بقلم : عيسى المسعوي
الشباب هم ثروة الأمة ومستقبلها، والدول التي تنظر إلى النجاح والتقدم وأن يكون لها شأن بين الأمم عليها بالفعل أن تهتم بالشباب وتعتمد عليهم فهم من يقودون تطور الأعمال وتحقيق الإنجازات في مختلف المجالات والقطاعات وهم من لديهم القدرة على الإبداع والابتكار وطرح الأفكار التي تخدم تطور بلدهم والاعتماد عليهم في تحقيق الآمال والطموحات وهم أنفسهم من يقومون بحماية أوطانهم والدفاع عنها إذا لزم الأمر ، بلادنا عمان وطوال السنوات الفائتة من مسيرة النهضة العمانية كان من أولويات نجاحها وتقدمها هو الأهتمام والاعتماد على الشباب فكان جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه في كل مناسبة يشيد بدور الشباب ويثني على عملهم ودورهم ويؤكد أهميتهم في بناء عمان المستقبل لذلك قامت الحكومة خلال السنوات الفائتة بترجمة هذا الأهتمام السامي من خلال توفير الإمكانيات وتهيئة المناخ المناسب لكي يقوم الشباب بدورهم في البناء والتقدم من خلال نشر مظلة التعليم والصحة والأندية الرياضية والثقافية وغيرها من القطاعات المهمة للشباب والحمد لله فقد كان شبابنا على قدر المسؤولية فشاركوا في نهضة عمان وحاضرها ومستقبلها وحققوا العديد من الإنجازات والتقدم في مختلف القطاعات وكان لهم دور بارز ومهم فيما وصلت إليه عمان من تقدم ونمو وعلى كافة المستويات فكانوا يعملون في كافة الأعمال دون استثناء مستثمرين الإمكانيات المتوفرة للمساهمة في مسيرة عمان الظافرة.
اليوم ونحن في السنوات الأولى من مسيرة النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - أكد السلطان المفدى على اهمية الشباب والأهتمام بهم وتوفير كل الإمكانيات التي تساعد الشباب على القيام بدورهم في بناء الوطن فقد قال جلالته في أحدى الخطابات السامية «إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذى لا ينضب، وسواعدها التى تبنى، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمُّس احتياجاتهم وأهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التى تستحقها» ولقد واصل جلالة السلطان المعظم هذا النهج والتأكيد عليه من خلال العديد من التوجيهات والخطوات والمبادرات لعل من أهمها ضرورة وأهمية الاستماع لصوت الشباب ومعرفة مايدور من أفكار وتطلعات تشكل نبراساً للنهضة المتجددة بحيث أصدر جلالته التوجيهات للمسؤولين بالاستماع للشباب في كافة محافظات السلطنة وهذا يعني أننا سنحتاج إلى تحديد أولويات وتطلعات الشباب في مختلف المجالات وترجمة ذلك لبرامج ومبادرات تحقق هذه الطموحات بحيث في الوقت نفسه تتوافق مع رؤية عمان 2040 كذلك من الأمور المهمة التي حرص جلالته في أكثر من مناسبة على الحديث عنها وتوفير الفرص والإمكانيات لتعزيزها بين الشباب مسألة التشجيع على الابتكار والإبداع وهما من المجالات المهمة التي يمكن أن يكون للشباب دور كبير فيها لخدمة تطوير الأعمال وتعزيز مجالات التطوير في مختلف القطاعات وبالتالي على مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة أن تهتم بهذا الجانب وتوليه اهمية كبيرة في تطوير الخدمات المقدمة وايضا استثمار افكار الشباب الإبداعية في تطوير القطاعات إضافة إلى العديد من الأفكار والمرئيات التي يمكن للشباب أن يتطرقوا لها وتسهم في تفعيل وتعزيز دور الطاقات الشبابية في خدمة المجتمع والوطن بشكل عام مع التأكيد على أهمية دور الحكومة ممثلة في المؤسسات المختلفة في ترجمة افكار وتطلعات الشباب إلى واقع ملموس ينعكس إيجابيا عليهم وعلى دورهم في حاضر ومستقبل عمان.
بعد ذلك يبقى على الشباب انفسهم مسؤولية كبيرة في كثير من الأمور لعل من بينها أهمية المشاركة الشبابية في إيصال صوتهم وأفكارهم وتطلعاتهم بكل شفافية للمؤسسات المعنية وهذا يعني أن يكون الشباب أكثرإيجابية وحرصاً على المشاركة في اللقاءات والاستفادة من النهج السلطاني واستثماره حتى تتعرف الحكومة عن قرب على مايدور من افكار ومرئيات لدى الشباب كذلك عليهم الحرص على المحافظة على الانجازات التي تحققت خلال السنوات الفائتة والعمل بكل جهد لتحقيق المزيد منها مع حرص الشباب على المساهمة في استقرار البلد على كافة المستويات لأن عمان تحتاج لابنائها دائماً اضافة الي بذل العطاء والجهد في ميادين العمل المختلفة للمساهمة في تقدم وطننــــــــا الغالي وان تكون لكل واحد منا بصمة حقيقية في بناء عمان الحاضر والمستقبل، اننا امام مرحلة جديدة ونهضة متجددة تتطلب تعاوناً وتكاتفاً وعملاً متواصلاً وإرادة صلبة من الجميع للاستمرار في التقدم والتطور وللاستمرار في تحقيق المزيد من النجاحات والانجازات وكل عام والجميع بخير.