مدن حديثة وشوارع ضيقة!

مزاج الأربعاء ٢٩/سبتمبر/٢٠٢١ ١٥:٠٧ م
مدن حديثة وشوارع ضيقة!

بقلم : حمد بن سالم العلوي 

طبعاً من العنوان سيعرف القارئ الكريم، أنني أقصد مدن الموالح والمعبيلة، لكن عجبٌ كيف يكون ذلك، فهذه المدن نشأت في أقل من عشرين عاماً، ولكن شوارعها يهيأ إليك أنها خططت من ثمانين عاماً مضت، ترى هل هذا سببه الإعتماد على الوافدين في التخطيط؟! أم إن العيب فينا بما نمتلكه من عقول فقيرة! فكان إنتاجها فقيراً مثلها، لأنه من غير المعقول أن تضيق شوارع هذه المدن بالسيارات، وهي ما تزال شابة ولم يكتمل العمران فيها، ولكنها تشيخ وتشيب في هذا العمر اليافع، حتى إن الإنسان الذي انولد في هذه المدن لا يزال في التعليم الأساسي.

ذات مرة كنت في مهمة رسمية أنا ومجموعة عمل، وكان الطريق يأخذنا إلى دولة أوروبية أولاً، وذلك حتى نصل إلى تونس حيث مقر جامعة العرب المؤقت، فمررنا بباريس، فأخذنا الصديق الدكتور موسى جعفر - رحمة الله عليه - في جولة للمدن الباريسية القديمة، فمررنا بشارع بين العمارات القديمة وقد كتب عليه ١٤٦٣م، وهو تأريخ إنشأ تلك المدينة، ولم تكن السيارات موجودة حتى في الأحلام، ولكنه كان يتسع لسيارتين لخطين متعاكسين من السيارات.

أما نحن الذين بدأنا الحياة العصرية مع بزوغ فجر النهضة العُماني عام 1970م، فبدأنا في مطب تخطيط مدينة روي، ثم القرم فالخوير وهكذا دواليك، وكلها كان يخطط لها ولشوارعها بنفس النظرة العكسية، ولكن أن يخطط للمدن الأحدث بنفس النظرة، فهذه كارثة الكوارث التي يصنعها الإنسان بنفسه، وتسبب عواق مستمر، بل وأشبهها بكورونا الشوارع التي تصيب الحركة المرورية في مقتل.. فهل من حل لهذه المشكلة التي تعيق تحضّر المدن العُمانية، بحيث تكون مدن مستقبلية وقابلة للتطور والنمو العمراني والاجتماعي والاقتصادي.. أمنيات نضعها محل إطلاع الجميع.

- أعلم أخي السائق:

{إن السياقة: "فن، وذوق، وأخلاق" وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فاخذ حاجتك من الطريق، وأتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

 (*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.