منتصف نوفمبر.. بدء زراعة القمح في السلطنة

مؤشر الأحد ٠٧/نوفمبر/٢٠٢١ ١٣:٥٧ م
منتصف نوفمبر.. بدء زراعة القمح في السلطنة

مسقط - الشبيبة

يعد محصول القمح محط اهتمام الكثير من المزارعين في سلطنة عُمان باعتباره محصولًا غذائيًّا مهمًّا يدخل في سلة الأمن الغذائي، ويعد منتصف شهر نوفمبر موعدًا لزراعة القمح في معظم محافظات السلطنة فيما يتبع بعض من المزارعين مواعيد تمتد من منتصف أكتوبر إلى منتصف ديسمبر بحسب موسم الأمطار وتوفر المياه وظروف المزارع.

وتعمل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من خلال أجهزتها المختلفة على دعم وتشجيع المزارعين على زراعة القمح باعتباره سلعة استراتيجية تمسّ الأمن الغذائي، وذلك من خلال إمدادهم بتقاوي الأصناف المحسنة عالية الإنتاجية كما توفر آلات الحصاد والدراس والنشرات الإرشادية وأكياس التعبئة للحقول المزمع شراء التقاوي منها للموسم القادم، هذا بالإضافة إلى الدعم الإرشادي والفني والإشراف المباشر على الحقول.

ويعد محصول القمح أحد المحاصيل الاستراتيجية الغذائية في العالم، حيث تسعى الحكومة إلى رفع معدلات الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول وتقليل الفجوة في الإنتاج وتحسين الجودة لهذا المحصول وزيادة إنتاجيته ورفع قيمته الاقتصادية.

وقالت المهندسة نادية بنت محمد بن سعيد الجابرية رئيسة قسم بحوث المحاصيل الحقلية بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إن المديرية قامت بجهود كبيرة في تحسين وتطوير زراعة محصول القمح عبر تنفيذ البرامج البحثية الاستراتيجية طويلة المدى، ومن أهمها برنامج إدخال أصناف جديدة من قمح الخبز مقاومة لظروف الإجهادات البيئية بسلطنة عُمان وذلك بالتعاون مع عدد من المراكز البحثية الإقليمية والدولية كالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) والمركز الدولي للقمح والذرة الشامية (سيمت).

وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أنه تم خلال العقود الماضية تقييم العديد من أصناف قمح الخبز الجديدة في المحطات البحثية بمحافظتي الداخلية والشرقية التي تخضع للتقييم لمدة 3 مواسم، ثم تنقل للتقييم في الموسم الأخير مع المزارعين ويتم بعدها التوصية بالأصناف التي أثبتت نجاح زراعتها وملاءمتها للظروف البيئية وإنتاجيتها العالية.

وأشارت إلى أن البرنامج الثاني هو تحسين السلالات المحلية العُمانية من قمح الخبز من خلال التربية والتهجين، حيث أتى البرنامج من منطلق اهتمام المزارع العُماني في السلطنة بمحصول القمح ونظرًا لما يمثله هذا المحصول من أهمية اقتصادية وتعدد استخداماته من قبل العُمانيين، حيث ترجع زراعة سلالات القمح العُمانية (كولا، ميساني، سريعا، حميرا) إلى زمن بعيد على مساحات واسعة بكافة أنحاء السلطنة والتي تتسم بقدرتها على تحمل الظروف المناخية المحلية.

وأوضحت أن هذه السلالات تواجه تحديات كثيرة كالتدهور الوراثي وتدني الإنتاجية وميلها للرقاد (الاضطجاع) وحساسيتها للإصابة بأمراض الصدأ والتفحم، لذا توجهت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى إيجاد الحلول المناسبة لتحسين سلالات القمح العُمانية (كولا، ميساني، سريعا، حميرا) وذلك من خلال برنامج التربية والتهجين الذي بدأ بمحطة البحوث الزراعية بجماح بمحافظة الداخلية في عام 2001م لإنتاج أصناف جديدة من القمح.

وأشارت إلى أنه تم اختيار الأمهات لبرنامج التهجين من السلالات المحلية (الكولا وسريعا وميساني) وتم اختيار الآباء من الأصناف (وادي قريات 110ووادي قريات 125ووادي قريات 225 ووادي قريات 302) لكونها مبكرة إلى متوسطة النضج وتسهم في تقليل استهلاك المياه بشكل أكبر، حيث تم الحصول على (4) أصناف هجينة من القمح ذات صفات وإنتاجية جيدة أطلقت عليها تسميات محلية (جبرين ونزوى وبهلاء والنجد)، حيث تم اعتماد وحماية هذه الأصناف في الاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (اليوبوف).

وقال المهندس خالد بن حمد الأغبري رئيس قسم المحاصيل الحقلية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن إنتاج محصول القمح في السلطنة خلال الموسم الزراعي 2020/2021 بلغ نحو 2649 طنًّا محققًا ارتفاعًا بنسبة 19 بالمائة.

وأضاف أن إجمالي الأراضي المزروعة بالقمح في الموسم الماضي بلغ 2449 فدّانًا مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 19.6 بالمائة، مشيرًا إلى أن عدد المزارعين ارتفع خلال الموسم الماضي بنسبة 5.5 بالمائة ليصل عددهم إلى 3067 مزارعًا.

وأوضح أن محافظة الداخلية حققت أعلى مساحة مزروعة حيث بلغت 1109.6 فدان بنسبة قدرها 45 بالمائة من إجمالي مساحات القمح المزروعة في السلطنة، كما أنها الأولى من حيث الإنتاجية لمحصول القمح بإنتاج بلغ 1465.6 طن أي بنسبة 55 بالمائة.