في ظل كوفيد19: الإنفلونزا الموسمية تعاود نشاطها.. هل نحن مستعدون؟

بلادنا الثلاثاء ١٦/نوفمبر/٢٠٢١ ١٤:٥٠ م
في ظل كوفيد19: الإنفلونزا الموسمية تعاود نشاطها.. هل نحن مستعدون؟
وزارة الصحة

وزارة الصحة - الشبيبة

الإنفلونزا الموسمية هي عدوى حادة تصيب الجهاز التنفسي بسبب فيروس الانفلونزا الذي يشمل الانواع التالية (A,B) و الذي ينتشر في جميع انحاء العالم.

ويختلف موسم الانفلونزا من دولة إلى أخرى ومن موسم إلى آخر في نفس الدولة، حيث تنتشر عدوى الإنفلونزا عن طريق الرذاذ عند السعال أو العطس وملامسة الاسطح الملوثة. و تشمل اعراض الانفلونزا الاكثر شيوعا الحمى و السعال و إحتقان في الحلق و سيلان الأنف أو إنسدادها مع آلام بالجسم والعضلات و صداع، فيما قد تتدهور حالة المريض خاصة في الفئات الأكثر عرضة للخطورة مما قد تودي بهم إلى الوفاة. و تشمل هذه الفئات العاملين في مجال الرعاية الصحية، والنساء الحوامل في أي مرحلة من مراحل الحمل، وكبار السن، والمرضى الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة كامراض الجهاز التنفسي والقلب واضطرابات الكلى والكبد والاضطرابات العصبية والدموية والايضية كمرض السكري خاصة غير المنتظم، إضافة إلى أمراض نقص المناعة مثل فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز وأولئك الذين يتناولون العقاقير المثبطة للمناعة و الاطفال دون سن الخامسة.

أما بالنسبة لسلطنة عمان ولكونها أحد الدول شبه المدارية؛ فعادة ما يستمر ظهور فيروسات الأنفلونزا الموسمية على مدار السنة، ومع ذلك فإن نشاطها يبدأ في سبتمبر ويمكن أن تستمر حتى مايو وتبلغ أقصاها في شهر ديسمبر. وقد سجلت السلطنة في موسم 2019 (من يوليو 2018-الى يونيو 2019) 1284 حالة مخبريا مع تسجيل 29 حالة وفاة.

وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ في عدد حالات الانفلونزا المؤكدة مخبريا المسجلة خلال موسم 2019-2020 و الذي يعزى إلى الكثير من الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول العالم للتصدي لجائحة كوفيد-19 من الاغلاق الجزئي والعام وتعطيل المدارس و العمل و تعليق السفر و استمرار لبس الكمامة و الاجراءات الوقائية الأخرى؛ فقد بدأت الكثير من دول العالم تسجيل زيادة مطردة في حالات الالتهابات التنفسية الحادة بشكل عام وحالات الانفلونزا المؤكدة مخبريا مع بداية موسم 2020-2021 فقد وصلت عدد الحالات المسجلة في السلطنة الى 177حالة و حالتي وفاة.

وبالتزامن مع الانخفاض الملحوظ في معدل الاصابات بمرض كوفيد-19؛ فقد بدأت بعض الدول بفتح الانشطة والمدارس وإلغاء توصيات لبس الكمامات والتباعد، الأمر الذي قد يؤدي إلى سرعة نقل العدوى بين فئات المجتمع وتشكيل خطورة بالغة على الفئات الاكثر عرضة للمضاعفات وما يتبعه من عبء على عاتق أنظمة الرعاية الصحية بمختلف مؤسساتها.

و يعتبر لقاح الإنفلونزا أفضل أداة متاحة في الوقت الحالي للوقاية من الإنفلونزا والحد من خطر المضاعفات الخطيرة. وقد تختلف فعالية اللقاح من عام إلى آخر، حسب أنواع فيروسات الإنفلونزا المنتشرة ومدى مطابقتها للقاح. كما تعتمد فعالية اللقاح كذلك على عمر الشخص الذي حصل على التطعيم و حالته الصحية. وفي المتوسط، يقي اللقاح من 60% تقريباً من حالات العدوى لدى البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً. وتصبح لقاحات الإنفلونزا فعالة بعد حوالي 14 يوماً من التطعيم.

مع استمرار جائحة كوفيد -19 وعدم وضوح مسارها في ظل تسجيل عدد من المتحورات الجينية للفيروس في بعض دول العالم فمن الواجب الاستمرار في نشر مظلة التطعيم و مواصلة اتخاذ الاجراءات الاحترازية للأفراد والمؤسسات كما يجب في نفس الوقت تكثيف الجهود لرفع مستوى التغطية للقاح الانفلونزا للفئات الأكثر عرضة كالعاملين الصحيين من حيث وجودهم في الصف الاول ومخالطتهم للمرضى وكذلك كبار السن المعرضون للمضاعفات الوخيمة التي قد تصل لحد الوفاة وغيرها من التبعات من عبء المراضة والضغط على المؤسسات الصحية وزيادة حالات التغيب عن العمل والاضطراب الذي قد يحدث في صفوف القوى العاملة وتأثيره على الانتاجية.

الجدير بالذكر ان السلطنة تعمل جاهدة وعلى مدى سنوات لتحقيق معدلات عالية في الفئات المستهدفة بالتحصين ضد الانفلونزا. فقد ارتفعت نسبة التغطية لفئة الحوامل من 60% في عام 2016 الى 96% في عام 2020، وفئة كبار السن من 60% في عام 2013 إلى 95% في عام 2020.

وإذ تواصل وزارة الصحة متمثلة في المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الامراض باتخاذ اجراءات الترصد والوقاية اللازمة طوال العام وموافاة المختصين والعامة بالمستجدات؛ فإنها تشدد على العمل لتجنب الاصابة بالمرض عن طريق اتخاذ التدابير الوقائية كتغطية الفم والانف عند السعال بالكوع او المنديل على ان يتم التخلص منه في سلة المهملات، وغسل اليدين بانتظام، وتجنب مصافحة وعناق الاشخاص المصابين، والحرص على التهوية السليمة وتجنب الاماكن المزدحمة. كما تواصل الوزارة توصيتها على أخذ لقاح الانفلونزا الموسمية للفئات الأكثر عرضة للعدوى ومضاعفاتها والذي يتم توفيره للعاملين في مجال الرعاية الصحية، والنساء الحوامل في أي مرحلة من مراحل الحمل، وكبار السن، والمرضى الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة كامراض الجهاز التنفسي والقلب واضطرابات الكلى والكبد والاضطرابات العصبية والدموية والايضية كمرض السكري خاصة غير المنتظم. كما يشمل امراض نقص المناعة مثل فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز وأولئك الذين يتناولون العقاقير المثبطة للمناعة) والحجاج والمعتمرين. كما تقوم الوزارة بتوفير اللقاح في المؤسسات الخاصة لجميع الفئات الاخرى ومنهم الاطفال.