بقلم: سناء الزدجالية
كيف وصلت المرأة العمانية اليوم بأن تأخذ بزمام الأمور في جميع المجالات ؟ ماذا فعلت لتنفض غبار التهميش؟ وكيف استطاعت أن تكسر الحواجز السلبية عن طريقها نحو القيادة ؟
على الرغم من تعدد الأقاويل بأن المرأة لن تستطيع تحمل المسؤوليات على مر العصور وعلى الرغم ما تحمله هذه الكلمات من طعونٍ وسهام توجه في حق المرأة إلا أن المرأة العمانية استطاعت بدورها وسمو أفكارها إضافة الى الشغف والمبادرة الكامنة بجوفها بأنها تصل الى ما أولاها حضرة صاحب الجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه في خطابه قائلاً: « لقد أولينا منذ بداية هذا العهد اهتمانا الكامل لمشاركة المرأة العمانية، في مسيرة النهضة المباركة فوفرنا لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف ودعمنا دورها ومكانتها في المجتمع، وأكدنا على ضرورة اسهامها في شتى مجالات التنمية» من هذا المنطلق وفي الآونة الأخيرة أثبتت المرأة العمانية دورها الجليل في بناء عمان وتحدي جميع المعضلات والمضي قدماً نحو عجلة التطور والتنمية والمساهمة الفاعلة في بناء و رفعة هذا الوطن المعطاء في كافة المجالات، حتى أصبحت رائدة عملياً وعلمياً.
إذ تعد المرأة العمانية هي القائدة القادرة على التأثير في المجتمع من حولها وهي القادرة على تربية و انشاء أجيال متماسكة ومتعاضدة وقادرة على بناء الوطن والتغلب على المحن، ويظهر ذلك جلياً عندما نرى التلاحم الوطني حاضراً في كل الظروف، فالمرأة العمانية قيادية بتربية أبنائها في المنزل، قيادية بتعليم أجيالها في المدرسة، قيادية بتقديم الرعاية الصحية لمرضاها، قيادية بتحملها الأعباء الهندسية على عاتقها، قيادية باتخاذ قراراتها الإدارية. لذا فهي تحمل على عاتقها الكثير من الأدوار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية المحيطة بها، كما وتعد المرأة أحد المحركات الأساسية لوتيرة التطور والانفتاح على العالم الخارجي، فتقف صفأ بجانب الرجل والاهتمام بدورها في المجتمع كما قال الدكتور حسان حتحوت: «لا يمكن لحضارة أن تبنى على شخص يقفز على رجل واحدة» أي أن المجتمع بحاجة الى قيادات نسوية قادرة على تحويل المجتمع التقليدي الى مجتمع ثقافي قادر على انصاف المرأة بتعزيز واحترام حقوقها والاسهام في قيادة المجتمع الذي تمثل فيه المرأة نصفه الآخر.
إن المرأة العمانية القيادية مدعوة للإسهام في التنمية إذ تتسم بقوة الشخصية والحكمة والرزانة التي تظهر جلية في سلوكها وقراراتها، علواً على ذلك الذكاء الذي يعد من أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة القيادية فهي تملك ذكاء عاطفي يساعدها على العمليات القيادية والإدارية.
إن السلاح الذي تملكه كل امرأة عمانية هو الدعم المستمر من الحكومة الرشيدة بانصاف حق المرأة واشراكها في شتى المجالات ليتسنى لها البحث بما يتناسب مع شغفها وطموحها والمشاركة الفاعلة في تنمية الوطن، إذ أنها تملك الإمكانات الكافية على تحقيق ماتريد والوصول الى المناصب العليا، كما استطاعت التغلب على جميع المعوقات الاجتماعية والثقافية، النفسية والخصوصية، السياسية والقانونية والإعلامية وأصبحت متفردة بقراراتها، حازمة بتضحياتها، وقادرة على تأهيل جيل واعي يواكب تطورات وتغيرات العالم المتسارعة.
لم تقف المرأة العمانية الى هذا الحد بل واصلت مسيرتها التنموية لتصبح اليوم مثالاً يفتخر به الوطن فقد كونت لنفسها كيانا مستقلا استطاعت أن تحلق به محليا ودولياً حاملة معها ثقافة المجتمع المستمد جذوره من الإرث التاريخي والحضاري العماني.