د. حميد النوفلي: إدراج أحمد بن ماجد بقائمة المؤثرين سينعكس على المكانة الدولية لسلطنة عُمان

بلادنا الاثنين ١٥/نوفمبر/٢٠٢١ ١٧:٠١ م
د. حميد النوفلي: إدراج أحمد بن ماجد بقائمة المؤثرين سينعكس على المكانة الدولية لسلطنة عُمان
الملاح العماني أحمد بن ماجد

العمانية - الشبيبة

تقوم اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم منذ إنشائها على الاستفادة من المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالتربية والثقافة والعلوم، وأهمها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والتي تأسست 1945م، وانضمت سلطنة عُمان لعضويتها 1972م.

وتعدّ سلطنة عُمان عضوًا ًفاعلًا في مختلف قطاعاتها التربوية والعلمية والثقافية، وشغلت عددًا من المناصب والعضويات في اللجان والمجالس المنبثقة عنها. وتَحِثُ منظمة اليونسكو دول أعضائها على صون وحفظ تراثها بكل أنواعه وأشكاله، كما أنشأت العديد من الاتفاقيات وعددًا من البرامج لهذا الغرض.

وسلطنة عُمان كباقي دُولِ العالم تمْتلِكُ إِرثًا ثقافيًا ضاربًا في عمق التاريخ، ومنذُ انضمامها إلى منظمةِ اليونسكو تمكّنت اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب المندوب لسلطنة عُمان لدى اليونسكو بالتعاون مع الجهات الوطنية ذات العلاقة، من إدراجِ العديدِ من عناصرها الثقافية على القوائم المختلفة للتراث الثقافي في المنظمة سواء في مجال التراث الثقافي المادي أو في مجال التراث الثقافي غير المادي.

وتمكّنت سلطنة عُمان خلال السنوات الماضية من إدراج خمس شخصيات عُمانية في برنامج الاحتفال بذكرى الأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا، وضمن أعمال الدورة الحالية للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو نجحت في إدراج الشخصية العُمانية السادسة ضمن هذا البرنامج وهو الملّاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي بمناسبة مرور 600 عامٍ على ميلاده.

ففي سياق التواصل مع المنظمات، تقول آمنة بنت سالم البلوشية - أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم - إنّ عضوية سلطنة عُمان في منظمة التربية والثقافة والعلم (اليونسكو) تعدّ ترجمة لتفاعلها مع المنظومة الدولية، ويتمثل ذلك في المشاركة النشطة في برامج المنظمة كافة في قطاعات التربية والثقافة والعلوم والاتصال، والحضور الدائم ضمن وقائع أعمال المنظمة مكّنها من تبوّء المكانة الحضارية اللائقة بها في الأسرة الدولية.

وتضيف: ما يدلل على ذلك تسجيل 9 من عناصر التراث الثقافي العُماني غير المادي، وخمسة مواقع تراث عالمي، ومخطوطة واحدة في سجل ذاكرة العالم، وإدراج عدد من الرموز التاريخية العُمانية في برنامج اليونسكو للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا، وقد توِّج هذا العمل الدؤوب بإضافة الملاح العُماني "أحمد بن ماجد" إلى هذا البرنامج العالمي المرموق.

أما في إطار جهود اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة واشتغالها على نشر الثقافة العُمانية برموزها التاريخية يقول الدكتور محمود بن عبدالله العبري - أمين مساعد أمانة اللجنة: لقد سعدنا كثيرًا بتسجيل الشخصية العُمانية السادسة في برنامج اليونسكو للاحتفاء بذكرى الأحداث والشخصيات المؤثرة عالميًا، ونَعد سلطنة عُمان وشعبها الوفيّ ببذل المزيد لتسجيل ما أمكننا في قابل السنوات جنبًا إلى جنبٍ، مع تسجيل مواقع التراث بشقيه المادي وغير المادي والتراث الوثائقي.

من جانبه قال الدكتور حميد بن سيف النوفلي - مدير دائرة قطاع الثقافة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة - إنّ من أبرز الغايات التي أكدت عليها اليونسكو عند إنشاء برنامج الذكرى للاحتفال بالشخصيات المؤثرة عالميًا هو الالتفات إلى إبداعات تلك الشخصيات وإسهاماتها العلمية الفنية والحضارية لتستفيد منها الأجيال اللاحقة، وهذا ما تسعى سلطنة عُمان إلى تحقيقه عند إدراج أي رمز من رموزها الثقافية المتعددة والمتنوعة.

وأضاف أن هذا الإدراج وغيره سينعكس على المكانة الدولية لسلطنة عُمان كونها تبوأت مكانة مرموقة في خارطة الحضور الثقافي على مستوى المنظمات الدولية، ما يعدّ مؤشر تفاعل إيجابي يُحسب لها بين دول العالم، كما أن الدول تسعى لتوظيف هذه الرموز المؤثرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع النواحي الاقتصادية والعلمية والثقافية والفنية والاجتماعية والسياحية.

وعن أهمية إدراج أحمد بن ماجد، يقول يونس بن جميل النعماني - مدير مساعد بدائرة قطاع الثقافة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة - إنّ أهمية إدراج الملاح العُماني أحمد بن ماجد في برنامج اليونسكو للأحداث التاريخية والشخصيات المؤثرة عالميًا تكمُن في عدة جوانب أهمها التعرُّف على هذه الشخصية البارزة في مجال علوم البحار والمحيطات من خلال إسهاماته العلمية، ومؤلفاته في هذا المجال، وتقديم دراسات علمية وأبحاث محكمة، وتسليط الضوء على مكانة العلماء العُمانيين في مجالات الفلك والفضاء.

ويُشير بدر بن ناصر الجابري - مدير مساعد دائرة المدارس المنتسبة لليونسكو وبرامج الشباب وأندية اليونسكو - إلى أنّ المدارس العُمانية المنتسبة لليونسكو كبقية المدارس العُمانية في مختلف محافظات سلطنة عُمان تبني قدرات النشء في الحفاظ على قيم المواطنة والاعتزاز بهويتهم وتاريخ حضارة وطنهم العريق وتعزيز المحافظة على المكتسبات والموروثات العُمانية، والتعريف بالشخصيات العُمانية المؤثرة عالميًا.

وأضاف أنّ اليونسكو تعد ترسيخ الثقافة في سياسات التنمية هو أحد السُبُل لتحقيق تنمية شاملة وعادلة تتمحور حول الإنسان في كل الأنشطة والمبادرات الثقافية التي تنفذ بمدارسنا وتأتي منسجمة مع مبادئ وأهداف التربية من أجل التنمية المستدامة وفق توجهات "رؤية عُمان ٢٠٤٠".