الإقبال على المباعدة لا يتعدى 29%..والصحة تدشن حملة للتوعية

بلادنا الخميس ١٤/أكتوبر/٢٠٢١ ١٣:٤٠ م
الإقبال على المباعدة لا يتعدى 29%..والصحة تدشن حملة للتوعية

مسقط - الشبيبة

دشنت وزارة الصحة ممثلة بدائرة صحة المرأة والطفل صباح اليوم (الخميس) الحملة الوطنية للمباعدة بين الولادات 2021 تحت شعار "هي لنا حضن" وذلك بديوان عام وزارة الصحة .

وقد أشاد الدكتورسعيد بن حارب اللمكي مدير عام الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة في بداية كلمته بجهود العاملين الصحيين بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة ودور مقدمي الخدمة في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية فيها بالرغم من الظروف الإستثنائية التي مروا بها ، وأضاف: يعتبر برنامج المباعدة بين الولادات في السلطنة من أهم البرامج التي تبنتها وزارة الصحة من عام 1994م و تأتي أهمية صحة المرأة من الإهتمام الدولي بهذه الخدمة ، كما أن 60% من الخدمات التي تقدم على مستوى الرعاية الصحية الأولية هي لصحة المرأة والطفل وقد أخذت حيزا كبير جدا من المنظومة الصحية .

وأضاف : إن البرامج الموجهة لصحة المرأة والطفل نابعة من كثير من الإستراتيجيات الدولية ، حتى تأخذ منها الدول ما يتناسب مع مجتمعاتها ، وهو هدف من أهداف التنمية المستدامة والذي خصص هذا الهدف لصحة الأسرة والغاية السابعة تركز على صحة المرأة وتحديدا وتوفير أدوات المباعدة المختلفة ، كحق من حقوق المرأة ، وأضاف اللمكي :

وقد أشارت بعض المسوحات الصحية أنه لا زال الإقبال على المباعدة بين الولادات لا يتعدى 29% ، لذا نعول على العامليين الصحيين في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية نشر المزيد من التثقيف في هذا الجانب .

كما استعرضت الدكتورة جميلة العبرية مديرة دائرة صحة الأم والطفل جهود الوزارة في المباعدة بين الولادات.وتطرقت إلى استراتيجيات برنامج المباعدة بين الولادات وأثرها على صحة الأم والطفل. وأشارت إلى أن الحملة تهدف إلى تحسين مؤشرات صحة الأم والطفل والجدوى الإقتصادية للقطاع الصحي والفوائد الاجتماعية والالتزامات الدولية.واختتمت بأن المباعدة بين الولادات أحد التدخلات الأساسية لتحسين صحة المرأة والطفل والمؤشرات الصحية المرتبطة بهاتين الفئتين.

وكما قدمت الدكتورة فاطمة الهنائية رئيسة قسم صحة المرأة عرضا عن الخطة الوطنية للتوعية بين الولادات و منهجية العمل لسير الحملة خلال شهر أكتوبر ونوفمبر. وذكرت أيضا الفئات المستهدفة من الحملة ، وقالت : إن الحملة يتم تقييمها من قبل خبيرة في مجال الاتصال بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

كما أكدت على أهمية دور دائرتي العلاقات العامة والإعلام ودائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية في تنفيذ الخطط الإعلامية المتعلقة بالحملة وايصالها لوسائل الإعلام عبروسائل الإعلام المختلفة ووسائل ووسائل التواصل الإجتماعي .

يتمثل الهدف الأساسي للحملة في تعريف المجتمع بمفهوم المباعدة بين الولادات وذلك بترك فترة زمنية لا تقل عن ثلاث سنوات بين الحمل والحمل الآخر عن طريق استخدام احدى وسائل المباعدة الفعالة والمأمونة.

ومن فوائد هذه الحملة تقليل المخاطر التي تتعرض لها الأم خلال فترة الحمل والولادة فقد اثبتت الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية"أن الاحمال المتقاربة تزيد من احتمالية وفيات الأملاص، وفيات حديثي الولادة، وولادة أطفال خدج و أطفال ناقصي الوزن عند الولادة ونتيجة لتكرار الحمل تتعرض الأم لعدة مخاطر منها الولادة المبكرة، انفصال المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة إما بشكل كامل أو جزئي، وانخفاض الوزن عند الولادة وتزايد حدوثها إذا كانت الأم تعاني من سوء التغذية ومضاعفات أثناء الحمل.

ومن التدخلات التي تبنتها وزارة الصحة: توفير خدمة المباعدة بين الولادات في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية لتكون قريبة وسهلة الوصول للنساء.وتتنوع وسائل المباعدة بين الولادات التي تتوفر في هذه المؤسسات من وسائل هرمونية (حبوب أحادية الهرمون، حبوب ثنائية الهرمون، الإبر والغرسة) ووسائل غير هرمونية (اللولب والواقي الذكري) وتعد هذه الوسائل المتاحة للمباعدة في الشهور الأخيرة من الحمل، كما يتم تقديم النصح والإرشاد للأم بعد الولادة وعند زيارة المؤسسة الصحية بعد الولادة في زيارة الإسبوعين وزيارة الأربعين، وكذلك عند احضار طفلها لعيادة التحصين.

وقد تم العمل على اعداد خطة تنفيذ الحملة الوطنية للمباعدة بين الولادات من قبل دائرة صحة المرأة والطفل وبالتعاون مع الشركاء من الدوائر المعنية في الوزارة وهي دوائر: التغذية ، التثقيف وبرامج التوعية الصحية ، المبادرات المجتمعية الصحية ، الصحة المدرسية والجامعية والمديرية العامة للمؤسسات الصحية الخاصة، ودائرة العلاقات العامة والاعلام.

واستعرضت الدكتورة نوال الراشدية مديرة دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية مشروع وقاية هو مشروع قائم على منهجية علمية لحل بعض المشاكل الموجودة في المجتمع ومن ضمن توجهاته للتدخل قضايا المباعدة بين الولادات وتعتبر الحملة الوطنية للمباعدة بين الولادات مدخل قوي لاختيار قضية مشروع وقاية وبذلك يكون هناك استمرارية في الحملة من خلال المشروع ووضع التدخلات المناسبة وقياس الأثر الايجابي في المجتمع لمدة أطول ليحقق الهدف الأسمى من المشروع .

ولعل أبرز ما يميز الحملة هذا العام هو مشاركة المؤسسات الصحية في القطاع الخاص فقد تم عقد اجتماع مع بعض المؤسسات الصحية الخاصة للتعريف ببرنامج المباعدة بين الولادات وأهداف الحملة الوطنية ودور القطاع الخاص في تعزيزو تقديم الخدمة وزيادة التوعية للمترددين على هذه المؤسسات.

وأكدت جميع المؤسسات الصحية الخاصة استعدادها للمشاركة في الورش التدريبية ونشر المواد التثقيفية عن المباعدة بين الولادات في المواقع الرسمية للمؤسسة ووسائل التواصل الإجتماعي الخاص بها.

وتشمل الفعاليات التي تنظمها الحملة تدريب الكوادر الطبية وإقامة ندوة للمجتمع بعنوان "التخطيط والاستقرار الأسري" ، وتنظيم محاضرات لطلاب المدارس وورش عمل للطلاب في الكليات والجامعات، حيث يتم تنفيذ هذه الأنشطة وفق جدول زمني بالتنسيق مع الجهات المعنية. ومن الجانب الإعلامي تم التنسيق مع نخبة من الإعلاميين في القنوات الإعلامية.

يذكر أن حرص الجميع على تحسين صحة الأم و الطفل يأتي ضمن المسؤولية المجتمعية.ولأن الصحة مسؤلية الجميع فإن دائرة صحة المرأة والطفل تدعو الأمهات لإستخدام الوسائل المتاحة للحفاظ على صحتهن وصحة أطفالهن من أجل حياة أسرية سعيدة.