السفير السعودي: العلاقة بين السلطنة والمملكة راسخة ومتأنية وهادئة وليست عاطفية

بلادنا الأربعاء ٢٢/سبتمبر/٢٠٢١ ١٨:٤١ م
السفير السعودي: العلاقة بين السلطنة والمملكة راسخة ومتأنية وهادئة وليست عاطفية

مسقط - خالد عرابي

أكد سعادة عبدالله بن سعود العنزي سفير المملكة العربية السعودية المعتمد لدى السلطنة على رسوخ العلاقات بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وأرجع ذلك إلى دور القيادة الحكيمة والتوجيهات والسديدة لقيادتي البلدين الشقيقين وما يربطهما من علاقات وطيدة في كافة المجالات .

وقال في تصريحات بمناسبة احتفال سفارة المملكة بالسطنة بمناسبة اليوم الوطني الواحد والتسعون للمملكة والذي سيقام مساء اليوم - حيث يصادف يوم الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام-: " إن العلاقة بين السلطنة والمملكة العربية السعودية علاقة راسخة ومتأنية وهادئة وليست عاطفية ولا فيها استعجال ، وما نتج عن مجلس الأعمال العماني السعودي وقمة نيوم بين قيادتي البلدين والتي ترأسها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والتي تم من خلالها إنشاء مجلس تنسيق عماني- سعودي يغطي كافة الجوانب والتعاون بي البلدين في كافة المجالات وما هو إلا مظلة إستراتيجية للعمل على توطيد هذه العلاقات وليس عمل استثنائي ثنائي، قدر ما تجاوزنا العمل الثنائي الكمي ونحن نبحث الآن عن العمل النوعي في ظل مشاريع اقتصادية استثمارية عملاقة خلاقة تضيف للاقتصاد الوطني العماني قيمة إضافية وليس عمل اقتصادي بهدف مشروع أو مشروعين .

وأشار سعادته إلى أن العلاقات بين البلدين راسخة جدا بحكم الأخوة والجيرة وكونهما دولتين شقيقتين متجاورتين عضوين في مجلس التعاون الخليجي العربي، ولذا فدائما هناك تنسيق وثيق جدا بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات وفي القضايا الإقليمية والعربية والدولية محل الاهتمام المشترك ، كما أشار سعادته إلى أن الإرادة السياسية متوفرة جدا وقوية سواء قبل قمة نيوم أو بعدها، ولكن ما تم خلال هذه القمة إنما يعكس العلاقة الوثيقة والوطيدة بين البلدين، و ما شهدناه خلال زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والتي تعد أول زيارة تاريخية خارجية وما قابلته بها المملكة حيث أعتبرتها زيارة دولة لما لها من معايير دولية عالية معينة، وهو نهج عماني سابق حيث أن المغفور له بإذن الله تعالي السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- كانت أول زيارة تاريخية له عند توليه الحكم إلى المملكة العربية السعودية أيضا، وهذا يعكس عمق العلاقة الوثيقة والوطيدة بين البلدين الشقيقين وأن المملكة تحظى بعلاقة وأهمية خاصة لدى سلطنة عمان التي توليها أهمية خاصة لما تمثله المملكة من ثقل إقليمي وعربي ودولي.

وأكد سعادة السفير عبدالله العنزي على أن قمة نيوم الأخيرة مثلت نقلت نوعية كبيرة على العلاقات بين البلدين في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية، حيث تم استعرض رؤية البلدين 2040 للسلطنة و 2030 للمملكة واللتان تتقاطعان في كثير من المجالات والرؤى، ويمثل الإنسان محور وجل اهتمام تلك الرؤيتين، وتم تلمس كافة القطاعات الحيوية، الاستثمارية والسياحية والبتروكيماويات والمناطق اللوجستية فيما بين البلدين ودعم ذلك لما بالبلدين من مزايا نسبية وموقع استراتيجي عمقت التعاون بين البلدين و أفق أوسع وأرحب ، بالإضافة مع قرب افتتاح الطريق والمنفذ البري بين البلدين في القريب العاجل جدا والذي سيفتح أفق أوسع و أرحب ويكون له انعكاس و رافد مهم مع كافة المجالات التي تهم البلدين والشعبين الشقيقين.

توفر الإرادة السياسية

كما أكد العنزي على أن الإرادة السياسية لها دور كبير في علاقات البلدين حيث قال: "متى ما توفرت الإرادة السياسية سينعكس كل التعاون على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والتعليمية، وسيشمل التعاون كافة مرافق وأوجه التعاون بين البلدين، و ما شهدناه خلال الفترة الماضية من زيارات متبادلة ومكثفة بين البلدين الشقيقين وعلى كافة المستويات التي كان أخرها زيارة معالي وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح على رأس وفد يقارب 120 رجل أعمال وهو وفد يعد الأكبر و ربما لم تشهده المنطقة من قبل ومنذ فترة طويلة، وزاروا الكثير من المناطق والجهات الحكومية والمناطق الاقتصادية والصناعية العمانية سواء في الدقم أو صحار وإقامة وعقد منتدى اقتصادي تحت عنوان: "الشراكة والتكامل" فهو يمثل نقلة نوعية تعكس عنوان المنتدى وهو الشراكة والتكامل بين البلدين لما يملكانه من مقومات وقدرات عالية جدا ساعدتهما على التقارب في ظل رؤى البلدين والتوجيهات السديدة من قيادتي البلدين اللذان يعملان على كل ما من شأنه تعميق التعاون وتأطيره في إطار يسهل عمل كافة المجالات " .

وأشاد سعادته بالحضور في المنتدى الاقتصادي حيث شهد حضور كبرى القطاعات و الفاعلين و المحركين للاقتصاد في كلا البلدين من كبرى الشركات ومنها أرامكو ومعادن وأكواباور من السعودية وأهمية المناطق الصناعية العمانية ومنها الدقم أو صحار وهي تحظى بكثير من الاهتمام ، وتم إنجاز الكثير من المهام والأعمال خلال الزيارة وأشاد بالامكانيات التي تزخر بها السلطنة ومنها المقومات الاقتصادية والسياحية مثل صلالة وصحار والدقم وغيرها مما يصعب حصره ولذا فمن الصعب تغطية كافة جوانب التعاون في لقاء أو لقائين أو عدة لقاءات، ولذا فسيكون في المستقبل لقاءات ثنائية عديدة تسير على النهج لتستكمل أوجه التعاون الممكنة .

مدينة صناعية عمانية - سعودية

وعما طرح في وسائل الإعلام حول أقامة مدينة صناعية عمانية - سعودية بالدقم قال سعادة السفير السعودي إن العمل بين البلدين في الكثير من المشاريع الإستراتيجية يتم بناء على دراسات مستقبلية مستفيضة وليس من خلال ما يقال في وسائل التواصل الاجتماعي ولا وسائل الإعلام التي لا تعكس الهدف الحقيقي من مجالات التعاون، فالتعاون قائم وفق أسس ثابته يت دراستها بتأن و روية ، كما أن الاستثمار لا يقام فقط بناء على مدينة أو منطقة بذاتها وإنما الأهم هو أن يكون استثمار جاد وهادف ومبنى على أسس ودراسات خاصة وأن هناك رغبة جادة من المملكة العربية السعودية في الاستثمار في السلطنة و رغبة جادة في تحقيق مكاسب تنعكس على كلا البلدين والشعبين الشقيقين، والمملكة جادة في أنها حينما تضع فكرة تنفذها وفق معطيات معينة ومحددة وليس رغبة ، ولما جاءت هذه الوفود الاقتصادية الضخمة و المنتدى الاقتصادي بين البلدين إلا في إطار الرغبة الجادة من المملكة العربية السعودية في فتح أفاق جديدة للعمل من خلال عمان أو من خلال المزايا النسبية التي توفرها المناطق اللوجستية في عمان سواء في إفريقيا وآسيا .

وعن أوجه التعاون السياحي بين البلدين أكد سعادة السفير السعودي على أن ما يسهمل من مهمة البلدين الشقيقين هو رؤيتنا البلدين اللتان تتقاطعان في كثير من الأمور وتعد كلا منهما راعما للأخرى، والمملكة العربية السعودية لديها رؤية 2030 التي يشرف عليها ويتابعها شخصيا سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والذي يشرف على كافة جزئياتها وقد مثلت انطلاقة قوية نقلت المملكة إلى أفق أرحب و أوسع في كافة المجالات وأصبحت المملكة يشار لها بالبنان . ونحن نحظى بدعم الأشقاء في السلطنة في المجال السياحي فكون السلطنة عضو في منظمة السياحة العالمية فقد ساهم صوتها في حصول المملكة لأن تكون المركز الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية في المنطقة .

اليوم الوطني

وعن الاحتفال باليوم الوطني في ظل الجائحة قال سعادته بأن سفارة المملكة كأول سفارة تقيم حفل استقبال للاحتفال باليوم الوطني للمملكة يعد حدث مهم لما لهذا اليوم من أهمية، ونسعد جدا بمشاركة أخواننا العمانيين بهذا اليوم والتي لا تقل فرحتهم واحتفالهم به عن فرحتنا به وهذا يعكس ما يكنه الشعب العماني من محبة وتقدير واحترام.

وأضاف قائلا: يعتبر هذا اليوم يعد يوم تاريخي بالنسبة للمملكة العربية السعودية ولكافة أفراد الشعب السعودي لأنه يعكس ما قام به الأب المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - من جهد خلاق وبنى دولة عظيمة مترامية الأطراف وأسس نهج قويم يعكس كل ما نعيشه من نهضة وتنمية وحضارة ومن تقدم وازدهار، وسار على نهجه من بعده أبناءه الملوك "رحمهم الله جميعا ، ويقود مسيرتنا الحالية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أل سعود ، وسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع - حفظهما الله - اللذان يسعيان جاهدين في توفير كل ما يوفر للشعب السعودي العيش الرغيد وما يرفع شأن المواطن السعودي، وتوفير كافة الفرص لتبوأ السعودي المكانة العالية واسهامه في نهضة بلاده وعلو مكانتها ووضع المملكة في المقدمة في كافة المحافل الدولية دائما.

وأردف قائلا : لكن ينبغي أن نشيد بكل الدعم الذي لاقيناه في السلطنة من الأشقاء العمانيين ووزارة الخارجية حيث لم تقصر في دعم سفارة المملكة العربية السعودية في كافة التجهيزات لليوم الوطني وليس هناك تحدي بسبب الجائحة بقدر ما أن السلطنة قامت بكل الاجراءات الاحترازية الممكنة للتعامل مع جائحة فيروس كورونا ومن ثم كان الاحتفال بالنسبة لنا أمرا ممكنا مع الأخذ بكافة الاحترازات الصحية وفق الشروط والاجراءات التي وضعتها اللجنة العليا للتعامل مع الجائحة.