السفير الإمارتي: السلطنة لها مكانة خاصة في قلب كل عربي من الخليج إلى المحيط

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٨/نوفمبر/٢٠٢١ ١٣:٢٢ م
السفير الإمارتي: السلطنة لها مكانة خاصة في قلب كل عربي من الخليج إلى المحيط

بقلم: محمد السويدي

سفير دولة الإمارات المعتمد لدى السلطنة

في البداية أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ بمناسبة حلول ذكرى العيد الوطني العماني المجيد، والسلطنة تمضي نحو مزيد من التنمية والتطور بثقة وعزم، بفضل الجهود المُقدرة من القيادة الرشيده لهذه البلاد العزيزة.

ونحن في ظلال هذه الذكرى المباركة أود أن أعبر عن سعادتي الغامرة بوجودي وسط اشقائي العمانيين أُشاركهم تلك الفرحة، فهذه المناسبة وإن كانت تمثل للعمانيين فرحة وابتهاج بذكرى عزيزة عليهم، فإنها بالنسبة لي تمثل فرحتان، الأولى وهي فرحة العيد الوطني المجيد، أعاده الله على عُمان بالخير والبركات والنماء، والثانية فرحة خاصة بي، على ما أولتني بلادي من تشريف لقيادة العمل الدبلوماسي الإماراتي في السلطنة، وهي بلد عزيز على قلب كل إماراتي، بل أقول هي بلد عزيز ولها مكانة خاصة في قلب كل عربي، من الخليج إلى المحيط.

وأود هنا أن أُطمئن جميع إخواني العمانيين وأشقائهم الإماراتيين، بأن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان في مستوايات متقدمة للغاية، بفضل حرص قيادة البلدين على تنمية وتطوير ما بينهما من مصالح استراتجية عميقة، وهو أمر تحرص عليه دولة الإمارات بصورة استثنائية، تقديراً منها للعمق الاستراتيجي الذي تشكله السلطنة للإمارات، وهي لمحة مهمة تؤكدها القيادة الإماراتية في كل وقت وحين.

وبطبيعة الحال تطورت العلاقات بين البلدين على كافة المستوايات خلال العقود الخمس الأخيرة، من الاقتصادي للسياسي، مروراً بالمجتمعي والثقافي، تشهد عليه الكثير من المظاهر والدلائل، ولم يأتِ هذا التطور من فراغ، فهناك حركة عمل دؤوب بين البلدين للحفاظ على ما وصلنا إليه من ترابط أخوي ومصالحي، والذي يعد إنعكاساً واضحاً للترابط الاجتماعي والوجداني، تشهد عليه حركة التنقل الدائمة عبر الحدود لأبناء الشعبين، دونما تعقيد، فضلا عن النمو الكبير في الاستثمارات والتبادل التجاري بنهما.

وتؤكد معدلات النمو المتزايدة في حجم التبادل التجاري والاستثماري، على قوة الشراكة والإنسجام بين البلدين، وهي حقيقة دامغة تؤكدها الارقام المعلنة من الجانبين، فخلال عشر سنوات ماضية، تضاعف التبادل التجاري غير النفطي، فضلا عن الارتفاع الكبير في حجم الاستثمارات على الجانبين، وفي مجالات متنوعة، مثل الصناعات البينية والسياحة والمجالات الصحية والتعليمية، وبارتفاع مستمر، بحسب تصريحات وبيانات رسمية تقريبية من البلدين.

ما سبق من إنجازات تحققت بفضل التواصل المستمر بين المسؤولين من الجانبين، والذي لم ينقطع على مدار العام، فهناك الكثير من الرؤى والطموحات التي تسعى كل من السلطنة والإمارات لتحقيقها، والتي توجت بتوقيع عدد من الإتفاقيات، ولاسيما في المجالات الإستثمارية.

كما يدلل على مستوى التقارب الإماراتي العماني، ما تشهده البلدان من تنسيق وتبادل الرؤى والتصورات بشأن قضايا المنطقة الحيوية، وهو تنسيق وحوار متواصل وعلى أعلى المستوايات، بما يحفظ أمن البلدين وسيادة أراضيهما ومصالحهما الجيوسياسية، وكذلك حفظ واستقرار وضمان أمن الدول العربية الشقيقة، وهو أمر تحرص عليه دولة الإمارات أيما حرص، ومستقر في وجدان القيادة الإماراتية، مدفوع بإيمان صادق بأهمية وانعكاس الأوضاع العامة في البلدين على احداهما الأخرى.

تأتي تلك الذكرى والعالم بدأ مرحلة التعافي من جائحة كوفيد 19، والتي خلفت تداعيات عدة شملت كافة المستوايات، نجد أن السلطنة والإمارات استطاعتا تجاوز هذا التحدي وما خلفه من تأثيرات على الأوضاع المالية والاقتصادية، ويدلل على التعافي المذكور ما نراه من تحسن كبير في التصنيفات الائتمانية للسلطنة، وفق بيانات الوكالات الدولية المعتبرة، وكذلك التقارير التي يصدرها صندوق النقد الدولي، وجميعها تعطي مؤشرات مهمة على التعافي الاقتصادي في البلدين، مما له أثر إيجابي واضح على قدرة بلادنا على تنفيذ رؤاها التنموية للمستقبل، وما له من انعكاسات إيجابية على الأحوال المجتمعية.

تأتي تلك الذكرى العطرة والسلطنة تضرب أروع الامثلة في التضامن المجتمعي والتماسك القيمي، والذي رأيته وتابعته شخصياً، وكيف أقبل العمانيون في تعاضض فريد، لإزالة الآثار التي خلفها الإعصار شاهين، وسارعوا في لهفة لإغاثة إخوانهم المتضررين، مما ترك في وجداني انطباعاً لن يمحى عن هذه البلاد وأهلها الطيبين، وكان مصدر فرحة وفخر شخصي كبير، شاهده العالم ومنح البشرية رسالة ملهمة في التآخي والتضامن والتكافل.

تحل علينا ذكرى العيد الوطني المجيد وقد تجاوزنا بفضل الله العديد من التحديات، خرجنا منها ولله الحمد، معافين ومترابطين ومستمسكين بأخوتنا وتضامننا الإنساني، ونأمل أن تدفع هذه المحنة الدول والحكومات حول العالم نحو مزيد من الترابط الانساني والأممي، وان تلقي على دول العالم مزيد من الرغبة في احلال السلام.

مرة أخرى،،،

تهنئة خاصة لجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ـ بمناسبة ذكرى العيد الوطني الواحد والخمسين، نسأل الله له موفور الصحة والعافية، كل عام والسلطنة بخير تحت قيادته الحكيمة، والشعب العماني في أفضل حال، منعما في ظلال من الرخاء والأمن، ونسأل الله ان يديم على شعبي السلطنة والإمارات نعمة الأخوة والمحبة، فنحن بالتأكيد شعب واحد تجمعنا العديد من وشائج القربى والمحبة، فرحكم فرحنا، وأعيادكم أعيادنا، متمنين لقيادة السلطنة وعلى رأسها جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه. وللشعب العماني الحبيب، كل التوفيق والسداد.