ليستر ...يصعق بلاد الضباب

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٧/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٤٩ م
ليستر ...يصعق  بلاد الضباب

باسم الرواس

ليس كمثله انجاز ينتظر فريق ليستر سيتي هذا الموسم .

الفريق القادم من المجهول بات على بعد خطوات من التتويج بلقب الدوري الاغلى على مستوى العالم .

من الصدف الفريدة ان يتأهب "ليستر" لالتهام اللقب الاول في تاريخه بمواجهة مانشستر يونايتد في اولد ترافولد، مع ما يحمله توقيت المباراة يوم السبت في الاول من مايو من معان بالغة اذ يصادف عيد العمال العالمي .

كافح "ليستر" واجتهد هذا الموسم، بل نجح كمن "حفر الجبل بإبرة" في بلوغ المحطات الثلاث الاخيرة من عمر "البريميرليغ" متفوقا على اقرب منافسيه توتنهام هوتسبيرز بفارق 7 نقاط .

لم تعد انتصاراته صدفة، ولا ادائه الجميل "مغامرة"، ولا تألق لاعبيه سوى عادة أتقنها الفتى الجزائري رياض محرز ومن معه حين نجحوا باثبات روعة كرة القدم التي لا تعترف بالاسماء الكبيرة، أندية كانت ام لاعبين !

بقي على كلاوديو رانييري وضع "اللمسة الاخيرة" على انجازه الذي سيتحدث عنه العالم لسنوات طويلة، وبقي على جماهير الساحرة المستديرة العاشقة للأندية التي لا تملك مقومات المنافسة على الالقاب الايمان أكثر بأنديتها .. فما فعله "ليستر" صحى به "جنون" الكرة من جديد ونصر من خلاله تلك الاندية التي تصنف "يتيمة" في خانة الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي .

قبل ثلاثة مواسم، عاشت جماهير فريق فتح السعودي التجربة نفسها مع مدرب مغمور قادم من تونس (فتحي الجبال) . لم يكن اي عاشق لهذا الفريق "المتواضع" جماهيريا يتصور أن ينجح فريقه بالسير نحو اللقب امام "عتاولة" الدوري السعودي كالهلال والاتحاد والاهلي والنصر .. لكنه فعلها وانتصر للروح الجماعية .. واليد الواحدة !

محرز .. تحية !

رياض محرز .."حدوتة جزائرية"، نسج خيوطها لاعب وُصِف ب"البطيء"، و"الصغير"،و"النحيل" تربع اليوم على عرش الافضل في الدوري الانكليزي.

أن يتمكن رياض من خلافة اريك كانتونا (مانشستر يونايتد)، وتييري هنري ودينيس برغكامب (ارسنال) وغاريث بايل (توتنهام حينها) ولويس سواريز (ليفربول حينها) وايدين هازارد (تشلسي) فان هذا يعني ان اللاعب دخل في نادي "الكبار" عالميا .

لن أتحدث عن رياض،الجزائري، او العربي، او "المسلم"، ف"كرة القدم" لا تعترف ب"الجنس" و"الدين" و"القومية" لكن سأتحدث عن مواصفات هذا اللاعب نجح بتحويل وفاة والده الى نقطة تحول ايجابية في حياته، "وفاة والدي عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري كانت نقطة الانطلاق . لا ادري ما اذا كنت اصبحت اكثر جدية، لكن ما هو اكيد ان الامور تغيرت كثيرا بعد رحيله".

حتى كتابة هذه السطور، سجل رياض (24 عاما) 17 هدفا وقدم لزملائه 11 تمريرة حاسمة والموسم لم ينته بعد .. بانتظار الهدف المقبل الذي سيسجله خارج الشباك هذه المرة . أندية العالم ستتهافت عليه، أي منها سيختار !