قطاع الحافلات المخصّصة للمدن في الخليج يستقطب الاستثمارات

مؤشر الأربعاء ٢٧/أبريل/٢٠١٦ ١٥:٣٢ م
قطاع الحافلات المخصّصة للمدن في الخليج يستقطب الاستثمارات

مسقط – ش

مع استمرار التوسّع الذي يشهده قطاع النقل العام في السلطنة في ظل الطلب المتزايد دوماً من السكّان، يؤكّد قطاع حافلات المدن بشكل خاص على أهميته كأحد أكثر المجالات استقطاباً للاستثمارات من قِبّل هيئات النقل الإقليمية. وبما أن الاستثمارات الضخمة في البنى التحتية كانت على الدوام عنصراً أساسياً ضمن استراتيجيات النمو للمنطقة، فإن تعزيز نمو وتحديث خدمات النقل الإقليمية أصبح بأهمية كبيرة اليوم أكثر من السابق. فمع استمرار النمو السكّاني في المدن إضافة إلى استضافة المنطقة لمناسبات عالمية بارزة مثل ’إكسبو2020‘ (World Expo 2020) في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر والزيادة السنوية المستمرّة في أعداد الحجّاج المسافرين إلى المملكة العربية السعودية، سيكون هناك ارتفاع كبير في أعداد الأشخاص الذين يحتاجون لخدمات النقل البرّي بين مختلف مدن المنطقة.

تعليقاً على الطلب المستقبلي ضمن قطاع البنى التحتية الخاصّة بالنقل في المنطقة، قال جيتيش ج.ف.، مدير المبيعات الإقليمي لدى ’حافلات فولفو الشرق الأوسط‘: "تواجه الهيئات المحلّية في السلطنة وفي دول مجلس التعاون الخليجي مجموعة عوامل تزيد من مستوى الطلب على أنظمة النقل المتوافرة لديها، وهي تعي الدور الذي يمكن أن تلعبه الحافلات في مواجهة هذه العوامل. فالحافلات لا تتميّز بكونها تشكّل نظام نقل عام قوي وآمن وعالي الاعتمادية فحسب، بل أن الاستخدام الزائد لحافلات المدن من قِبَل السكّان والزوّار يلعب أيضاً دوراً مهماً في تخفيف الازدحام المروري الذي يُعدّ مصدراً رئيسياً للإحباط. فعبر تقليل أوقات التنقّل وجعل عملية الوصول إلى الأعمال والمدارس والمتاجر والوجهات الثقافية أكثر سهولة، يمكن أن تترك حلول النقل العام الآمنة والفعّالة أثراً إيجابياً مباشراً على جودة حياة المواطنين وتسمح لمدن دول مجلس التعاون الخليجي المضي في عملية التحوّل إلى مدن أنظف بيئياً وأكثر سهولة أثناء القيادة."

تتخذ الهيئات المختصّة في مختلف أنحاء المنطقة خطوات مهمّة جداً منذ فترة لتلبية الطلب المتزايد باستمرار على خدمات النقل من قِبَل السكّان. وفي العام 2014 تم الإعلان أن دول مجلس التعاون الخليجي ملتزمة باستثمار 121.3 مليار دولار أمريكي في البنى التحتية الأرضية وخدمات النقل. ومنذ ذلك الوقت، أصبح الاستثمار في مجال النقل العام أولوية متزايدة للحكومات المحلّية، وبالأخص فيما يتعلّق بخدمات النقل عبر الحافلات المخصّصة للمدن، والتي تشكّل عنصراً حيوياً في تزويد المدن النامية في المنطقة بحلول نقل آمنة وفعّالة لصالح السكّان والزوّار.

وأضاف جيتيش قائلاً: "تتطلّب خدمات النقل العام الفعّالة والمسؤولة توجّهاً متكاملاً وطويل الأمد، ولقد تعرّفت دول مجلس التعاون الخليجي على أهمية هذا الأمر منذ زمن وهي تتخذ الخطوات اللازمة ضمن هذا المجال."

وتابع يقول: "تُظهِر الدراسات الخاصّة بهذا القطاع أن استثماراً بنحو 1.1 مليار دولار يسمح لدولة ما بناء فقط 15 كيلومتراً من خطوط المترو، 60 كيلومتراً من خطوط الترام لكن حتى 200 كيلومتر من خطوط الأولوية المخصّصة للحافلات. هذا فارق كبير بالطبع، وعندما ننظر إلى باقي منافع خدمات النقل عبر حافلات المدن مثل راحة الركّاب والأمان والكفاءة التشغيلية، تتبيّن عندها أهمية هذا الاستثمار. ويظهر النمو ضمن هذا القطاع في باقي أسواق الشرق الأوسط أيضاً مثل مصر، حيث قامت ’حافلات فولفو‘ في العام 2015بتسليم 150 حافلة للمدن إلى الإسكندرية وجرى كذلك تسليم 90 حافلة ’فولفو‘ من هذا النوع إلى المدينة هذا العام حتى الآن. ونحن نركّز حالياً على تحقيق قصص نجاح مشابهة في دول مجلس التعاون الخليجي."