أعضاء في "الشورى" ينتقدون أداء وزارة الصحة

بلادنا الخميس ٢٨/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٠٨ ص
أعضاء في "الشورى" ينتقدون أداء وزارة الصحة

مسقط - يوسف بن محمد البلوشي

وجه عدد كبير من أعضاء مجلس الشورى أمس في جلسة الاستماع إلى بيان وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد السعيدي انتقادات واسعة لأداء الوزارة في مداخلات تركزت على الوعود التي أطلقها وزير الصحة حول عدد من المشاريع الصحية وتوقف بعضها، وعلى المنظومة الصحية في السلطنة.
من جهته دافع وزير الصحة عن ذلك مؤكدا أن الواقع الصحي في السلطنة يخالف "التشاؤم" الموجود لدى الأعضاء ومطالبا إياهم بالنزول إلى المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية وبتقديم أدلة ووقائع للوزارة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.
وأبدى عدد من أعضاء مجلس الشورى استغرابهم من كثرة الوعود التي يتقدم بها وزير الصحة دون أن تجد لها حيزا من التنفيذ.
وتوالت تساؤلات الأعضاء حول تأخر تنفيذ المشاريع الصحية ومن بينها المستشفيات المرجعية في عدد من الولايات والمراكز الصحية التي ما زالت دون العدد والمستوى المطلوب وعن كثرة الزحام في المستشفيات وتأخر المواعيد الطبية إلى عدة أشهر إن لم يكن بالسنوات.
وقد بدأ رئيس اللجنة الصحية في مجلس الشورى سعادة علي بن سعيد القطيطي نقاشه لبيان وزير الصحة في الجلسة الاعتيادية الرابعة عشرة من دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة الثامنة بجملة: "أسمع كلامك أصدق أرى الواقع أستغرب"، في دلالة واضحة على استغرابه من الوعود التي أطلقها الوزير في بيانه أمام مجلس الشورى.
وشهدت الجلسة نقاشات ساخنة من قبل الأعضاء وردود موسعة من قبل وزير الصحة حيث أضاف القطيطي في مداخلته: "كيف لأعضاء مجلس الشورى أن يصدقوا ما جاء في بيان وزارة الصحة من وعود في حين أن الوزير نفسه لم ينفذ ما وعد به المجلس في عام 2013 إضافة إلى قائمة المشاريع الكثيرة في الانتظار منذ سنوات"، مشيرا إلى أن ما تم تنفيذه من الخطة الخمسية التاسعة لا يتجاوز 36 % ومن بينها مستشفيات السويق وصحم وغيرها من تأهيل بعض من المستشفيات الموجودة.

الأطباء الوافدون

وأبدى عدد من الأعضاء استغرابهم من إدخال الأطباء الوافدين في اللائحة الطبية في حين أن المتعارف عليه عالميا أن الأطباء والكادر الطبي الأجانب يتم استقطابهم وفق عقود عمل، مشيرين الى عدم رضا عدد كبير من العاملين في القطاع الصحي على اللائحة الطبية إضافة إلى تأخر ترقية عدد كبير من الأطباء والممرضيين العمانيين.
ووجه ممثل ولاية نزوى سعادة أحمد بن سعيد الحضرمي سؤاله إلى وزير الصحة عن أسباب عدم تنفيذ وعده بتحويل المعاهد الصحية إلى كليات رغم ان الموضوع تم طرحه منذ عدة سنوات، متسائلا كذلك عن سبب تأخير تعيين عدد من الخريجين العمانيين في عدد من التخصصات الطبية من بينهم 140 طبيب أسنان و400 ممرض إضافة إلى استمرار انخفاض نسبة التعمين في الاستشاريين والاختصاصين والتي ظلت عند 23 % منذ عام 2013.
وتساءل ممثل ولاية العامرات عن أسباب زيادة حالات الإدمان في السلطنة وعن دور وزارة الصحة في علاج الحالات الموجودة ونشر التوعية من أضرار هذه الآفة التي أصبحت تفتك بحياة ومستقبل المواطنين.
وطالب ممثل ولاية البريمي سعادة محمد البادي بزيادة التنسيق في نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات وفق نظام فعال والتخلص من مشكلة عدم وجود الاسرة.
وتساءل ممثل مرباط بمجلس الشورى عن وضع مستشفى السلطان قابوس بصلالة وعن أسباب التأخير مطالبا بوضع الاعضاء واهالي المحافظة في الصورة.
كما دعا عضو مجلس الشورى ممثل ولاية مطرح سعادة مراد الهوتي الى إبقاء الأطباء العمانيين في الحقل الطبي وليس الإداري داعيا الوزارة في الوقت نفسه إلى تكثيف الرعاية على المعاقين والمسنين.
وتساءل الهوتي عن أسباب ارتفاع معدلات الأخطاء الطبية والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين والمقيمين، بحسب تعبيره.

مصادر بديلة

وناشد ممثل ولاية السيب سعادة هلال الصارمي الوزارة ضرورة البحث عن مصادر بديلة لموازنة القطاع الصحي وعدم الاكتفاء بالدعم الحكومي الذي اعتبر أنه لم يلب المطلوب وما زال دون المستويات العالمية.
وتوالت الأسئلة على وزير الصحة حول أهمية تجويد الخدمات الصحية وتكثيف العمل على إنجاز المشاريع في وقتها وعدم ترحيلها من خطة إلى أخرى وكذلك عدم الانتظار إلى الأنتهاء من الاستراتيجية الصحية في عام 2050 أي بعد 35 سنة لنقول إن الأوضاع كانت صعبة ولم يكن بالإمكان إنجاز نسبة معقولة من الاستراتيجية، بحسب ما جاء في مداخلاتهم.
عن تأخر تنفيذ المشاريع في الخطة الخمسية الثامنة قال وزير الصحة إن هناك توجيها من وزارة الاقتصاد الوطني (الملغاة) يقضي بالتوقف عن البدء في المشاريع الجديدة مع بداية عام 2013.
وعن اللائحة الطبية قال السعيدي إن اللائحة لم تعدها وزارة الصحة منفردة، مؤكدا أنها كانت جيدة في مضمونها وتهدف إلى استقرار الكادر الطبي واستقطاب الكفاءات الطبية الأجنبية. وأوضح أن قيمة الزيادة في رواتب الممرضين وصلت إلى 340 ريالا عمانيا.
وأكد السعيدي أن عددا من الأطباء استقالوا من الوزارة حيث يبلغ عددهم 99 طبيبا وذلك بسبب حصولهم على عروض من الدول المجاورة.
ورد القطيطي على ذلك بالقول إن سياسات الوزارة هي السبب في استقالتهم وإن بعضهم أجبروا على الاستقالة للتخلص من العبء المالي الذي أضافته اللائحة الطبية.

وتيرة التعمين

وذكر السعيدي أن عدد الأطباء العمانيين والممرضين العمانيين تضاعف خلال السنوات العشر الفائتة من عام 2005 – 2015 مشيرا إلى أن وتيرة التعمين لم تتوقف وأن ثبات النسبة مرده إلى التوسع في الخدمات الطبية واستقطاب كوادر من الخارج.
وقال وزير الصحة إن الوزارة أنهت إجراءات بعض الباحثين عن عمل في المجال الطبي وتبقى الدرجات المالية بسبب الأوضاع الاقتصادية الراهنة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الوزارة لن تتهاون في توظيف الكادر غير المؤهل.
وحول زيادة نسبة تعاطي المخدرات قال السعيدي إن هذا خطر يداهمنا ويجب أن نتكاتف جميعا في التصدي له. وأضاف أن هناك لجنة وطنية لمكافحة المخدرات تمثل جميع الأطراف ذات العلاقة، كما أن الوزارة بصدد إنشاء بيوت تعاف خاصة بحالات المخدرات.
وعن مستشفى السلطان قابوس بصلالة قال السعيدي إن التأخير كان بسبب المقاول، مشيرا إلى أن المشروع خرج من الوزارة إلى مجلس المناقصات بنهاية 2015.
وحول تراجع الخدمات الصحية أكد السعيدي أن الجودة هي الشغل الشاغل لوزارة الصحة وأن هناك مديرية خاصة بالجودة مشيرا إلى وجود توسعة في الكم والكيف في الخدمات الصحية. وبين أن المستشفى السلطاني أجرى أكثر من 100 ألف عملية جراحية في العام الفائت منوها إلى وجود خطط لتوسعة مستشفى خولة والمستشفى السلطاني.
وعن الاخطاء الطبية قال السعيدي إن السلطنة في المعدلات المتوسطة في الأخطاء الطبية لافتا الى وجود لجنة للبت في شكاوى الأخطاء الطبية وأنه تتم إحالة المخالفين إلى الادعاء العام.
وأكد السعيدي في معرض ردوده ضرورة زيادة الروافد المالية إلى القطاع الصحي مبديا تشجيعه للشراكة مع القطاع الخاص في هذا المجال.

مشاريع جديدة

وقد ألقى وزير الصحة بيان وزارته أمام أعضاء مجلس الشورى وتحدث فيه عن أن الوزارة تقوم حالياً بالانتهاء من إجراءات عدد من مشاريع التوسعات وهي في مرحلة التناقص الاستشاري أو الإنشائي منها: مشروعان لبيوت التعافي في كل من صحار ومسقط وإنشاء مركز الإخصاب وأطفال الأنابيب ورفع كفاءة مركز مدحا الصحي إلى مستشفى محلي وإنشاء (8) عيادات خارجية بمستشفى دبا وعيادة الأسنان بمستشفى نزوى ووحدة غسيل الكلى بمستشفى بهلاء.
وأضاف في بيانه أن هناك عدداً من المشاريع الجديدة تتمثل في (28) مركزاً صحياً منها (6) مراكز صحية جاهزة للتنفيذ وهي مركز الحلانيات ومركز البشائر ومركز أصيلة ومركز قريات ومركز بوشر ومركز حي الجامع وعدد (12) مركزاً صحياً جاهزة للإسناد. أما فيما يتعلق بالمستشفيات فهناك (8) مستشفيات في طور إجراءات الإسناد و(4) مستشفيات في طور المراجعة النهائية.
وتحدث وزير الصحة عن انخفاض معدل وفيات الرضع (لكل 1000 مولود حي) من 10.2 في عام 2010م إلى 7.9 في عام 2014م، وكذلك انخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر (لكل 1000 مولود حي) من 12.3 إلى 9.7 خلال نفس الفترة، كما صاحب ذلك ارتفاع متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 73.3 إلى 76.6 خلال نفس الفترة.
وتحدث الوزير عن انخفاض أسعار الأدوية في السلطنة فقال: في مجال الأدوية فقد تم تطبيق سعر الدواء الواصل للميناء على (2580) صنفاً، ما أدى إلى انخفاض كبير في أسعار الأدوية فمن بين (200) دواء الأكثر استخداماً من قبل المرضى وأصبح (120) دواءً أقل سعراً من الدول المجاورة.