’كروة للسيارات’ تدشن أول حافلة من إنتاجها

مسقط - الشبيبة

تزامنًا مع احتفال سلطنة عمان بالعيد الوطني الحادي والخمسين المجيد دشّنت شركة كروة للسيارات المتخصصة في تصنيع وتجميع الحافلات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أول حافلة من إنتاجها تحمل العلامة التجارية "سلام" وعبارة "صُنِع في سلطنة عمان"؛ إيذانًا ببدء العمليات التشغيلية للمشروع الاستثماري المشترك بين سلطنة عمان ودولة قطر، والذي يستهدف في مراحله الأولى تصنيع ٥٠٠ حافلة سنويًا. 

ويُعدّ المشروع مبادرة استثمارية إستراتيجية بين دولة قطر ممثلَّةً بشركة النقل الوطنية (مواصلات قطر) وسلطنة عُمان التي يمثِّلها جهاز الاستثمار العُماني، وهي تعكس قوة الروابط السياسية والاقتصادية التي تجمع البلدين الشقيقين، والتي أسهمت في تزايد المشاريع وشراكَات التعاون الناجحة على مر السنين، وسينصب الإنتاج في المرحلة الأولى من المشروع على إنتاج حافلات لمونديال كأس العالم ٢٠٢٢ وهو أمر يجسّد رؤية قطر لتعزيز إسهام الدول المجاورة في إنجاح هذا الحدث العالمي بصورة مميزة، كما يحقق المشروع رؤية شركة (مواصلات قطر) في الوصول إلى الأسواق العالمية، حيث يقع في موقع إستراتيجي قريب من أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ الأمر الذي يضمن تقليص أوقات الشحن والوقت والجهد ويحدّ من تكاليف التخزين.

من جهته أوضح هشام بن أحمد الشيدي - المدير العام لاستثمارات التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العماني بالوكالة - بأن مصنع كروة يمثّل أحد المشاريع الإستراتيجية المهمة بين سلطنة عمان ودولة قطر اللتين تعملان على فتح آفاق استثمارية في عدد من القطاعات الحيوية والواعدة؛ تأكيدًا للعلاقات المتينة بينهما والمصالح المشتركة التي تحظى باهتمام كبير من قيادتي البلدين وشعبيهما، مشيرًا في حديثه إلى أن جهاز الاستثمار العماني يستثمر في هكذا مشاريع بهدف تعزيز جهود سلطنة عمان نحو التنويع الاقتصادي؛ والانسجام مع رؤية تعزيز القطاع اللوجيستي الذي يستهدف جعل السلطنة مركزا صناعيا، بالإضافة إلى بناء المعرفة التقنية بقطاع السيارات بالسلطنة، والإسهام في تطوير مجموعة الصناعات الأولية المغذية لهذا القطاع المهم، والإسهام كذلك في تنشيط أعمال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر إسناد مشاريع ومناقصات مرتبطة بالمصنع لها.

وذكر الدكتور إبراهيم بن علي البلوشي - الرئيس التنفيذي لشركة كروة للسيارات - بأن المصنع يُقام على مساحة تبلغ ٦٠٠ ألف متر مربع، وهو مجهّز بأحدث التقنيات التكنولوجية، ويضم ورش إنتاج مختلفة لأعمال التقطيع واللحام والصباغة وتجميع المكونات والمواد، والمعدات والمحركات بالإضافة إلى ورش صيانة مركزية ومخازن ومحطات كهرباء ومحطة وقود، ومبنى الإدارة ومرافق أخرى، مشيرًا إلى أن المصنع يُسهم في إيجاد فرص عمل للمواطنين سواءً الباحثين عن عمل أو ذوي الخبرة والتخصصية في مجال السيارات.

وأوضح الدكتور بأن المرحلة الأولى من العمليات التشغيلية تُركّز على إنتاج الحافلات المدرسية "سلام" التي تُعدّ مُتطورة وقادرة على السير في مختلف الطرقات وتتحمل أقسى ظروف الطقس، وذات مواصفات قياسية خليجية ودولية، حيث سيتم استخدامها في مونديال قطر ٢٠٢٢ وبعد الانتهاء من إنتاج هذه الحافلات سيتم التوجه إلى إنتاج حافلات للمدن، وأخرى للخطوط الطويلة، وسيتراوح الإنتاج السنوي بين ٥٠٠ إلى ٧٠٠ حافلة، واختيرت شركة "هايجر" الصينية لتكون شريكًا إستراتيجيًا في المشروع، كونها واحدة من العلامات التجارية الأسرع نموًا على مستوى العالم في مجال تصنيع الحافلات بجودة عالية، وأفضل معايير السلامة.

يُذكر أن كروة للسيارات ستقوم بتوظيف العديد من الابتكارات والممارسات والتقنيات الإنتاجية التي ستكون الأولى من نوعها في سلطنة عمان؛ مما سيسهم في وضع معيار عالٍ لجميع المنشآت الإنتاجية المستقبلية في السلطنة. وستقدم حافلات كروة مجموعة واسعة من الخيارات الآمنة مما يجعلها الخيَار الأمثل للنقل العام سواء كان للتنقل داخل المدينة أو خارجها، وفي هذا الإطار تدرس كروة للسيارات بالتعاون مع جهاز الاستثمار العماني عدة خيارات لإنتاج حافلات ومركبات كهربائية.