بقلم : عيسى المسعودي
عادت محافظة ظفار هذا الصيف لترسم الفرح والابتسامة وتشكل ملتقى للناس من كل محافظات السلطنة من جديد للاستمتاع باجواء الخريف الرائعة التي تتميز بها المحافظة بدأ من شهر يوليو وحتى سبتمبر وذلك بعد التوقف من العام الفائت بسبب تداعيات انتشار جائحة كورونا حيث استقبلت المحافظة الالاف من الزوار الذين وجدوا في خريف ظفار المتنفس الامن لقضاء اوقات ممتعة واجواء استثنائية جميلة في كافة ولايات المحافظة مع رذاذ الخريف والمسطحات الخضراء التي تضيف كعادتها جماليات رائعة لما تزدهر به محافظة ظفار من مقومات طبيعية وسياحية وتاريخية ، كما أن الشواطئ الجميلة و العيون والشلالات المعروفة كانت مقصد للعديد من الزوار وعلى كافة المستويات والفئات ، لتشهد محافظة ظفار بولاياتها المعروفة موسماً استثنائياً بكل المقاييس وحركة تجارية افتقدتها المحافظة منذ العام الماضي ، وأثرت على الأفراد وعلى مختلف القطاعات السياحية والتجارية .
حيث ساهم تدفق الزوار من جديد في تعويض بعض الخسائر المادية التي تكبتدتها بعض المؤسسات مثل الفنادق والمطاعم والمحلات والأسواق التجارية وأصحاب الشقق الفندقية وغيرها من المجالات بسبب تأثيرات الجائحة التي أثرت على الجميع.
إننا دائماً مانتحدث حول المقومات المختلفة التي تتمتع بها محافظة ظفار وكل من يزور المحافظة ويستمتع بالرذاذ وبالأجواء العائلية والمناظر الطبيعية الخلابة وبالمواقع السياحية والتاريخية المنتشرة في ولايات المحافظة تجعلنا نشعر بأننا في منطقة متفردة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والرعاية وتنفيذ المبادرات والمشاريع التي تساهم في تعزيز اسم المحافظة كوجهة سياحية ليس فقط على مستوى المنطقة ، وإنما على مستوى العالم فهي بالفعل تتمتع وتنفرد بمقومات متعددة تجذب السياح وتقدم خيارات مختلفة للاستمتاع بأجواء الخريف وقضاء أوقات سعيدة تبقى في الذاكرة .
ولكن رغم كل هذه السنوات ورغم زيادة عدد السياح والزوار سنوياً للمحافظة لاتزال العديد من المواقع والأماكن السياحية والتراثية غير مستغلة بالشكل الصحيح ، والجميع عندما يزور هذه المواقع يتحسر ويكرر نفس الكلام ونفس الاقتراحات تتمحور حول توفير المرافق والخدمات في هذه المواقع المميزة لتكتمل الصورة الجمالية لهذه المواقع ، فمثلا عندما يذهب السائح إلى سهل أتين أو منطقة شلالات دربات أو مناطق مثل المغسيل وناشب وجبجات ومدينة سمهرم الأثرية وبعض المواقع الموجودة في سفوح الجبال والمواقع ذات الإطلالة الرائعة التي تتميز بالجمال والمنظر البديع تجدها غير مستغلة ولايوجد بها خدمات تجعل من هذه المواقع مكان يقضي فيه السائح أوقات ممتعة ، فمثلا هذه المواقع توجد مثلها في دول آسيوية وأوروبية وتجد فيها المقاهي والمطاعم الراقية التي تقدم مجموعة مختارة من الأكلات والمشروبات وتتوفر بها خدمات ترفيهية للأطفال مثل الألعاب وركوب الخيل ومحلات صغيرة لبيع الصناعات الحرفية أو التقليدية ومرافق خدمية يمكن للسائح أن يقضي فيها أوقات أطول وفي نفس الوقت هذا استثمار ناجح ويعود بالمنفعة على أصحاب هذه المرافق والخدمات إذا تم عرض هذه الفرص على المؤسسات المتخصصة أو على رواد الأعمال مع وجود المساندة اللوجستية من المؤسسات الحكومية المعنية بهذا الموضوع مثل بلدية ظفار ووزارة السياحة فتنفيذ هذه الأفكار يتطلب تعاون الجميع .
عندما نسافر خارج السلطنة ونزور المواقع السياحية لبعض الدول نجدها منظمة ومستغلة أفضل استغلال وهذا يجلعنا نصرف مبالغ لكي نستمتع بروعة المكان ونقضي فيه أوقات أطول وتجد خيارات متعددة في نفيس الموقع السياحي، فلماذا هذه الخدمات والمرافق لا يتم توفيرها في المواقع السياحية في محافظة ظفار ، وبالتالي يستفيد الجميع ويساهم ذلك في إنعاش الحركة التجارية ويستفيد منها أصحاب المنطقة ورواد الأعمال المتخصصين في تقديم مثل هذا النوع من الخدمات، إننا أمام مرحلة تحتاج إلى مبادرات وتطبيق أفكار تساهم في تعزيز الدور السياحي ،ليس فقط في محافظة ظفار وإنما في مختلف المواقع السياحية والتاريخية التي تتميز بها السلطنة ، وعلينا أن نهتم بتطبيق التكاملية في العمل بحيث تعمل كل المؤسسات وفق منظومة واحدة تخدم الهدف العام وتتناغم مع رؤية عمان 2040 ، فمثل هذه الأفكار والمبادرات إذا تم تطبيقها سيكون لها إيجابيات عديدة وستشعر المواطن والمقيم قبل السائح الاجنبي بأن هناك فرق ونقلة في المنظومة ، أن محافظة ظفار كغيرها من المحافظات تحتاج إلى عمل كبير في تنمية وتطوير الجوانب السياحية والتاريخية ،وفيما يتعلق بالمرافق والخدمات العامة بحيث تواكب التطور الموجود مثلا في قطاع النقل والقطاعات الأخرى ، نأمل بتطبيق مثل هذه الأفكار خلال الفترة المقبلة خاصة في المواقع السياحية المعروفة وأن تكون لدينا خطة مستقبلية في هذا الجانب لتحقيق التغير الإيجابي المطلوب.