بقلم : علي المطاعني
على الرغم من الجهود المبذولة من أجهزة الدولة لتجاوزالتحديات الإقتصادية والصحية، والتي مافتئت تحقق نجاحات تثلج الصدور على العديد من المستويات، إلا أن حالة من الإحباطات تخيم على الأوساط المحلية تشيع تأزيم الأمور وتبعث برسائل سلبية تدغدغ بها المشاعر وتلهب الأنفس وتصطاد في المياه العكرة للأسف، وتثير المواجع وتدفع بالآهات والأحزان لتعلو سحنات الوجوه، هي تبتهج بالأسوأ وتتمنر على الآخرين بقصد السخرية والهمز واللمز، ولا ترى ما يتجسد على أرض الواقع من جهود ربما لا تثمر اليوم، او تينع غدا، ولكن اوكلها ثابت وسيأتي يوما ما مع بذل الجهود ونكران الذات وقبل كل شئ الحمد لله على ما تحقق في هذا الوطن من تنمية عمت البلاد طولا وعرضا ولم تستثن جبالا أو سهولا أو أودية.
هو أمر يبعث على الإستغراب لهذا التعاطي الغير إيجابي ألذي نراه يهدد تارة ويتوعد تارة أخرى بالأسوأ وبإثارة القلاقل والإضطرابات مستغلا مساحة الحرية المتاحة بنحو غير إيجابي.
فالله الحمد والمنة يجب أن نسجد شاكرين حامدين على إنقشاع ويلات فيروس كورونا وإنحسار إعداد المصابين إلى مستويات متدنية فتحت معها أبواب الحياة في البلاد على مصرعيها، فهذه إحدى النجاحات التي لا يجب أن تغمض عنها الأعين، فلولا الجهود التي بذلت في الفترة الماضية وتشديد الحصار على مصادر الوباء لكانت الأمور أسوأ حتما، فهذه إحدى النجاحات التي يجب أن نشكر عليها رب العزة بدءا والقائمين على الأمر بعد ذلك ثم نعززها بالإلتزام بالإشتراطات الصحية.
الجانب الآخر المضئ هو جهود التوظيف والتشغيل إذ هي ماضية في طريقها الصحيح رغم الأزمة الإقتصادية والصحية التي تخيم على القطاعات الاقتصادية، إلا أن هذه العجلة ماضية في الأجهزة الحكومية والخاصة لتحقيق تطلعات أبناء الوطن، فيجب علينا كفرض عين أن نعزز من الجهود المبذولة لدفعها للإمام من خلال نكران الذات في قبول العمل والبدء بالأعمال مهما كانت صغيرة فهي سوف تكبر بمرور الأيام وبتوفيق الله عز وجل، مع تضافر الجهود لتوجيه طاقات البلاد الي التشغيل الذاتي على صعيد كل ولاية وقرية وحي، فالفرص متاحة ولله المنة، وتحتاج فقط للمزيد من المساعي لإكتشافها ومن ثم الصبر على التدرج فيها.
الجانب الآخر المضيء معالجة الحكومة لأزمة فواتير الكهرباء بعد تحرير الأسعار ورفع الدعم بالعديد من الخطوات التي وسعت من الشرائح المدعومة وتخفيض تكلفة استهلاك الطاقة إلى مستويات تلامس التكلفة السابقة ومع بعض الترشيد من كافة المستهلكين على أمل أن نكون أكثر وعيا وإدراكا في التعاطي مع الأمور وبلورة استهلاكنا وفق إمكانياتنا.
من الأمور المهمة الأخرى هناك جهود كبيرة تبذل لجذب الإستثمارات وتسهيلات الإجراءات وهناك خطوات عملية سوف تُعلن في الفترة القادمة تشكل انفراجة كبيرة لخدمة المستثمرين لفتح آفاق كبيرة أمام كل من يرغب في الإستثمار عبر تقديم خدمات متكاملة له.
وكذلك جهود ضبط الإنفاق وزيادة الإيرادات ماضية في تحقيق الآمال في تقليل العجز والدين العام للدولة والحفاظ على مكانتها المالية بين الأمم، وهذا يتطلب تضحيات من الجميع لما يشكله من أهمية في الحفاظ على سمعة السلطنة في المحافل الدولية.
وعلى الصعيد الآخر فإن جهود ضبط الممارسات الخاطئة والتجاوزات تمضي في طريقها الصحيح ولكن ليس شرطا أن تُعلن بدوافع تقليد الآخرين وإشاعة الفوضى في المجتمع، كما أننا لا يمكن أن نقطف ثمارها اليوم او غدا طبعا، وتحتاج إلى المزيد من الصبر لقطف ثمارها الأحلى وللمضي قدما في خططنا ورؤيتنا العشرينية.
كل شعوب الأرض تعيش واقعا صعبا على كل الأصعدة وليس ثمة دولة في العالم ليست متأثرة من تداعيات الإقتصاد وفيروس كورونا ولكن هذه الشعوب مدركة بأن معالجة الواقع ليس بنسف الجهود المبذولة أو تجاهلها وإثارة الإحباطات وإنما بالعمل بإخلاص على تجاوزها.
نأمل أن تكون أكثر واقعية وأكثر هدوءا في التعاطي مع الواقع على ضوء هذه المتغيرات الصعبة والظروف الراهنة فإن ما يتحقق على أرض الواقع يتعين معه رفع معدلات الظن الحسن مع تأكيد اليقين بأن هناك جهودا تبذل وأعمالا تنجز لايتطلب نكرانها أو التجديف عكس التيار وركوب الموجة الخطأ بدواعي الشهرة الكذوبة.