غدا.. التنمية الاجتماعية تختتم حلقة عمل حول رصد الظواهر الاجتماعية

بلادنا الأربعاء ٢٧/أكتوبر/٢٠٢١ ١٤:٤٠ م
غدا.. التنمية الاجتماعية تختتم حلقة عمل حول رصد الظواهر الاجتماعية

مسقط - الشبيبة

تختتم غدا الخميس حلقة العمل التدريبية التي تنظمها وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة الدراسات والمؤشرات الاجتماعية حول " رصد الظواهر الاجتماعية وتحليل وتوظيفها في إعداد البحوث بالأسلوب العلمي"، والتي قدمتها لفترة 5 أيام مروة بنت ناصر الراجحية من جامعة السلطان قابوس.

وتناولت الحلقة عدد من المحاور وإجراء العديد من الأنشطة والتطبيقات العملية عليها ففي محور البحث العلمي وأهميته والمصطلحات المرتبطة به أوضحت بأن البحث العلمي عبارة عن عملية منظمة لجمع وتحليل البيانات لغرض التوصل إلى حل لمشكلة محددة أو إجابة عن تساؤلات معينة باستخدام أساليب علمية محددة يمكن أن تؤدي إلى معرفة علمية جديدة ، وتوضيح أهمية البحث العلمي في النمو والتطور في كافة النواحي التربوية والاقتصادية والطبية والطبيعية والنفسية والمجتمعية ، وفهم مشكلة معينة وتحليلها ، ورفع مستوى الثقافة والوعي ، وكذلك تقديم رؤية مستقبلية ، وتقييم البرامج ، إلى جانب أهميته في إنجاح المشاريع والأعمال التجارية .

كما تناول المشاركون في الحلقة خطوات البحث العلمي والمتمثلة في : تحديد المشكلة ، ومراجعة البحوث السابقة ، ووضع الفروض ، واختيار تصميم للبحث ، وجمع البيانات ، وتحليل البيانات واختبار الفروض ، وتفسير النتائج ، فمن خصائص أو معايير مشكلة البحث السؤال عن العلاقة بين متغيرين أو أكثر ، وأن تكون قابلة للقياس أو الفحص من خلال جمع المعلومات ، وأن تضيف شيئًا جديدًا للمعرفة ، وإمكانية الحصول على بيانات تخص مشكلة البحث ، وأن تعبر عن فجوات أو نواحي نقص في موضوع معين ، إلى جانب أن تصاغ بطريقة واضحة تكون على شكل هدف أو سؤال ، وكذلك محددات المشكلات البحثية في العلوم الإنسانية ومن ذلك مثلًا : تتغير الظواهر الاجتماعية والإنسانية سريعًا عند مقارنتها بالعلوم الطبيعية ، والسلوك الإنساني المعقد الذي يؤثر على قياس المشكلة وفهمها ، وبعض المشكلات تتعلق بشكل مباشر وغير مباشر بمعايير أخلاقية ضمن المجتمع ، وأيضا هناك الكثير من القضايا الاجتماعية غير قابلة للتجريب المخبري بل على الباحث أن ينتظر حتى تحدث ، إلى جانب دقة القياس .

كما استعرضت مقدمة الحلقة التدريبية شروط " عنوان البحث " ومنها يجب أن يكون عنوان البحث واضح وموجز بدرجة كافية تسمح بتصنيف طبيعة الدراسة، ويجب ألا يحتوي العنوان على كلمات لا لزوم لها، كما يجب أن يحدد العنوان مجال مشكلة البحث ، وتعريف دراسة الحالة وهي نوع من الدراسات الوصفية التي تزودنا ببيانات كمية وكيفية عن عوامل عديدة تتعلق بفرد أو مؤسسة أو عدد قليل من الافراد وحالات محددة ، وتتضمن هذه البيانات جوانب شخصية وبيئية ونفسية وغيرها ، مما يمكن الباحث من إجراء وسف تفصيلي متعمق للحالة موضوع الدراسة ، ولا تستهدف دراسة الحالة عادة الوصول إلى تعميمات حول المجتمع الكبير ، وإنما تفيد نتائجها في فهم الواقع فهما تفصيليا ثم الاستفادة منها في فهم الحالات المماثلة ، كما تتميز دراسات الحالة بأنها مفيدة جدا في دراسة الحالات النادرة وغير العادية للسلوك الإنساني إلا إنها قد تكون مكلفة ماديا وتتطلب وقتاً وجهداً كبيراً.

كما تناولت الحلقة تعريف " الاثنوجرافيا" وهي الدراسة الوصفية لطريقة وأسلوب الحياة لشعب من الشعوب أو مجتمع من المجتمعات، فيعرف " البحث الاثنوجرافي " بأنه الدراسة التي يمكن القيام بها أو إجراؤها في السياق أو الموقف الطبيعي، حيث يقوم الباحث بجمع البيانات أو الكلمات أو الصور ثم يحللها بطريقة استقرائية مع التركيز على المعاني التي يذكرها المشاركون ، كما يتميز المنهج الاثنوجرافي بمجموعة من المميزات منها فهم السلوك الإنساني دون تحكم مقصود أو غير مقصود ، ويتم في مواقف طبيعية بدراسة السلوك في سياقه الطبيعي ، ويعتمد على الملاحظة المباشرة للباحث ، ويختبر ما يحدث فعليا دون الاعتماد على آراء مسبقة ، إلى جانب أنه يعتمد على جمع مكثف للبيانات يمتد لفترة زمنية قد تطول . كما تطرقت الحلقة إلى العديد من الموضوعات المتصلة بموضوعاتها وإجراء التدريبات العملية عليها.

وحول أهمية هذه الحلقة فقد أوضح فهد بن حمد الرحبي مدير الدراسات والمؤشرات الاجتماعية بالوزارة بأنها تتيح رصد الظواهر الاجتماعية بالأسلوب العلمي من حيث كيفية تحديدها ودراستها علميا والدقة في تحليل بياناتها، وركزت الحلقة في بدايتها على الموضوعات النظرية، والتطرق للإطار العملي خلال الثلاثة الأيام الأخيرة، وستعمل هذه الحلقة في خدمة دائرة الدراسات والمؤشرات الاجتماعية بالوزارة في عملية رصد الظواهر من خلال متابعة العاملين فيها لأي من الظواهر الاجتماعية في المجتمع العماني وتحليلها بطريقة علمية ، بالإضافة إلى أهمية الجانب الإحصائي وعملية تحليل البيانات كي تفيد متخذ القرار في معالجة هذه الظواهر والتوصل إلى نتائج معينة تخدم متخذي القرار .

وقال المشارك سليمان بن ساعد العبري مدير مساعد بدائرة الدراسات والمؤشرات الاجتماعية بالوزارة: تكمن أهمية الحلقة التدريبية في زيادة الوعي وصقل المهارات والخبرات لدى المتخصصين في مجال الدراسات الاجتماعية، وأشار إلى أن المادة العلمية المقدمة تخدم العمل الاجتماعي الذي تقوم به الوزارة لدراسة الظواهر الاجتماعية بأسلوب علمي مقنن يتبع جميع المقاييس كالاستبيان والملاحظة وبعض البرامج المتخصصة في حساب الإحصائيات وتحليلها ، وأكد على ضرورة استخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الإنسانية من أجل تحليل البيانات بطريقة علمية دقيقة.

ومن جانبها بينت المشاركة ثمّنة بنت علي السيابية أخصائية إدارية بمركز الأمان التابع للمديرية العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة بالوزارة على تركيز هذه الحلقة على أهمية الأخذ بالبحث العلمي في معالجة الظواهر الاجتماعية وقد أتاحت للمشاركين إجراء التدريبات العملية التي تؤهل في اتباع الإجراءات المنهجية في ذلك، كما بينت الفرق بين العديد من المصطلحات والتعاريف العلمية التي لها صلة بعملية البحث ودراسة الظواهر.

وأكدت ابتسام بنت محمد اللمكية أخصائية اجتماعية بالأمانة الفنية للجنة الوطنية لشؤون الأسرة أن الحلقة تعد إضافة وبمثابة تنشيط لما تم دراسته سابقا في التخصصات الدراسية من مناهج البحث وأدواته وكيفية تحليل البيانات الاجتماعية وتفسيره، وكذلك إعداد دراسات تخدم واعق عملنا كمتخصصين في وزارة التنمية الاجتماعية.