القدس المحتلة - علاء المشهراوي – نظير طه
تحلق طائرات استطلاع إسرائيلية «بدون طيار» في أجواء قطاع غزة بشكل مكثف منذ عدة أيام بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن أي شخص يأتي لقتل الإسرائيليين سوف يصل إليه الجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى اتهام إسرائيل لقياديين من حماس في غزة بتوجيه منفذي العمليات بالضفة الغربية والقدس المحتلة.
وقال مصدر أمني فلسطيني إن «تحليق تلك الطائرات تركز في أجواء مدينة غزة وعلى ارتفاعات منخفضة» موضحا أنه من «الملاحظ أن طائرات الاستطلاع التي تحلق في هذه الفترة لا تصدر أصواتاً كالمعتاد».
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن نتنياهو تهديده بالقول «لا أحد محصن، سنلاحق القتلة وسوف نصل إليهم سواء كانوا خارج أو داخل البلاد، فلا أحد في مأمن، وسنصل لجميع من يساعدوهم ويقفوا خلفهم».
في غضون ذلك قال موقع «المجد الأمني» المقرب من المقاومة الفلسطينية إن المقاومة أعطت الضوء الأخضر للخلايا العسكرية للتحرك والبدء بالمرحلة الثانية من انتفاضة القدس.
وأضاف الموقع: «أن المرحلة الثانية من الانتفاضة الفلسطينية الثالثة - انتفاضة القدس - سيراها الاحتلال الإسرائيلي فعلاً لا قولاً خلال الفترة المقبلة». وأشار الموقع إلى أنه لم يخل أسبوع من انتفاضة القدس التي تجاوزت حاجز المائة يوم من إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن اعتقال خلية للمقاومة الفلسطينية بتهمة التخطيط لعمليات استشهادية، بل وصل الأمر لدى العدو للإعلان أن خلايا للمقاومة وصلت لمرحلة متقدمة من الإعداد للعمليات. وذكر الموقع أن الإعلانات الإسرائيلية عن اكتشاف خلايا للمقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة لتعلن أن مرحلة خروج الخلايا النائمة للمقاومة للعلن قد بات واقعاً، وأن ما تسمى «عمليات جز العشب» من قبل الاحتلال باءت بالفشل الذريع فقد انتقلت خلايا المقاومة من مرحلة الخمول لمرحلة العمل والتنفيذ.
وأفاد بأن باكورة هذه العمليات هي عملية ايتمار، فيما تستعد خلايا أخرى لإتمام استعداداتها للبدء بالعمليات الاستشهادية وذلك للإعلان عن المرحلة الثانية من انتفاضة القدس التي من المؤكد أنها ستلهب الداخل المحتل وستعيد الأيام السود على الاحتلال.
وشدد الموقع الأمني على أن جميع محاولات الاحتلال الإسرائيلي في محاربة خلايا المقاومة المسلحة في الضفة في طريقها للفشل .وأضاف الموقع: «رجال المقاومة باتت لديهم أساليبهم الخاصة لتجاوز العقبات الأمنية والاستخبارية التي يتبعها الاحتلال ومساعدوه هناك».
في السياق نقلت صحيفة «هآارتس» العبرية، الصّادرة أمس الثّلاثاء، تقييمات أمنية إسرائيليّة جديدة ومحدثة لجيش الاحتلال، تفيد بأنّ الوضع العسكريّ لحركة حماس في قطاع غزّة، تطوّر وتحسّن منذ انتهاء الحرب الأخيرة، إلى درجة استعادة حفر الأنفاق الهجوميّة، بشكل مثيل للوضع عشيّة الحرب الأخيرة على غزّة.
وأشار المحلّل العسكريّ للصحيفة العبرية، عاموس هرئيل، إلى أنّه بعد الإمساك مؤخّرًا بثلاث خلايا تابعة لحماس في الضّفّة الغربيّة، فإنّ الصّورة الآخذة في الاتّضاح أكثر فأكثر هي الجهود الكبيرة التي تبذلها الحركة من أجل تحريك عجلات الهبّة الشّعبية في الضّفّة، في سعي منها لإنجاز «عمليّة نوعيّة في الضّفّة الغربيّة».
وبحسب تحليل التقييمات الأمنية للوضع العسكريّ لحماس، فإنّ الجيش الإسرائيليّ يدرك جهوزيّة الحركة، خصوصًا على خلفيّة استعادة حماس لقدراتها التي تضرّرت من الحرب الأخيرة، وعلى رأسها استعادة الأنفاق الهجوميّة، والتي بناءً على التقييمات فإنّ جزءًا منها قد صار ممتدا إلى ما تحت الأراضي الإسرائيليّة.
وفي حالة نجاح حماس بضربة نوعيّة في الضّفّة، فإنّ سيناريوهين يقفان في مثل هذه الحالة أمام الطّرفين الإسرائيليّ والفلسطينيّ. السيناريو الأوّل هو الانجرار نحو تصعيد عسكريّ في المواجهة، ما قد يزيد الثّمن كثيرًا في خسائر الأرواح والممتلكات.
والسيناريو الثّاني، هو إقدام قيادة حماس (محمّد ضيف، مروان عيسى ويحيى سنوار) على ضربة عسكريّة استباقيّة وهجوميّة عبر الأنفاق التي تمتدّ نحو إسرائيل، وذلك في حالة شعور الحركة بخطر يداهم أنفاقها هذه، والتي تعتبرها رصيدًا عسكريًّا لها. في هذه الحالة سيكون الثّمن أيضًا غاليًا.
وبناءً على الميزانيّات التي يتطلّبها بناء ‹جدار ذكيّ› على الحدود الغزيّة-الإسرائيليّة - بإمكانه الكشف عن أماكن الحفر - فإنّه سيكلّف إسرائيل مبلغًا طائلاً يصل لنحو 2.8 بليون دولار، ما يجعل من تطبيقه في الفترة القريبة أمرًا صعبًا جدًا، بحيث لا يمكن اقتطاع مثل هذا المبلغ من ميزانيّة الجيش المقبلة.