سماعات لتتبع نشاط الدماغ

راشيل ريتنر- ترجمة: أحمد بدوي

الكثيـــر من الأجهـــزة القابلة للارتداء يمكنها تتبـــع معدلات نبض القلب وخطوات القدم ودرجة حرارة الجسم أو النوم، ولكن أحدث تلك الأجهزة يهدف إلى ما هو أبعد من مجرد النشاط البدني إلى تتبع النشاط الذهني.

ويقول منتجو الجهاز الجديد الذي يأتي في شكل سماعات مع أقطاب أن الجهاز يحسن التركيز ويكشف عن التوتر كما أنه يمكن المستخدم من المشاركة في ألعاب الفيديو باستخدام التركيز الدماغي. ويعمل الجهاز عن طريق الكشف عن النشاط الكهربائي للمخ، أو موجات المخ، وذلك باستخدام تخطيط كهربائية الدماغ.

ويقول خبراء مستقلون أنه من الناحية النظرية يمكن للأجهزة القابلة للارتداء على الدماغ أن تقوم بذلك، فقد أظهرت الأبحاث على مدى العقود العديدة الفائتة أن إشارات كهربائية الدماغ ترتبط بالتركيز والذاكرة والانتباه وحتى الأفكار الخاصة بتحريك جزء معين من الجسم، بيد أنه ما تزال هناك تساؤلات حول مدى قدرة بعض الأجهزة القابلة للارتداء للدماغ على الكشف عن موجات الدماغ في ظروف الحياة اليومية التي لا تخضع للرقابة الدقيقة كما هو الحال في المختبر. فإشارات الدماغ نفسها ضعيفة إلى حد ما، وحتى أدوات المختبر الأكثر تقدما وتكلفة قد تواجه مشكلة في الكشف عنها بل ويمكن خداعها من وقت لآخر.
يقول جيروين شولك عالم الأعصاب في مركز ادز ورث في نيويورك: إذا كان من الصعب الكشف عن تلك الإشارات الصغيرة في المختبر مع توفر معدات باهظة الثمن عالية الجودة من الواضح أن هذا الموضوع سيواجه تحديات أكبر وبخاصة في البيئة التي لا تخضع للسيطرة.
ويقر خبراء الصناعة بمحدودية الأجهزة القابلة للارتداء للدماغ لكنهم يقولون إنهم صمموا برمجيات تعالج جزئيا هذا القصور. ومن بين أجهزة الدماغ القابلة للارتداء ما تم تقديمه عام 2009 من قبل شركة NeuroSky وهو عبارة عن سماعة رأس يمكن استخدامها لممارسة لعبة تسمى Mindflex حيث يحرك المستخدم كرة حول مضمار صغير به عقبات باستخدام قدرة الدماغ، ومع زيادة التركيز ترتفع الكرة في الهواء من خلال مروحة مزودة بمحرك بينما يؤدي الاسترخاء إلى خفض الكرة كما تقول الشركة.
وتسوق NeuroSky الآن أيضا جهاز سماعة MindWave متحرك يمكن استخدامه مع عدد من التطبيقات تقول الشركة إنها تساعد من خلال ممارسة اللعب في الحد من الإجهاد وزيادة الاهتمام وحتى المساعدة في التعلم.
وهناك جهاز آخر من شركة InteraXon لقياس موجات المخ لمساعدة الأشخاص وإعطاء فكرة أفضل عن حالة نشاط المخ وصفاء الذهن.
كما قدمت الشركة مؤخرا جهاز Melon القابل للارتداء وتقول إنه يحسن التركيز.
ويؤكد شولك على إمكانية قيام أجهزة قابلة للارتداء بقياس موجات المخ في ظروف معينة، ولكن المشكلة هي أن جميع أجهزة التخطيط الدماغي تلتقط أيضا إشارات من مصادر أخرى مثل حركات العضلات أو الأجهزة الكهربائية الأخرى، التي يمكن أن تبدو وكأنها إشارات من الدماغ.
ويقول خبراء أن الشركة تريد تشجيع ليس فقط المطورين ولكن المجتمع بأسره للتفكير فيما يمكن لسماعات الرأس القيام به وما لا يمكنها فعله ومن ثم فالتجربة ليست مخيبة لآمال المستخدمين.

عن لايف ساينس