مسقط – محمد البيباني
قائمة طويلة من الاغتيالات السياسية شهدها العام، لعل آخرها ما شاهده العالم منذ يومين أثناء اغتيال السفير الروسي بتركيا، قراءة سريعة في الشخصيات التي استهدفتها يد الإرهاب توضح أولاً أن الاغتيال لم يقف عند السياسيين بل إنه امتد ليشمل عسكريين وصحفيين ومثقفين أيضاً، كما توضح أن نصيب العالم العربي من هذه الحوادث يعد مرتفعا وهو ما يعكس حالة الانفلات الأمنية التي تشهدها العديد من أقطاره.
التقرير التالي يستعرض 10 اغتيالات سياسية شهدها العام الجاري والذي يوشك على الرحيل:
10 يناير
خرج لأداء الصلاة قرب منزله فطالته يد المتربصين... العقيد بالأمن السياسي اليمني علي صالح اليافعي طالته يد الغدر خلف مستشفى الوالي في مدينة المنصورة بمحافظة عدن بالقرب من منزلة. العقيد اليافعي كان يعمل في الأمن السياسي بمطار عدن.
22 أكتوبر
من عدن إلى القاهرة وأمام منزله أيضاً، اغتيل ضابط كبير بالجيش المصري، حيث أطلق مسلحون ملثمون النار على العميد أركان حرب عادل رجائي إسماعيل في منطقة العبور، شمال العاصمة المصرية.
وأعلنت جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «لواء الثورة» مسؤوليتها عن الهجوم.
ونشرت الجماعة على حسابها على تويتر أن مجموعة من مسلحيها قاموا «بتصفية رجائي بعدة طلقات في الرأس»، وأضافت أنها استولت على سلاحه.
وكانت الجماعة نفسها تبنت استهداف أفراد شرطة في أحد الكمائن الأمنية بمحافظة المنوفية في دلتا مصر أغسطس الفائت في هجوم أسفر عن مقتل شرطيين وإصابة 5 أفراد بينهم مدنيان.
ونادرا ما يُستهدَفُ ضباط بهذا المستوى بالجيش المصري بشكل مباشر من قبل مسلحين بعيدا عن منطقة العمليات شمال سيناء التي يواصل فيها الجيش والشرطة المصريان منذ أكثر من ثلاث سنوات عمليات عسكرية ضد مسلحين.
25 أبريل
في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اغتيال الجنرال اثاناس كاراروزا وزوجته وابنته في بوجمبورا.
وقد شغل كاراروزا نائب قائد بعثة الأمم المتحدة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا)، حتى سبتمبر 2015. وأعربت الأمم المتحدة عن أصدق تعازيها لجميع المتضررين من هذه الخسارة المأساوية. وأكد البيان أن أعمال العنف هذه لا تخدم أي غرض بل تعمل على تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في بوروندي. ودعا الأمين العام إلى القيام بتحقيق دقيق وعاجل لهذه الأحداث.
16 أبريل
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية في بلاغ لها أنه تم اغتيال 4 عسكريين بينهم ضابط في اعتداء إرهابي بولاية قسنطنية شرق العاصمة الجزائر.
وأكدت الوزارة أن العملية تمت أثناء مرور موكب عسكري كان ينفذ عملية تمشيط بالمنطقة، حيث تعرض لإطلاق قذائف تقليدية تسمى»الهبهاب» من طرف إرهابيين في المنطقة الجبلية المسماة «جبل الوحش» .
13 يوليو
اغتال مسلحون مجهولون قيادية بالحزب الحاكم في بوروندي، أمام منزلها بالعاصمة بوجمبورا.
«حفصة موسى (مسلمة)، عضو «المجلس الوطني من أجل الدفاع عن الديمقراطية- قوات الدفاع عن الديمقراطية»، الحزب الحاكم في بوروندي تم اغتيالها برصاص مجرمين كانا يستقلان سيارة، أثناء خروجها من منزلها»، بحي موتنجا شرق بوجمبورا.
موسي «فارقت الحياة متأثرة بجراحها قبل وصولها المستشفى»، مشيرًا إلى أن «التحقيقات جارية من أجل ضبط المجرمين».
25 سبتمبر
من العسكريين والسياسيين إلى الكتاب والصحفيين، حيث أقدم أحد الأشخاص على إطلاق عيارات نارية باتجاه الكاتب الأردني ناهض حتر بالقرب من قصر العدل في منطقه العبدلي أثناء توجهه لحضور جلسة لدى المحكمة وأسعف على الفور إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة».
وأفاد شهود عيان أن مسلحاً مجهولاً فتح النار على حتر أمام قصر العدل بمنطقة العبدلي وسط عمان. وقالت وكالة الأنباء الأردنية إن المسلح أطلق ثلاث طلقات على الكاتب قبل إلقاء القبض عليه.
وقالت صحيفة «الغد» الأردنية إن قاتل ناهض حتر دخل الأردن قبل غدره بيوم قادماً من بلد مجاور، وإنه كان يرتدي «دشداشة» وهو ذو لحية طويلة. المعلومات الأولوية التي لم يتم تأكيدها بشكل رسمي تشير إلى أن الفاعل أردني من مواليد العام 1967 يدعى رياض عبد الله.. وهو قيد التحقيق الآن.
20 يوليو
اغتيال الصحفي الأوكراني البارز بافيل شريميت الذي وُلد في روسيا البيضاء وكان مراسلًا لموقع أخبار أوكراينسكا برافدا، «وكان مناصرًا لحرية التعبير وثورة الكرامة ومستقبل أكثر إشراقًا لأوكرانيا»، استنادًا إلى بيان صادر عن السفارة الأمريكية في كييف.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي أكد في وقتها أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي سوف يساعد السلطات الأوكرانية في التحقيق في اغتيال الصحفي البارز بافيل شريميت.
كما أعربت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامانتا باور عن تعاطفها مع عائلة وأصدقاء «أحد الصحفيين البارزين في أوكرانيا ومع جميع الأوكرانيين الذين لن يستفيدوا بعد اليوم من جهوده المدهشة التي كان يبذلها لمساءلة الحكومة وغيرها من الجهات الفاعلة الأخرى».
27 سبتمبر
صحفي صومالي يتعرض لعملية اغتيال على أيدي مسلحين وهو في طريقه إلى منزله في العاصمة مقديشو.
من جانبه أدان الاتحاد الدولي للصحفيين بأشد العبارات اغتيال الصحفي الصومالي «عبدالعزيز محمد علي» مشيرا إلى أن مقتله أصاب مجتمع الصحفيين في الصومال وإفريقيا بالصدمة.
وطالب الاتحاد السلطات الصومالية ببذل كل ما في وسعها للتحقيق في مقتل «محمد علي» ومحاكمة القتلة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين»أنتوني بلانجي» إننا نطالب بإنهاء أزمة الإفلات من العقاب في الصومال، حيث يتعرض الصحفيون المحليون للقتل في عمليات اغتيال سنوية على أيدي قوى غاشمة وغير ديمقراطية وتقديمهم إلى العدالة.
16 ديسمبر
ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي أن وسائل إعلام تونسية وجهت أصابع الاتهام للموساد الإسرائيلي باغتيال الطيار والمهندس التونسي محمد الزواري.
وأفاد موقع «يديعوت أحرونوت» أن اغتيال الزواري تم بزعم مساعدته للمقاومة الفلسطينية وخاصة حركة «حماس».
وأضاف الموقع الإسرائيلي أن الصحفي التونسي برهان بسيس قال إن محمد الزواري الذي توجه إلى سوريا العام 1991، قد نسج علاقات مع حركة «حماس» وكان مقربا منها، وتعاون مع جناحها العسكري (كتائب الشهيد عز الدين القسام) الذي استفاد من مهاراته العلمية ونبوغه، وهو ما لم تعقب عليه الحركة.
وأفاد برهان بسيس بأن الزواري كان تحت رقابة الموساد إلى حين مقتله.
من جهتها، قالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن السلطات التونسية تعتقد أن هناك 3 أجانب يحملون الجنسية الأوروبية والمغربية وراء العملية.
كما أفادت القناة العاشرة الإسرائيلية بأن تقريرا ثانيا يشير إلى أن مواطنة من هنغاريا التقت بالمهندس التونسي الرفيع منتحلة صفة صحفية.
وأضاف القناة الإسرائيلية على موقعها الرسمي أن اللقاء جرى بوجود رجل آخر، مؤكدة أن المرأة تركت المكان بسرعة.
19 ديسمبر
قُتل السفير الروسي أندريه كارلوف في تركيا بالرصاص في يوم الاثنين 19 ديسمبر 2016، في هجوم مسلح وقع في أنقرة، بعد أن قام رجل مسلح بفتح النار عليه، بينما كان يزور معرضاً فنياً في العاصمة التركية أنقرة. وبعد الهجوم، كان يقول الجاني: «الله أكبر، الله أكبر، لن ننسى حلب، لن ننسى سوريا، هذا من أجل حلب».
أسباب الاغتيال
أسباب الاغتيال غير مرجحة، ووقع الاغتيال بعد عدة أيام من احتجاجات الشعب التركي على مشاركة روسيا في الحرب الأهلية السورية ومعركة حلب، على الرغم من أن الحكومتين الروسية والتركية كانت تتفاوض بشكل مشترك نحو وقف لإطلاق النار.
كما صرَّح كل من الرئيسين التركي رجب طيب أردوجان والروسي فلاديمير بوتين أن اغتيال السفير الروسي في أنقرة يستهدف العلاقات بين البلدين.