بقلم: سالم الحبسي
"نصيحتي للآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة هي: ركزوا على الأشياء التي لا تُعيقكم إصابتكم عن فعلها بشكل جيد، ولا تشعروا بالألم في التخلي عن الأشياء التي تمنعكم الإعاقة عن فعلها. لا تجعلوا إعاقتكم تمتد إلى أرواحكم كما وصلت إلى أجسادكم"
(ستيفن هوكينغ، عالم الفيزياء النظرية البريطاني الراحل).
أراهن على أنه الوسط الرياضي قبل هذا لم يكن يعرف محمد المشايخي الا في حدود بسيطة جدا ربما في اطار مجتمعه بولاية جعلان بني بوحسن قبل أن ينتقل للعمل ومن ثم بالصدفة بدأ يمارس الرياضة في نفس مكان عمله ( صالة رياضية) قبل أن يحظى بفرصة العمر وينظم الى الفريق البارلمبية ومنها بدأ يشق طريقه الى المنصات والتتويج.
ورغم ان إبن جعلان نجح في ٢٠١٦ التأهل الى دورة الألعاب البارلمبية بالبرازيل وحقق ميداليات على مستوى القارة وتأهل لبطولة العالم بلندن ٢٠١٧ في دفع الجلة.. الا ان الالتفاف نحوه كان مقصورا على المقربين منه ولم يحظ باهتمام حقيقي اعلامي او رسمي ماعدا القليل واليسير.
المشايخي الذي شق طريقه في ممارسة الصولجان والجلة والقرص كان يسجل اسمه في البطولات بأحرف من نور ففي ٢٠١٨ واصل بطلنا التأهل الى دورة الالعاب الأسيوية البارالمبية وحقق ميدالية ذهبية ولكنها كذلك لم تلفت الانظار فكان الاحتفال بها سريعا ولم يكن هناك سوى القليل من المتأملين في قدرات هذا اللاعب الذي كان ترن في اذنه نصيحة هوكينغ لذوي الاحتياجات الخاصة والذي حتما لم تكن نصيحته تنظير أدبي ضمن سطور الكتب وانما كان مثالا للمشايخي ليكون أحد الرياضيين الخارقون الذين حققوا انجازا تاريخيا.
استطاع البطل محمد المشايخي أن يحقق ماعجز عنه الاخرين ويحرز أول ميدالية أولمبية للسلطنة في تاريخها الرياضي..وتدخل السلطنة التاريخ من أوسع أبوابه لبطل رفض الاستسلام رغم انه بقي في الظل رغم انه كان يحقق انجازات عربية ملفته في ٢٠١٩م.
المشايخي الذي كانت تحركاته في قريته بجعلان متواضعة وقليلة جدا ..أصبح يجوب ألعالم شرقا وغربا..ويحطم الارقام ويتحدى المستحيل ليؤكد اليوم ان لا مستحيل مع الحياه وان صناعة بطل اولمبي لا تحتاج الى الملايين بقدر ماتحتاج الى العزيمة والاصرار..!!