نيويورك – ش – وكالات
حذر نائب الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، علي الزعتري من النقص الحاد في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في ليبيا. وقال الزعتري في بيان له، اليوم الأربعاء، إن الزيادة طفيفة جدا في تمويل الخطة، ونخشى ألا تكفي لما بعد شهر يونيو المقبل.
وأضاف أن إجمالي ما يجري صرفه حتى شهر يونيو قد يصل إلى 30 مليون دولار من إجمالي المبلغ المطلوب والبالغ 165.6 مليون دولار. وقال إن "خبراء الصحة حذروا من زيادة تفشي الأمراض"، مشيرا إلى خدمات التخلص من النفايات والصرف الصحي توقفت في العديد من المناطق.
ولفت الزعتري إلى أن كثيرا من اللاجئين والنازحين وصلوا إلى حد الانهيار بسبب النقص الحاد في المواد الأساسية والدواء وعدم توفر ظروف آمنة وصحة لعيشهم. وأطلقت البعثة الأممية برنامج لاستجابة الإنسانية إلى التخفيف من محنة النازحين واللاجئين في ظل الصراع القائم في ليبيا.
وعلى صعيد آخر؛ نشرت دورية "ستراتفور" تقريرا تحليليا مفصلا عن الوضع في ليبيا يخلص إلى انقسام في صفوف القوى التي تشكل "حكومة الوفاق الوطني" التي دخلت طرابلس برعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وتنافس بين تلك القوى والجيش الوطني الليبي على محاربة الإرهاب.
ويركز التقرير على الاستعداد الجاري لمواجهة معقل داعش فيما وصفت "معركة سرت"، بعدما طرد الجيش الليبي عناصر القاعدة وداعش من درنة.
ويشير تقرير ستراتفور إلى ما تواتر من أنباء عن وجود قوات أجنبية "قليلة العدد" حتى الآن في ليبيا تعمل بشكل رئيسي مع ميليشيات مصراته، إحدى مكونات الحكومة التي شكلتها الأمم المتحدة.
وذكر أن السفير الأمريكي في روما سبق وصرح بأن إيطاليا تستعد لإرسال قوات قوامها 5 آلاف عسكري إلى ليبيا، فيما بدا أنه اتفاق على أن تقود إيطاليا تدخلا عسكريا غربيا في ليبيا يضم بريطانيا وفرنسا ودعما أميركيا.
وكانت القوى الغربية أعلنت مرارا أنها بانتظار طلب الحكومة الجديدة المشكّلة ضمن عملية الأمم المتحدة التدخل العسكري الأجنبي لتقوم بتلك المهمة، وذلك بعد سنوات من إصرار غربي على عدم رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي الذي يحارب الإرهاب عمليا في بنغازي وغيرها في الشرق وحتى الزنتان غربا.
ويضيف التقرير أنه مع دخول قائد الميليشيا عبد الرحمن السويحلي ضمن تركيبة الأمم المتحدة لقيادة ليبيا، يعمل على تجميع عناصر ميليشيات مصراته للاستيلاء على سرت قبل أن يخوض الجيش الوطني معركته ضد داعش في المدينة والمتوقعة في غضون أيام.
يذكر أن ميليشيات مصراته كانت تسيطر على سرت منذ انهيار نظام القذافي، وحرقت ودمرت المدينة بكل ما فيها ثم بعد ذلك دخلتها عناصر داعش والقاعدة مع تركيز ميليشيات مصراته على طرابلس التي احتلتها حكومة غير شرعية تضم الإخوان وقادة الميليشيات المتمردة على الشرعية.
ويرسم التقرير في خلاصته صورة غير حاسمة، حتى لمعركة سرت، مشيرا إلى تنامي الدعم الدولي لحكومة الوفاق في طرابلس قد لا يصلح كثيرا "تباين توجهات مكوناتها من إسلاميين وقوميين وميليشيات مناطقية".