بقلم : محمد الرواس
صُنعت لتُجسد معنى الصداقة والإخاء ، ودُشنت لتنقل رسائل المحبة والود والسلام عبر مشاركتها المتواصلة وزياراتها المستمرة لموانئ دول العالم شرقاً وغرباً ولتكون مشاركة وحاضرة في معظم المهرجانات والمحافل الدولية وتتصل وتتواصل مع كافة شعوب العالم حين تحط رحالها وتنزل مراسيها في الموانئ والمرافئ المختلفة خلال رحلة امتدت لعقود من الزمن ، لقد كانت ولا تزال سفينة شباب عُمان الأولى والثانية في نسختها المتجددة تحملان أجمل معاني التواصل الإنساني للعالم اجمع ، وتبرزان بحضورهما المتميز والدائم نشر روح حضارة الأمة العُمانية التليدة والوليدة ، وتبثان عبر تواجدهما رسائل الفضيلة والخير لترسمان أجمل الصور لعُماننا الحبيبة بروحها الخالدة وجوهرها النقي ، معلنتان عن فضيلة من اعظم الفضائل الا وهي مد جسور المحبة والتواصل مع العالم.
لم تكن سفينة شباب عُمان الأولى ومن بعدها النسخة المتجددة الثانية ذات الأشرعة الطويلة الا أحدى أدوات نشر الثقافة الدبلوماسية العُمانية التي انتهجها السلطان قابوس - طيب الله ثراه- حُيث جابت وتنقلت بالعديد من موانىء العالم وحازت السفينة شباب عُمان على التكريم حيثما حلت وتقلدت الأوسمة وحازت على ابرز الانجازات اذا شاركت ومن ذلك نيلها عشر مرات جائزة الصداقة الدولي للسفن ذات الاشرعة الطويلة.
انطلقت أمس 7 نوفمبر من ميناء السلطان قابوس سفينة شباب عُمان الثانية بحفظ الله وعنايته ومن ثم برعاية كريمة من صاحب السمو السيد ذي يزن بن طارق وزير الثقافة والرياضة والشباب بصواريها واشرعتها الطويلة لتخلد رحلة تاريخية متجددة في مسيرتها وهي تحمل على ظهرها العديد من الطلاب والاكاديميين من مختلف جامعات دول العالم ، هذا بالإضافة انها تحتوي على معرض عائم للتعريف بالتاريخ العُماني يستقبل زواره حيثما تتوقف وترسو ، ومن جميل الصدف ان وافق الحدث شهر نوفمبر واحتفال السلطنة فيه بالثامن عشر بالعيد الوطني ال51 المجيد وتزامن ذلك مع مشاركة السلطنة بمعرض اكسبو2020 فتم وضع مسار خاص لسفينة شباب عُمان وبرنامج حافل بخط سيرها قبل وصولها لميناء دبي مارينا في 21 من نوفمبر حيث ستتوقف قبل ذلك بمواني مختارة من مواني دول مجلس التعاون الخليجي بدء من ميناء الشويخ بالكويت ، ثم ميناء الدمام بالمملكة العربية السعودية، ثم بالمنامة ، ثم الدوحة لتنتهي بميناء مارينا بدبي لتشارك هناك ضمن فعاليات اكسبو2020 ولتفتح أبوابها حينها للزوار والضيوف معربة عن مد يد الصداقة والثقافة والمعرفة لكافة زائريها.. كانت خطوة موفقة حين اختار منظمو معرض عُمان اكسبو دبي 2020 لتكون سفينة عُمان الثانية ضمن برنامجهم وفعالياتهم ، فهي خير سفير يحمل الصورة الحية للتعريف بالثقافة والحضارة العُمانية التي تتجدد بنهجها اليوم في ظل القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق - أيده الله -.