مسقط - الشبيبة
صدر مؤخرا كتاب "50 عاما من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس (1970/2020)" وهو كتاب للمغربية فاطمة بوهراكة / و يوثق للفترة الذهبية لسلطنة عمان المتمثلة في فترة زعيم النهضة وحاكمها السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، و يشمل الكتاب بين دفتيه 322 شاعرا وشاعرة بين أحياء وأموات، و رواد وشباب.
تقول الباحثة بوهراكة في مقدمة الكتاب: " لم تضع سفني شراعها،حتى مخرت محيط سلطنة عمان البلد الطيب بأرضه وسلطانه وشعبه وشعرائه، في شوق يطاول عنان السماء، أغوص بين درر قريضه وأصدافه، وأتنقل بين رياض شعره وحدائق حروفه، في رحلة أدبية جمالية، فجاء المدد المعرفي ليرسم لي معالم هذه الرحلة المسمّاة (خمسون عاما من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس)، فقد شهدت سلطنة عمان في عهد السلطان الراحل "رحمه الله عليه" طفرة نوعية على جميع الأصعدة، ومنها الجانب الفكري والإبداعي والأدبي ، حيث أضاءت منجزات السلطان الراحل قابوس طيب الله ثراه عتمات واقع السلطنة قبل سبعينيات القرن الماضي وهو ما دفعني للإبحار في هذا البلد الكريم .
فبذلت جهدا جهيدا لنسج خيوط هذا الوشاح الجديد،وجمعت أكبر قدر ممكن من خيوط الآثار الشعرية لشعراء سلطنة عمان الشقيقة ممن يكتبون الشعر الفصيح خلال عصر النهضة المباركة في كتاب مطرز بجمال اليراع ، مع يقيني المسبق بعدم التمكّن من الإحاطة والعثور على جميع ما تركه شعراؤنا من آثار شعرية مجيدة - شعراء حقبة تاريخ النهضة المباركة" .
وتضيف قائلة: "إلا أن الكتاب استطاع أن يظفر بالتميز في اختياره الزمني وضمه لشعراء السلطنة بعيدا عن أي تمييز إيديولوجي ، مذهبي أو اجتماعي طبقي ، فاختارت معدته التوثيق الشعري بطريقة حداثية بخاصية ثلاثية هي: السيرة الأدبية للشاعرة مع نماذج لشعره وصورته إن أمكن ، مما جعله مميزا وفريدا ضمن لائحة التوثيق الشعري العماني التي سبقته وقد وصفه النقاد والباحثون بدرة التوثيق الشعري العماني خلال العصر الحديث " .
وهو ما يؤكده الدكتور محمد المهري في مقدمته للكتاب النقدي الذي احتفى بالكتاب التوثيقي 50 عاما من الشعر العماني في ظل السلطان قابوس 1970-2020 م بفاس المغربية حيث قال: "جدير بالذكر أن العناية بتوثيق الشعراء، محل اهتمام العلماء والأدباء العمانيين، وهي على سبيل المثال لا الحصر كتاب (شقائق النعمان على سموط الجمان في أسماء شعراء عمان )، للشيخ محمد بن راشد بن عزيز الخصيبي وكتاب (شعراء عمانيون) للأديب الشاعر سعيد بن محمد الصقلاوي، (معجم شعراء الإباضية قسم المشرق) للباحث المميز فهد بن علي بن هاشل السعدي.
إلا أن موسوعة الباحثة المميزة فاطمة بوهراكة جاءت منفردة بتوثيق فترة زمنية لا نبالغ إن قلنا أنها الأرقى بين جميع المرحل التي مر بها الشعر العماني، من هنا جاءت أهمية الكتاب الأمر الذي دفع بكوكبة من النقاد العرب لإضاءة بعض من الزوايا الهامة للكتاب بالدراسة والبحث في كتاب موسوم (شعرية القصيدة العمانية المعاصرة بين البنى الفنية والقيم الدلالية) .
علما أن الكتاب النقدي جاء تتويجا للجهد الجهيد للباحثة بوهراكة التي تكلفت (أيضا بطباعته إلى جانب الكتاب التوثيقي 50 عاما من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس 1970-2020 م ) وقد شمل عدة دراسات نقدية مهمة تضم العديد من المحاور منها:
- شعرية الخطاب الموازي في كتاب 50عاماً من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس لفاطمة بوهراكة - توهج العلامة واشتعال الدلالة بقلم الأستاذ ماجد قائد قاسم من اليمن .
- الجذور التراثية والثقافية وتجلياتها الفنية والجمالية في الشعر العماني الفصيح؛ بين بنيات الامتداد ورؤى التجديد. بقلم الدكتور أنوار بنيعيش من المغرب .
- السلطان قابوس الملهم الوطني لشعراء السلطنة من خلال كتاب 50 عاما من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس لفاطمة بوهراكة بقلم الدكتور المكاشفي إبراهيم عبد الله من السودان .
- البيوتات الشعرية الكبرى بسلطنة عمان من خلال كتاب 50 عاما من الشعر العماني الفصيح لفاطمة بوهراكة.بقلم الأستاذة ليلى ممنون من المغرب .
- قضايا الشعر النسائي العُماني من خلال 50 عاما من الشعر العُماني الفصيح في ظل السلطان قابوس لفاطمة بوهراكة بقلم شيماء أحمد عبيد من مصر.
- أثر مجلس الخليلي على حركة الشعر العماني من خلال كتاب " 50 عاماً من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس" لفاطمة بوهراكة بقلم الدكتور الأصم بشير التوم من السودان .
- حوار العلم والشعر: من خلال موسوعة "50 عاما من الشعر العماني الفصيح في عهد السلطان قابوس"(1970-2020) لفاطمة بوهراكة . بقلم الدكتور عبد الغني العجان من المغرب .