الصعيد المحلي والخليجي والعربي والعالمي.

أعماله

تعددت وتنوعت أعمال الصالحي فعلى صعيد المونودراما كان من أعماله: مجرد نفايات، وفزاعة، والحيالة. أما على صعيد المسرح الكوميدي الشعبي فأبرز أعماله المسرحية: صويلح بن داكن، وحارة البخت، وولد البلد ويصفها بأنها عروض جماهيرية كوميدية بحتة وتناقش قضايا اجتماعية مهمة. أما على صعيد المهرجانات النخبوية والمشاركة بهذه العروض في عديد من الدول تضمنت عدة مسرحيات من بينها: دمية القدر، والعريش، ومدق الحناء، وخيارات في زمن الحرب، وإلى متى، وحوار بين القبور.

العمل الأقرب إلى قلبه 

ذكر الصالحي إن حب فكرة أعمال المونودراما – مسرحية الممثل الواحد - انزرعت فيه في مهرجان دمشق الثالث عشر؛ "مجرد نفايات" العمل الذي كان بمثابة مخاطرة ومجازفة في مسيرة الصالحي هو العمل الأقرب لقلب عبد الحكيم؛ وكان عبارة عن عمل مونودراما كما وإنه لم يتلقَ أي تشجيع من محيطه وإنما واجهوه بالتحبيط.

بالرغم من تلك العقبات التي كانت في طريقه لم تستطع أن تثني رغبة وعزيمة وشغف الصالحي ويعد هذا العمل هو الأول من نوع الـ "مونودراما" في السلطنة حيث حصل الصالحي في هذا العمل على أفضل ممثل دور أول، كما وكان أول عماني يشارك في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، وهو أول عرض يعرض في فرنسا وبريطانيا كعمل عماني للمونودراما، وأضاف قائلا: "صقل هذا العمل الشي الكثير في شخصية الصالحي ويعود لهذا العمل الفضل في إبرازه وزيادة شهرتي”.

 واقع المسرح العماني

وأشار الصالحي -بامتعاض- فيما يخص واقع المسرح العماني إلى" إن الخطط موجودة ومكتوبة وتوجد وزارة مهتمة في هذا الجانب- قاصدًا المسرح العماني- لكن الصدمة تكمن في التنفيذ؛ فالواقع صادم ومخيب ظن كل ممثل مسرحي"، وأردف مبرهنًا على ذلك بقوله "كان من المخطط أن يقام مهرجان المونودراما بتاريخ العاشر من نوفمبر المنصرم، وتشرف عليه الجمعية العمانية للسينما والمسرح. حيث كل المشاركين من الممثلين من بينهم الصالحي قد استعدوا للعرض المسرحي وذلك بعمل بروفات للمشاهد في مسرح الجمعية بالنفس ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أنه تم تغير مقر العرض في أحد مسارح الكليات واصفًا إياه بأنه "لا يحتوي على عمق" وردًآ على هذا التغيير غير المناسب للصالحي اعتذر عن المشاركة في هذا المهرجان إطلاقًا وذلك حسب تعبيره بأن "خشبة مسرح الكلية لا ترقى لتأدية هذا العمل لأن رؤيته وتطلعاته للعمل المسرحي مختلفة كليًا ولا تتناسب مع المسرح البديل"، حيث أبدى الصالحي استغرابه حول وجود مسرح في هذه الجمعية ولكن الجمعية غير قادرة على استخدامه بالشكل المطلوب مما يجعل الجمعية تتوجه بالبحث عن مسرح تقيم فيه العروض خارج مقر الجمعية.

واستكمل الصالحي بعض المعضلات الفنية التي تواجه المسرح العماني عن باقي المسارح الخليجية والعربية، منها مهرجان المسرح العماني الذي يُقام كل عامين، ولكن لا يوجد مسرح مستقل تُقام عليه الأعمال الفنية والمسرحية لهذا المهرجان، فهنا يكمن الاختلاف بيننا نحن في السلطنة وبين الدول الخليجية والعربية، كما وأشار عبد الحكيم إلى الحاجة الملحة لإنشاء وتجهيز خشبة مسرح حقيقية. وأشار الصالحي إلى حقيقة وجود بعض المحاولات الجادة لتوفير مسرح مستقل وهو مسرح الشباب في منطقة روي بمحافظة مسقط التابع لوزارة للجنة الشباب سابقًا، لكن بفعل الأنواء المناخية التي تعرضت لها السلطنة في عام 2007 – إعصار جونو – تدمر المسرح ولم يهتم بإعادة تأهليه أحد من ذوي الشأن -للأسف-!

كما نوّه الصالحي بوجود مسرح آخر تابع لوزارة التراث والثقافة سابقًا في ولاية نزوى ولكن بسبب البعد الجغرافي فالمسرح لم يأتِ أُكله ولا نصيبه من تقديم العروض المسرحية عليه، ويبرر ذلك بقوله بأنه بعيد عن العاصمة وأغلب العروض والمشاركات تكون في مسقط فقط.

ومن جانب آخر، أشاد الصالحي بالطاقات الشبابية المبدعة والعروض الجبارة وبالتجديد المستمر والشغف المتزايد في نفوس الشباب العماني وقدرتهم على التمثيل بجدارة على المسارح المحلية والخارجية قائلاً: "إن ما يحدث اليوم من استمرارية في هذا المجال ما هو إلا اجتهادات شبابية شخصية وهذا بطبيعية الحال مُجهد؛ و لكن الشاب العماني يملك الشغف وبداخله حب المسرح والرغبة الملحة في التعمق بهذا الجانب فعلى سبيل المثال هناك بعض الفرق المسرحية الخاصة ما زالت تبذل جهود كبيرة ذاتية التمويل وتواجه الصعاب والعقبات ف سبيل إقامة العروض المسرحية التي تلاقي في أغلب الأحيان إقبال كبير واستحسان ملفت من قبل الجمهور العماني. 

وذكر الصالحي أنه لا يوجد اهتمام حقيقي وواضح الأبعاد للاهتمام بالمسرح العماني ويرجع ذلك بسبب قلة المعاهد المتخصصة والأقسام الأكاديمية في السلطنة وعجزها عن استقطاب الموهوبين وتدريس الفنون المسرحية خصيصًا لهؤلاء الشباب المولعين بشغف المسرح والتمثيل؛ فهناك قسم أكاديمي واحد فقط معني بالمسرح والفنون المسرحية في جامعة السلطان قابوس حيث تم إيقاف الانخراط في هذا التخصص مؤخرًا وإبقاء التدريس فيه مقتصرًا على المقررات الجامعية الاختيارية.  

وأبدى الصالحي استغرابه من قيام السلطنة بمهرجان محلي واحد كل سنتين فقط من بين 38 فرقة مسرحية موجودة في السلطنة وفوق كل هذا يقام المهرجان في مسارح الكليات الخاصة الغير مهيأة للعروض المسرحية بدلا من مسارح تناسب المؤتمرات والفعاليات الأخرى.

تأثير الجائحة 

نفى الصالحي عن وجود أي تأثير مباشر من جائحة كورونا كوفيد-19 عليه كممثل؛ ففي تلك الفترة قد منعت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع تطورات جائحة كوفيد-19 العديد من التجمعات والمناشط بمختلف أنواعها، ومنع السفر. ولكن هذا لم يدم طويلاً فبعد التعافي الجزئي ورفع قيود العزل سرعان ما أتيحت له الفرصة بالمشاركة في المهرجات العربية حيث قدموا مسرحية مدق الحناء في شهر أغسطس المنصرم في جمهورية مصر العربية ونالوا بذلك المركز على الأول دوليا.

صوت الشعب

ما من قضية تمس الشارع العماني وتشكي عن معاناته إلا ووجدنا الصالحي رمزًا بارزًا في طرحها، وحول تأثير هذا على الجمهور العماني أجاب: إن للحدث الدور الكبير في ذلك وإحساسه بمعاناة الشعب وقربه من الجمهور والواقع، فهو يؤدي هذه المقاطع التمثيلية لحدث "ترند" في السلطنة بحيث يكون حريصًا للغاية على اخراج ونشر المقاطع المصورة بأنها غير مخالفة للقوانين وبعيدة عن التحريض وبعيدة أيضا عن "التطبيل والنفاق والمصلحة الشخصية" على حد قوله. ومن الملاحظ في هذه المقاطع يطغى عليها القالب القصصي السردي من باب الدعابة والسخرية الوسطية عليها ومن باب لفت انتباه الجمهور والتشويق لها وضمان عدم رتابة المادة المقدمة من جانب آخر.

التطلعات والميول 

لا أهداف للصالحي فهو يعمل باستمرارية متى ما وُجد النص المسرحي القوي والمكان المناسب والتأثير القوي للعمل المسرحي. كما ويمتلك شركة بسيطة مصغرة باسمه يقدم فيها الإعلانات التجارية بقالب تمثيلي بمفرده حاليًا، على أمل أن يعمل في المستقبل على إدخال شخصيات أخرى معه في تقديم الإعلانات للشركات والمؤسسات والمشاريع المختلفة.

* تم إعداد هذا الحوار ونشره بناء على متطلبات المقرارات الدراسية لطلبة الإعلام في جامعة السلطان قابوس