بقلم : خالد السقا
مسيرة طويلة مليئة بالإنجازات حققتها المرأة العمانية لصالح مجتمعها ووطنها، حيث أسهمت في كثير من برامج ومبادرات ومشاريع التنمية، وكان لها حضورها الأصيل في شتّى المجالات وصولا إلى العهد الزاهر لجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد الذي منح نساء بلاده مساحات واسعة تواكب التطور الذي تشهده السلطنة والتي يعمل فيها كل عماني وعمانية بكل طاقته وفكره من أجل نهضة عمان التاريخ والعراقة.
الآن تتقدم المرأة العمانية بكل عزيمة وهي ترتقي في العمل العام والعلوم والمعرفة وبناء الدولة، ويبرز ذلك الحضور اللافت والمهم للسيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية حرم جلالة السلطان هيثم بن طارق، التي تحفز كل امرأة عمانية لكي تواصل المسيرة والعمل بذات الروح الوثّابة التي تنطلق في فضاءات التنمية العمانية، وهي تمتلك المعرفة والقدرة المذهلة على الإنجاز، فالسيدة الجليلة لها معرفة واسعة في مجالات الاجتماع والتاريخ والثقافة والأدب والفن.
تلك الشخصية الملهمة أضافت الكثير للمرأة العمانية ويكفي أن السلطان هيثم قرر توليتها عهد تسليم أوسمة "الإشادة السلطانية"، في يوم المرأة العُمانية لعام 2020م لعدد من الشخصيات النسائية، وفي ذلك تقدير كبير لكل عمانية، فهي تمثل هذه المرأة وتدعمها وتعزز حضورها العملي والعلمي الذي وصل بها إلى الآفاق العالمية كمبتكرة ومبدعة في العلوم الإنسانية المختلفة.
في يوم المرأة العمانية الذي يصادف يوم 17 أكتوبر من كل عام، تقدم العمانيات مزيدا من الحضور والإنجاز، وبدعم السيدة الجليلة عهد تمتد الطموحات والآمال والتطلعات، تأسيسا على قواعد راسخة وقوية انطلقت منها المرأة العمانية عبر التاريخ، فقد شهدت السلطنة إشهار أول جمعية للمرأة العمانية في مسقط عام 1972م وذلك عمل مؤسسي متقدم ومبكر بالنسبة للمرأة في محيطنا الخليجي والعربي.
وقد ظلت المرأة العمانية حاضرة في المشهد التنموي للسلطنة من خلال العديد من مؤسسات الدولة في السلطنة التي منحت المرأة حقوقها لأداء دورها على الوجه الأكمل، ففي عام 2001م انطلق مشروع الإستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة العمانية، كما أن لها دورها الحيوي في مجلس الشورى ومجلس الدولة والمجالس البلدية، إلى جانب مشاركتها في منظومة العمل بالسلطنة حيث تجاوزت نسبة العمانيات في القطاعين العام والخاص 33% من إجمالي عدد العُمانيين المشتغلين في هذين القطاعين.
وفي ظل دعم الدولة وتحفيز السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله، اتسعت نطاقات مشاركة المرأة العمانية في مؤسسات المجتمع المدني ومجال تمكين المرأة من خلال جمعيات المرأة العمانية في ولايات السلطنة التي بلغ عددها خمسة وستين جمعية وفرعا، في الوقت الذي تقلدت فيه المرأة العديد من المناصب القيادية في مجال العلوم والبحث العلمي في السلطنة.
تمضي المرأة العمانية لتقدم نموذجا رائعا في التنمية ونهضة الشعوب، وتعمل السيدة الجليلة عهد من أجل مزيد من الإنجاز والعمل الذي يتناسب مع القدرات غير المحدودة للمرأة العمانية، وذلك ما ينعكس في نهضة السلطنة وتقدمها وازدهارها حيث يعمل الجميع بكفاءة واقتدار من أجل التحوّل الكبير في النهضة الشاملة والتنمية المستدامة، وفي ظل الدعم اللا محدود من السيدة الجليلة عهد التي تمثّل العمانيات في طموحاتهن وآمالهن نتوقع أن نشهد، بإذن الله، مزيدا من التطور والظهور المشرف في منصات العلوم والإبداع والابتكار الدولية.