العمانية - الشبيبة
نظمت وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم اليوم ندوة بعنوان "جائزة اليونسكو - السلطان قابوس لصون البيئة".
رعى حفل افتتاح الندوة صاحب السمو السيّد الدكتور فهد بن الجلندي آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس وبحضور سعادة الدكتور حمد بن سيف الهمامي مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى منظمة اليونسكو.
تأتي الندوة بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور ثلاثين عامًا على تسليم النسخة الأولى للجائزة عام 1991م، ومرور اثنين وثلاثين عامًا على إنشائها عام 1989م، وبالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين على إنشاء منظمة اليونسكو، والذكرى الخمسين على انطلاق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، وتستهدف الجهات المعنية بالبيئة الحكومية وغير الحكومية، والمؤسسات غير الربحية، وفئة الشباب والمهتمين.
بدأت الندوة بعرض مرئي يستعرض تاريخ الجائزة ـ التي تمنح كل عامين ـ منذ الإعلان عنها عام 1989م من قبل المغفور له السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - والأفراد والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي فازت بها خلال الأعوام الماضية نظير جهودهم في مجال العمل البيئي والمحافظة على مكونات البيئة.
وألقت آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم كلمة أكدت فيها أن سلطنة عُمان من الدول السباقة عالميًا في مجال حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية والمحافظة عليها باعتبارها حق لكل الأجيال وتراث طبيعي نادر يتطلب بذل المزيد من الجهود للحفاظ عليها حيث يبدو ذلك جليًا من خلال القوانين والتشريعات الموضوعة التي سنت من أجل الحفاظ على هذا الجانب الحيوي من خلال الخطط التنموية الحكومية التي تراعي استدامة الموارد الطبيعية وحمايتها من الاستنزاف عند استغلال الثروات المتاحة.
وقالت إن "رؤية عُمان 2040" أولت اهتمامًا بارزًا بالبيئة وبأنظمتها الأيكولوجية، فمحليا شملت أولوياتها الاهتمام بالبيئة كثقافة راسخة لدى المواطنين والمؤسسات المحلية، ومراعاة المنظور البيئي عند صنع السياسات واتخاذ القرارات، ودوليًا حرصت على جذب اهتمام العالم إلى أهمية حماية البيئة وصون مواردها المتنوعة، ومنح القضايا البيئية طابعًا إنسانيًا من خلال تمكين المجتمع المحلي من أن يصبح عاملًا نشطًا لتحقيق التنمية المستدامة، والقيام بدور إيجابي في تغيير المواقف تجاه القضايا البيئية.
وأضافت أن سلطنة عُمان تعد من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لكونها القضية الحاسمة في هذا العصر، وتعاونت مع منظمة اليونسكو لإنشاء المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، الذي ساهم بشكل ملحوظ في الحد من الكوارث التي تخلفها التغيرات المناخية".
من جانبه قال سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة في كلمة مصورة إن جائزة السلطان قابوس لصون البيئة أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمي في مجال صون البيئة؛ لتشجيع حماية البيئة وصون مواردها والحفاظ عليها.
وأكد أن "رؤية عمان 2040" التي ترأس حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لجنتها الرئيسة ارتكزت على أربعة محاور رئيسة واحدٍ منها خاص بالبيئة تحت مسمى "بيئة عناصرها مستدامة"، بينما عكفت هيئة البيئة منذ إنشائها على صياغة استراتيجية متطورة للقطاع البيئي بمشاركة واسعة من مختلف الجهات من القطاعين العام والخاص وأفراد المجتمع لتلبي متطلبات "رؤية عُمان 2040"، وتحقق الالتزام البيئي محليًا ودوليًا، وتنظيم العمل البيئي، وترفع مستوى الانتاجية؛ لتضع سلطنة عُمان في مصاف الدول المتقدمة وفقًا للتصنيف البيئي العالمي.
وقام صاحب السمو راعي افتتاح الندوة بتدشين معرض الصور الافتراضي الخاص بالجائزة والذي يتكون من ركنين، يحتوي الركن الأول على صور الفائزين بالجائزة منذ تسليمها لأول مرة عام 1992م وحتى عام 2019م.
ويستعرض الركن الثاني من المعرض الصور العشرة الفائزة بالمراكز الأولى في المسابقة الطلابية التي نظمتها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم حول "الرسم التشكيلي لطبيعة عُمان؛ والتي هدفت إلى رسم طبيعة عمان المستقبلية لما بعد عام 2040، حيث فازت بالمركز الأول الطالبة أماني بنت سليمان الدرعية من مدرسة طيمساء للتعليم الأساسي بمحافظة الداخلية، فيما حصلت الطالبة فرح بنت حسن النور من مدرسة الحكمة الخاصة من محافظة مسقط على المركز الثاني، أما المركز الثالث فكان للطالبة فاطمة بنت ربيع العبيدية من مدرسة الشموس بن النعمان للتعليم الأساسي بمحافظة شمال الشرقية.
وتضمن جدول أعمال الندوة جلستي عمل، واشتملت على ثلاث أوراق عمل حيث ألقت الورقة الأولى الدكتورة ثريا بنت سعيد السريرية من هيئة البيئة بعنوان "الاستراتيجية الوطنية وخطة عمل التنوع الأحيائي"، وكانت الورقة الثانية حول "الطهر العربي ـ الجوهرة العمانية المفقودة في جبال الحجر" استعرضها هيثم بن سليمان الرواحي من المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة، سلط الضوء فيها على حيوان "الطهر العربي" المهدد بالانقراض، الذي يستوطن في جبال الحجر الشرقي، والمناطق الأخرى لانتشاره، كما أنشأت سلطنة عمان محمية السرين لتهيئة الظروف المناسبة لتكاثره، وحمايته من خلال سن القوانين، وإجراء البحوث والدراسات حوله.
ودارت الورقة الثالثة حول دور جمعية البيئة العمانية في الارتقاء بالوعي العام حيال القضايا البيئية، قدمتها جواهر بنت سيف الغافرية من جمعية البيئة العمانية تناولت فيها أنشطة الجمعية وبرامجها والأبحاث لحماية البيئة البحرية والبيئة البرية في سلطنة عُمان، ونشر الوعي والتثقيف البيئي لدى أفراد المجتمع.
أما جلسة العمل الثانية فتمحورت حول البيئة والتنمية المستدامة، وتضمنت ثلاث أوراق عمل قدم الورقة الأولى الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي من جامعة نزوى حول "البحث العلمي ودوره في الطاقات المتجددة وصون البيئة"، ألقى فيها نظرة على أوضاع الطاقة العالمية، وأهمية استغلال الطاقات المتجددة والنظيفة للحفاظ على البيئة، وأنواع الطاقات المتجددة وتحديات استخدامها.
وقدم الورقة الثانية في هذه الجلسة كُميل بن أحمد اللواتي رئيس تطوير الأعمال بالشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة عنونها بـ" قطاعات إعادة التدوير والاقتصاد الدائري: استراتيجيات القيمة المحلية المضافة" تناول فيها الغاية من إنشاء شركة بيئة، ومفهوم الاقتصاد الدائري، والمبادرات البيئة التي تنفذها الشركة للمساهمة في القيمة المحلية المضافة.
واختتمت الطالبتان فاطمة بنت سعيد الشحية وشيخة بنت عبدالله الشحية من مدرسة سكينة بنت الحسين للتعليم الأساسي بولاية دبا بمحافظة مسندم الجلسة الثانية، واستعرضتا من خلال عرض مرئي تجارب لمشاريع طلابية في المجال البيئي أقيمت في المدرسة.