برلين – – وكالات
رفضت منظمة «من أجل اللجوء» الألمانية المعنية بحقوق اللاجئين خطط الحكومة الألمانية لفرض محل إقامة معين على اللاجئين، بمن فيهم المعترف بحق لجوئهم. وقال نائب المدير التنفيذي للمنظمة، بيرند ميسوفيتش «هذه ليست فكرة جيدة من ناحية سياسة الاندماج».
وذكر ميسوفيتش أنه لا يجوز تقييد اللاجئين في مناطق ضعيفة هيكليا، حيث تندر فرص العمل، موضحا أن تلك الخطط ستؤدي إلى زيادة صعوبة الاندماج في سوق العمل والمجتمع، وقال: «بهذه الطريقة ستستمر الوصاية على اللاجئين حتى عقب الاعتراف بحق لجوئهم».
وأشار ميسوفيتش إلى أن الباحثين عن فرص عمل من الألمان يتم مطالبتهم دائما بالمرونة والتنقل، وأضاف: «لا يوجد سبب لعدم تطبيق ذلك على اللاجئين أيضا».
وذكر ميسوفيتش أن خطط فرض مقر سكني معين على اللاجئين أمر خلافي من الناحية القانونية أيضا، وقال: «الحق في حرية التنقل يسري أيضا على اللاجئين... عندما يتم الاعتراف بطالب لجوء وفقا لميثاق جنيف للاجئين فإنه من الصعب تطبيق مثل هذه الخطط».
من جهة أخرى وقعت اشتباكات بين أنصار حركة «بيجيدا» المعادية للأجانب ومتظاهرين مناوئين في مدينة بوتسدام الألمانية عقب مسيرة للحركة.
وبحسب بيانات الشرطة، حاول مناهضو بيجيدا مهاجمة أنصار الحركة الذين كانت ترافقهم الشرطة إلى محطة القطار خلال مسيرة بعنوان «نزهة مسائية». وتم قذف حجارة وألعاب نارية ولافتات مرورية وحاويات قمامة خلال الاشتباكات. واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين. وقام مئات الأفراد في وقت سابق بتنظيم مسيرة سلمية إلى حد كبير ضد بيجيدا في وسط مدينة بوتسدام شرقي ألمانيا. وتجمع نحو مئة متعاطف مع بيجيدا في ميدان «باسين» على بعد مئة متر من التظاهرة المناوئة، إلا أنه تم إلغاء «النزهة المسائية» بسبب الاشتباكات.
فيما أعرب رئيس مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي في ألمانيا، هولجر مونش، عن اعتقاده بأن الاعتداءات التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة لم تكن جريمة منظمة. وقال مونش في تصريحات لإذاعة «برلين-براندنبورج» أمس الثلاثاء: «لا نعتقد ذلك»، موضحا أن الجناة توافرت لديهم نفس الظروف في أماكن مختلفة، فتواصلوا وتواعدوا لممارسة تلك الاعتداءات.
ومن المقرر أن تواصل السلطات الأمنية خلال الأسبوع الجاري جمع المزيد من المعلومات من الولايات الألمانية عن الأحداث التي وقعت ليلة رأس السنة. وذكر مونش أن المعلومات الأولية كونت تصورا مبدئيا عن الأوطان التي ينحدر منها أغلب الجناة، إلا أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
يذكر أن مدينة كولونيا شهدت ليلة رأس السنة اعتداءات تحرش جنسي وسرقات من قبل حوالي ألف شخص، يبدو بعضهم من أصول عربية وشمال أفريقيا بحسب وصف ضحايا الاعتداءات. وأثارت تلك الاعتداءات ضجة في ألمانيا، حيث عزا البعض حدوثها إلى سياسة استقبال اللاجئين.
على صعيد ذي صلة وفي النمسا قال المستشار النمساوي فيرنر فايمان إن النمسا ستتخذ تدابير أكثر صرامة عند حدودها لإبعاد المهاجرين الوافدين بسبب الأوضاع الاقتصادية من أجل خفض العدد الإجمالي للمهاجرين.
ودخل مئات آلاف الفارين من الصراع والفقر في الشرق الأوسط وأفغانستان وأماكن أخرى النمسا خلال العام الأخير ومن هناك توجه كثيرون منهم إلى ألمانيا.
ونقل راديو هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية عن إحصاءات وزارة الداخلية إن نحو 90 ألفا من هؤلاء طلبوا اللجوء في النمسا التي يقطنها 8.5 مليون نسمة في العام 2015 وهو ما يزيد بنحو ثلاثة أمثال العدد في العام 2014.