القدس المحتلة – نظير طه
تقدّر قيادة الجيش الإسرائيليّ المسؤولة عن الضّفّة الغربيّة المحتلّة أنّ الهبوط الملحوظ بعدد العمليّات التي ينفّذها فلسطينيّون ضدّ إسرائيليّين في الأسابيع الأخيرة، لا يشير إلى انضباط أو تراجع منهجيّ في الهبّة الشّعبيّة، وما هو إلّا هدوء ما قبل العاصفة القادمة، التي وصفها مسؤولو الكتيبة التي تدير احتلال الضّفّة، على أنّها ستكون أشدّ وأعنف.
وقامت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، بمحاورة الضّبّاط الإسرائيليّين السّتّة المسؤولين عن ستّ كتائب تابعة للجيش الإسرائيليّ تسيطر على الضّفّة الغربيّة المحتلّة، إذ 'استغلّت الهدوء'، على حدّ وصفها، الذي طرأ في الأسابيع الأخيرة، على عدد العمليّات الفلسطينيّة، لتحاور الأشخاص الذين يقفون على هرم قيادة الجيش الإسرائيليّ بالضفّة الغربيّة المحتلّة، من أجل تقييم أوضاع الهبّة الشّعبيّة الفلسطينيّة. وستنشر 'يديعوت أحرونوت' الحوار الكامل مع قادة جيش الاحتلال، في عددها الصّادر غدًا الخميس.
وأشارت إطلالة على الحوار الذي سينشر الخميس، إلى أنّ المسؤول عن جيش الاحتلال في الضّفّة الغربيّة، منح تعليمات لكافّة ضبّاط الكتائب المختلفة بالضّفّة، بإجراء محادثات حول جريمة الجنديّ القاتل، إليؤور عزاريا، الذي أعدم الشّهيد عبد الفتّاح الشّريف من الخليل، بينما كان ملقًى على الأرض دون حراك، وذلك بهدف 'تحديث أوامر إطلاق النّار'.
وتناول الحوار مع ضبّاط الاحتلال سبل مواجهة وقمع الهبّة الشّعبيّة الفلسطينيّة، الذين 'كشفوا الطّرق التي أدّت لهبوط في عدد العمليّات، ولم يخشوا من التّطرّق أيضًا للقضايا الأخلاقيّة الحسّاسة التي تمزّق الجيش الإسرائيليّ، من الدّاخل'.
وتحدّث المسؤول عن منطقة المجمّع الاستيطانيّ 'غوش عتصيون' الواقعة جنوبيّ الخليل، عن كيفيّة قمع الهبّة الشّعبيّة الفلسطينيّة في قرى محافظة الخليل، إذ تطرّق إلى قرية سعير، جنوبيّ الخليل، والتي خرج منها 12 شابًّا نفّذوا عمليّات، خلال شهرين ونصف 'فحصنا من أيّ العائلات خرج هؤلاء، وقمنا بنشاطات ضدّ هذه العائلات فقط، في الوقت الذي منحنا باقي العائلات في القرية تسهيلات'. وأضاف مسؤول جيش الاحتلال 'تعرّفت (العائلات) على الأمر بسرعة، وكبحت كلّ من استلزم كبحه'.